السياحة تضع المغرب في صدارة إفريقيا والمملكة تقدم فرصا استثمارية واعدة

كشف تقرير حديث صادر عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة عن أداء اقتصادي استثنائي للمغرب في قطاع السياحة، حيث أصبح الوجهة الأولى في إفريقيا من حيث نمو عدد السياح الدوليين، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 43% في الإيرادات السياحية مقارنة بعام 2019.
وأشار التقرير إلى أن المغرب استقبل 17.4 مليون سائح دولي في عام 2024، بزيادة قدرها 35% مقارنة بعام 2019، مما يجعله الوجهة الأسرع نمواً في القارة الأفريقية، كما ارتفعت مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للمغرب من 3.7% في عام 2020 إلى 7.3% في عام 2023، مما يؤكد دوره الحيوي في تعزيز الاقتصاد الوطني.
وفقاً للتقرير، استقطب المغرب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 3.5 مليار دولار أمريكي سنوياً في المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية، مع تخصيص 2.2 مليار دولار لقطاع السياحة بين عامي 2014 و2023، مشيرا أنه تم ضخ 2.6 مليار دولار في إنشاء مرافق سياحية جديدة بين عامي 2015 و2024، مما يعكس ثقة المستثمرين في البيئة الاقتصادية المستقرة التي يوفرها المغرب.
وأكد زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، أن المغرب يقدم فرصاً استثمارية واعدة بفضل موقعه الاستراتيجي، وبنياته التحتية الحديثة، ودعم الحكومة لجذب الاستثمارات الأجنبية، مضيفا أن هذه العوامل تلعب دوراً محورياً في تحفيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في البلاد.
ولفت التقرير إلى المغرب يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي، حيث يبعد عن أوروبا مسافة 14 كيلومتراً فقط، مما يجعله بوابة لدخول سوق ضخم يضم حوالي 2.5 مليار مستهلك، كما يزخر المغرب بتراث ثقافي وطبيعي غني، يتضمن 9 مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي و11 حديقة وطنية.
وأضاف أن البلاد بنية تحتية متطورة، تشمل 19 مطاراً و27 ميناء تجارياً وحوالي 2000 كيلومتر من الطرق السريعة، كما شهدت القدرة الاستيعابية للفنادق زيادة بنسبة 60% بين عامي 2012 و2023، مما يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لتطوير القطاع السياحي.
ووضعت الحكومة المغربية خارطة طريق للسياحة للفترة 20232026، تتضمن تسع أولويات تهدف إلى تعزيز السياحة الدولية والداخلية، وتشمل هذه الأولويات تحسين البنية التحتية، ودعم المشاريع السياحية الجديدة، وتوفير حوافز استثمارية للمستثمرين، مثل تكاليف إنتاج تنافسية وقوة عاملة مؤهلة.
وقالت ناتاليا بايونا، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، إن المغرب نجح في تعزيز مكانته كقوة اقتصادية في أفريقيا، حيث يحتل المرتبة الخامسة من حيث الناتج المحلي الإجمالي. وأضافت أن السياسات المالية والنقدية المرنة، إلى جانب البيئة السياسية والاجتماعية المستقرة، ساهمت في تحقيق هذه النتائج المذهلة.
المصدر: العمق المغربي