اخبار المغرب

عبد الله بن ياسين.. نابغة سوس الذي أجاد التفاوض ووحد المغرب (فيديو)

اتبع واضع أسس الدولة المرابطية بالمغرب النابغة السوسي، عبد الله بن ياسين، منهج التدرج في التربية والدعوة والسياسة لتأسيس دولة والتمهيد توحيد المغرب، مستعينا على ذلك بحسن التفاوض مع تقلبات الواقع، بحسب ما قال الباحث في التاريخ عدنان بن صالح.

التدرج الذي سلكه عبد الله بن ياسين في تأسيس حركته، بدأه في التربية والدعوة، حيث انطلق من رباط للتعبد محاطا بمجموعة من اللمتونيين الذين أسس بهم حركة وقاد الجهاد، إلى أن استطاع التمهيد لتوحيد المغرب، وتحويل الدولة الصغيرة المقتصرة على أحواز مراكش، إلى دولة كبيرة تحكم الغرب الإسلامي.

وأشار عدنان بن صالح، إلى أن “ما نشاهده اليوم من استمرار للدولة جاء نتيجة لدهاء عبد الله بن ياسين، الذي استطاع توحيد المذهب الديني، وقضى على الإمارات المستقلة خصوصا، إمارة البرغواطيين، ونشر الدعوة وفق المذهب المالكي ووسع قاعدة الأتباع”.

وتابع الباحث في التاريخ، الذي يحل ضيفا على برنامج “النبوغ المغربي” الذي يبث فى منصات جريدة “العمق”، أن عبد الله ياسين لم يعش حلم القضاء على الإمارة البرغواطية، بل تحقق ذلك بعد وفاته، فقد زرع بدرة سيرعاها بعده علي بن يوسف ويوسف بنعلي، و يوسف بن تاشفين”.

واعتبر أن الوحدة السياسية التي نعبر عنها اليوم، وقبل اليوم، في البيعة لأمير المؤمنين، والذي يقوم بصيانة الوحدة المذهبية والدينية والروحية للمغاربة، هي نتيجه “للجهود التأسيسة للإمام عبد الله بن ياسين رحمه الله”.

ومن أهم الخصائص التي تميز شخصية عبد الله بن ياسين، التي إتفقت عليها جل المصادر التي ذكرت سيرته ، يقو عدنان بن صالح، “سلطنته على الصنهاجيين سلطنة إمام، والتزامه بالحفاظ على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، وكذا التصوف على طريقة الجنيد السالك تصوفا حقيقا”.

وتابع المتحدث ذاته،  أن علي الصلابي جرد مجموعة من الخصال التي تميز بها عبد الله بن ياسين، من أبرزها أنه “كان شجاعا عظيم الاحتمال، مارس أفضل الشجاعة، ألا وهي الصراحة في الحق وفي ميادين القتال”.

وأورد الباحث أن الإمام توفي واستشهد في ميدان المعركة، في الوقت الذي كان بإمكانه الاكتفاء بمهمة موجه يعطي الأوامر ذات اليمين وذات الشمال، “لكنه اختار أن يكون واحدا ممن يقاتلون من أجل الوطن وفي أرض المعركة، وكان أمينا في القيام بوظيفته التي أسندها له شيخه وجاج اللمطي وبقي وفيا لما أمره به”.

بعد استشهاد الشيخ عبد الله ياسين سنة 1059 ميلادية، و”الذي أدى دوره تجاه وطنه، لم تتوقف حركة المرابطين في الدفاع عن الفكرة وكذا محاربة البرغواطيين الذين كانوا أكثر شراسة وقوة، وتم تنصيب خليفة له، ليكمل ما قام به الشيخ، ليأتي النصر على يد يوسف بن تاشفين”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *