اخر الاخبار

خامنئي يرفض إستلام رسالة ترامب حول المفاوضات النووية : للوقاحة حدود

أمد/ في ضوء تصريحات الإمام السيد علي خامنئي الأخيرة خلال اللقاء الرمضاني مع المسؤولين ، يتضح مرة أخرى أن إيران متمسكة بسيادتها واستقلال قرارها السياسي والاستراتيجي، دون الخضوع للضغوط الغربية، سواء من الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية. حيث أكد السيد الإمام خامنئي أن كل ما تريده هذه القوى من المفاوضات هو فرض إملاءاتها السياسية والعسكرية، وليس التوصل إلى اتفاق عادل يحترم مصالح إيران.

وأشار إلى أن القضية ليست فقط البرنامج النووي، بل إن الغرب يوسع قائمة مطالبه ليشمل القدرات الدفاعية الإيرانية، وتقليص الدور الإقليمي لطهران، وفرض قيود على العلاقات التي تقيمها الجمهورية الإسلامية مع قوى المقاومة. وهو ما رفضه سماحته بشكل قاطع، مؤكدًا أن إيران لن تخضع لهذه المطالب بأي شكل من الأشكال.

الرسالة إلى الداخل والخارج

رسالة إلى الداخل الإيراني

رسائل الإمام خامنئي كانت موجهة بالدرجة الأولى إلى الداخل الإيراني، لحث الشعب والمسؤولين على التمسك بمبادئ الثورة الإسلامية، والابتعاد عن أي أوهام تتعلق بأن التنازل للغرب سيؤدي إلى تخفيف الضغوط الاقتصادية والسياسية. وذكّر سماحته بأن التجارب السابقة أثبتت أن الغرب لا يلتزم بتعهداته، حتى لو وافقت إيران على التفاوض، مشيرًا إلى أن الأوروبيين لم ينفذوا التزاماتهم في الاتفاق النووي رغم التزام إيران به لفترة طويلة.

رسالة إلى الغرب

أما الرسالة إلى الغرب، فتتمثل في أن إيران ليست في موقف ضعف، ولن تدخل في مفاوضات استسلامية، بل ستواصل سياستها القائمة على الصمود والمقاومة، مع تطوير قدراتها الدفاعية والتكنولوجية، بغض النظر عن العقوبات والضغوط الدولية. كما أن رفض التفاوض المباشر مع ترامب والإدارات الأمريكية المتعاقبة يؤكد أن طهران ترى في السياسات الأمريكية مجرد أدوات للابتزاز السياسي، لا ترتكز على أي نوايا صادقة لحل الخلافات.

موقف استراتيجي ثابت

بهذه التصريحات، يكون الإمام خامنئي قد رسم بوضوح معالم السياسة الإيرانية في المرحلة المقبلة، والتي تقوم على:

• رفض أي تفاوض غير متكافئ مع الغرب، خاصة إذا كان مشروطًا بإضعاف القدرات الدفاعية الإيرانية.

• عدم الرضوخ للضغوط الإعلامية والدبلوماسية التي تمارسها القوى الغربية لاتهام إيران بعدم الالتزام بالاتفاقات الدولية.

• التأكيد على أهمية التمسك بالقيم الإسلامية والاستقلالية، وعدم الانبهار بالنموذج الغربي الذي يعاني من تناقضات أخلاقية وسياسية واضحة.

• التشديد على أن الغرب يستخدم شعارات مثل “حرية التعبير” و”الديمقراطية” كأدوات سياسية، بينما يمارس القمع والرقابة المشددة عندما تتعارض المعلومات مع مصالحه.

أخيراً، تصريحات السيد الإمام علي خامنئي جاءت لتؤكد مرة أخرى أن إيران لن تتنازل عن مبادئها تحت الضغوط الدولية، وأنها لن تقبل بمفاوضات قائمة على فرض الشروط الغربية، بل ستواصل الدفاع عن حقوقها ومصالحها الاستراتيجية بكل الوسائل الممكنة. كما أن نقده لازدواجية المعايير الغربية يعكس موقفًا ثابتًا بأن إيران لن تعترف بشرعية نظام عالمي يقوم على القهر السياسي والإعلامي، بل ستواصل بناء نموذجها الخاص بعيدًا عن الهيمنة الغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *