آلاف الفلسطينيين يصلون الجمعة الأولى من رمضان في باحات المسجد الأقصى، رغم القيود الإسرائيلية المفروضة

قيود إسرائيلية على دخول الفلسطينيين للصلاة في باحات المسجد الأقصى مع أول جمعة في رمضان
صدر الصورة، Reuters
فرضت الحكومة الإسرائيلية قيوداً على الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية، لأداء أول صلاة جمعة خلال شهر رمضان، في الحرم القدسي بمدينة القدس.
ونقل الصحفي محمود عدامة، من مكتب بي بي سي في القدس، أن رئاسة الوزراء الإسرائيلية أعلنت محددات لدخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى باحات المسجد الأقصى الجمعة، بحيث يسمح فقط بدخول الرجال ممن تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، والنساء فوق 50 عاماً، والأطفال دون 12 عاماً.
ويشترط حصول جميع من هم ضمن المحددات على “موافقة أمنية مسبقة”.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت يشهد فيه قطاع غزة وقفاً هشاً لإطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، بعد حرب استمرت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى يناير/كانون الثاني 2025.
قيود وانتشار لقوات إسرائيلية
كانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت الخميس، أن السلطات تعتزم نشر ثلاثة آلاف من عناصر قوات الأمن في القدس الجمعة.
وأوضحت في بيان أن هذه القوات ستشمل عناصر من قوات حرس الحدود، وستنتشر في مختلف أنحاء القدس، وستركز على المعابر المؤدية إليها، والمناطق الشرقية منها، وكذلك منطقة البلدة القديمة فيها.
ورغم القيود المفروضة رصدت بي بي سي أن مئات الفلسطينيين توجهوا صباح الجمعة من مختلف مناطق الضفة الغربية إلى حاجز قلنديا العسكري، شمالي مدينة القدس، في محاولة للوصول إلى باحات المسجد الأقصى.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن شهود عيان قولهم إنّ القوات الإسرائيلية “أعادت عشرات المسنين على حاجزي قلنديا وبيت لحم كانوا في طريقهم للمسجد الأقصى، بحجة عدم حصولهم على التصاريح المطلوبة التي تمكنهم من الدخول”. إضافة للتدقيق على هويات الشبان على مداخل البلدة القديمة، ومنعهم من الدخول.
صدر الصورة، Anadolu via Getty Images
صعوبة الحصول على تصاريح
يُطلب من الفلسطينيين تقديم طلبات الحصول على تصريح مسبق وإجراء فحص أمني، عبر تطبيق يحمل اسم “المنسق”.
ويتبع تطبيق “المنسق” للإدارة المدنية الإسرائيلية، على أن يكون لدى كل من مقدمي الطلب بطاقة هوية إلكترونية ممغنطة، تصدرها السلطات الإسرائيلية للفلسطينيين في الضفة الغربية. وتحتوي على شريحة تُخزِّن بياناتهم الشخصية مثل الاسم، والصورة، وبصمات الأصابع وغيرها.
التقى الصحفي علاء دراغمة، من مكتب بي بي سي في القدس، عدداً من الفلسطينيين على حاجز قلنديا، والذين قالوا إن الجنود الإسرائيليين على الحاجز، رفضوا السماح بعبور عشرات منهم بسبب عدم حيازتهم لمثل هذه التصاريح.
واشتكى آخرون من عدم استطاعتهم استصدار تصاريح عبر التطبيق الإسرائيلي، إذ يتم رفض طلباتهم، أو تعليق قبولها دون تقديم تفسير.
ومن بين هؤلاء محمود سلامة (62 عاماً) من بلدة بيتونيا غرب رام الله، الذي قال إنه حاول منذ الخميس، تقديم طلب للحصول على تصريح، إلا أن التطبيق رفض طلبه.
وأضاف “جئت إلى الحاجز على أمل أن يسمحوا لي بالدخول، لكن الجنود منعوني بحجة عدم وجود تصريح”. وعبّر سلامة عن حزنه بالقول: “حرماننا من الصلاة في الأقصى خلال هذا الشهر الفضيل جريمة”.
أما كريمة أبو شوشة (65 عاماً)، فأوضحت أنها تحمل بطاقة ممغنطة وتصريح دخول، لكن الجنود أبلغوها بأنها “ممنوعة أمنياً”. وقالت بحسرة وهي تُمسك بطاقتها عند الحاجز: “صليت الفجر ودعوت الله أن أصلي في الأقصى في الجمعة الأولى، لكنهم منعوني”.
ولم يستطع خالد رواد (56 عاماً) دخول القدس العام الماضي لأنه لم يكن قد تجاوز الـ55 عاماً. هذا العام ورغم حصوله على تصريح صلاة، إلا أنه مُنع من الدخول عند الحاجز بحجة “الرفض الأمني”، وفق قوله.
وأضاف “جئت من بلدة أبو ديس إلى حاجز قلنديا، ولم يرفض التطبيق تصريحي، لكن الجنود هنا فعلوا ذلك”.
واختتم حديثه بالقول: “هذه الإجراءات تعقّد الأمور بدلًا من تسهيلها، فالقيود تزداد عاماً بعد عام، ما يجعل الوصول إلى الأقصى حلماً بعيد المنال للكثيرين”.
المصدر: صحيفة الراكوبة