بلاجي: الملك لم يعطل شعائر الله والحكومة مطالبة بدعم الكساب على غرار المستوردين

نفى البرلماني السابق وأستاذ المالية الإسلامية بجامعة محمد الخامس، عبد السلام بلاجي، أن يكون القرار الملكي بمنع ذبح الأضاحي لهذه السنة تعطيلا لشعيرة من شعائر الله. وأوضح أن القرار لا يمكن اعتباره “تعطيلا” أو “إيقافا” للشعيرة، بل هو إجراء استثنائي.
وأشار بلاجي الذي حل ضيفا على برنامج “نبض العمق” الذي يبث على منصات جريدة العمق مساء كل جمعة إلى أن هذا التوجه مشابه لما فعله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في زمن المجاعة عندما أوقف تطبيق حد السرقة، ليس لأنه تم تعطيله، قبل أن يستدرك: “لكن بسبب وجود شبهات تتعلق بالظروف الخاصة التي كانت سائدة في تلك الفترة، مثل المجاعة التي دفعت الناس لأخذ طعام من دون قصد السرقة”.
وتابع الرئيس السابق للجمعية المغربية للاقتصاد الإسلامي، بأن شعيرة الأضحية، على الرغم من كونها واجبة على القادرين، إلا أنها تحولت في كثير من الأحيان من عبادة إلى عادة، حيث أصبح الكثير من الناس الذين لا يقدرون ماليا هم الأكثر حرصا على تنفيذها. وأشار إلى أن هذا العام يعاني قطاع الماشية من نقص حاد في القطيع، الذي وصل إلى 38%.
وأوضح أستاذ المالية الإسلامية، أن هذا القرار كباقي القرارات سيكون له ضحايا من قبيل زيادة الضغوط الاقتصادية على الكسابين الذين قد يواجهون خسائر كبيرة بسبب انخفاض أسعار الأغنام، مشددا على ضرورة أن تتدخل الدولة من خلال الحكومة لدعم الكسابين من خلال تشجيعهم ودعمهم، كما فعلت العام الماضي مع المستوردين، وذلك لتجنب الأضرار الاقتصادية التي قد تؤثر على هذه الفئة.
وخلص بلاجي إلى أن اقتراح إيقاف الذبح في عيد الأضحى لهذا العام بسبب هذه الظروف، يعد قرارا جائزا إذا اقتضت الضرورة ذلك، بناء على دراسات وتقييمات دقيقة من الجهات المختصة، مسجلا أن القرار لا يعني تعطيل الشعيرة بشكل دائم، بل هو إجراء استثنائي يهدف إلى حماية المصلحة العامة، مشيرا إلى أن هذا النوع من الاجتهاد هو من صلاحيات ولي الأمر.
المصدر: العمق المغربي