اخبار السودان

في عهد ترامب، ينهار النظام العالمي الذي ساعدت أمريكا في بنائه الإندبندنت

انهيار النظام العالمي في عهد ترامب الإندبندنت

صدر الصورة، Reuters

نتناول في عرض الصحف ليوم الخميس، السادس من آذار/مارس 2025، وجهات نظر حول قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتائجها على النظام العالمي، بالإضافة إلى تحليلات صحف إسرائيلية حول وضع الجيش الإسرائيلي ما بعد حرب غزة.

وبدءاً من صحيفة الإندبندت البريطانية التي تقول إنه في خضم البحث عن مستقبل الولايات المتحدة، يصر حلفاء ترامب على ضرورة الحكم عليه “من خلال أفعاله وليس أقواله”، ولكن بحسب الصحيفة “شهدنا الآن ما يكفي من الأفعال لفهم ما يعنيه كل ذلك”.

الصحيفة التي عنونت مقالها بـ”في عهد ترامب، ينهار النظام العالمي الذي ساعدت أمريكا في بنائه”، تقول إن “قطع أحجية ترامب واضحة بما يكفي للكشف عن الصورة الأكبر وهي صورة صادمة ومهمة لدرجة أن قِلة من الناس يجرؤون على التحدث عنها”، موضحة أنه “إذا جمعنا بين تصرفات ترامب، والرواية التي يروج لها، والمطالب التي يفرضها الآن، فسوف تظهر رؤية مقلقة. إذ اختفى أي شعور بالواجب الوطني لدعم أو إصلاح النظام العالمي”.

“فجر عصر جديد”

المبنى عبارة عن ناطحة سحاب مليء بالنوافذ وأمامه أعلام مجموعة من الدول. الصورة التقطت نهاراً.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، مبنى مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة في 16 يوليو/تموز 2024.

ويشير المقال إلى ما سماها “الترامبية”، وهي ما يقول إنها مزيج “من القومية الاقتصادية والحماية التجارية الصارمة، تُطبق عبر المواجهة، سواء مع الحلفاء أو الخصوم. وتستند إلى الاعتقاد بأن المصلحة الذاتية تأتي في المقام الأول، وأن أمريكا يمكنها التصرف دون عواقب”، لكن ذلك لن يحدث، بحسب الصحيفة، التي تشير إلى أن رؤية ترامب لـ “فجر عصر جديد حيث تعتمد الدول على نفسها”، هي رؤية للتخلي عن النظام الدولي القديم.

وتفسر الصحيفة أنه في هذه الرؤية يُعاد توزيع القوة من خلال مجالات النفوذ الإقليمية، فيما وصفته عالم من الفوضى حيث يحكم عدد قليل من الوحوش المهيمنة أراضيهم بقوة، وبموجب هذا المنطق، تقع جرينلاند وبنما تحت سيطرة أمريكا، فيما تركت أوكرانيا لروسيا بحسب وجهة نظر الصحيفة.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

ويرى المقال أنه “على الرغم من ميل الولايات المتحدة تاريخياً إلى العزلة، إلا أنها عملت منذ فترة طويلة على موازنة هذا الاتجاه بالالتزام بالأمن العالمي والتجارة الحرة.

وتختم الإندبندنت مقالها بالقول: “إننا نشهد نقطة تحول في التاريخ، وكلما طالت مدة إنكارنا لهذه التجربة السياسية الخطيرة التي تجري في أمريكا، كلما قل الوقت المتاح لنا للرد”.

يظهر مبنى البيت الأبيض في الصورة وأمامه أعداد متفرقة من المحتجين، بعضهم يحمل العلم الأمريكي وآخرون يحملون علم أوكرانيا.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، يتظاهر مؤيدو أوكرانيا خارج مبنى الكابيتول الأمريكي قبل خطاب الرئيس ترامب أمام جلسة مشتركة للكونجرس في 4 مارس/آذار 2025 في واشنطن العاصمة.

“الصدمة والترويع”

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

وليس بعيداً عما جاء في مقال الإندبندنت، عنونت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالها بـ “أمريكا أصبحت عظيمة بسبب الأشياء التي يكرهها ترامب”.

تقول الصحيفة في مقال للكاتب توماس فريدمان، إن استراتيجية فريق ترامب تقوم على ما يعرف بمصطلح “الصدمة والترويع”، كعملية سريعة وواسعة النطاق للسيطرة على الحكومة الأمريكية من عدة جبهات بهدف تقليص البيروقراطية، وتغيير الأولويات الراسخة في السياسات الداخلية والخارجية”.

ويتذكر كاتب المقال أول مرة سمع فيها هذا المصطلح، ويشير إلى أنه كان الاستراتيجية التي استخدمتها إدارة جورج دبليو بوش في غزوها للعراق في عام 2003، حيث توقع ديك تشيني [نائب الرئيس]، أن يتم استقبال الأمريكيين على أنهم محررين”.

يستذكر فريدمان أيضاً كيف اختبر “الصدمة والترويع” في العراق عندما كان في زيارة مع فرق الهلال الأحمر الكويتي إلى مستشفى في أم قصر التي كانت أول مدينة دخلتها قوات التحالف في العراق، ويروي الكاتب أنه بعد عشرين يوما من بدء الحرب، أصبحت المدينة بلا مياه أو أمن أو إمدادات غذائية، ويستدر: “شاهدت عمال المستشفى وهم يتدافعون للحصول على بقايا الطعام”، كان ذلك “مشهداً للإذلال، وليس التحرير”، على حد قوله.

ويتساءل الكاتب أنه إذا كان العراق والشرق الأوسط قد تزعزع استقرارهما بسرعة بسبب “الصدمة والترويع”، فكيف سيكون أثر ذلك على الحكومة الأمريكية.

ويخلص في النهاية إلى أن ما يجري “يعكس تفكيراً قصير النظر قد يؤدي إلى خسائر أكبر على المدى الطويل”، ويرى أنه “إذا قمتَ بتدمير هذا النظام فجأة ودون خطة واضحة، باستثناء انتقام اليمين المتطرف ورؤية ترامب الرجعية للجغرافيا السياسية والتجارة، فاستعد لرؤية ما سيحدث للجميع”.

“جيش منهار وتحديات كثيرة”

وإلى الصحيفة الإسرائيلية يديعوت أحرونوت، للكاتب يوسي يوشع بعنوان “جيش منهار وتحديات كثيرة تنتظر رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الجديد”.

يقول الكاتب في تحليله إنه “بعد تسعة أشهر من توليه منصبه، يترك رئيس الأركان المنتهية ولايته هيرتسي هاليفي وراءه جيشاً يتصارع مع أحلك لحظاته، وسوف يحتاج رئيس الأركان الجديد إيال زامير إلى التعامل مع مؤسسة ممزقة واستعادة الثقة العامة التي تآكلت بشكل كبير بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول”.

ويوضح الكاتب أن “فترة رئاسة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته هرتسي هاليفي ليست الأقصر في تاريخ جيش الدفاع الإسرائيلي، ولكنها الأكثر إيلاماً”، إذ بدأت فترته كما يقول يوشع “بوعد عظيم، وُضع على أكتاف شخص كان معروفاً بالعظمة قبل وقت طويل من وصوله إلى هيئة الأركان العامة، ومع ذلك، انتهى الأمر بأشد فشل عسكري في تاريخ البلاد” على حد قوله.

ويضيف الكاتب أن “مراسم تسليم منصب رئيس الأركان الجديد في الجيش الإسرائيلي، البعيدة كل البعد عن أي طابع احتفالي، جرت في ظل الخاتمة الصادمة لفترة ولاية هاليفي: فنتائج التحقيقات المنشورة حول فشل السابع من أكتوبر، بشكل جماعي وفردي، ترسم صورة مرعبة بكل معنى الكلمة”.

ويرى أن الجيش الإسرائيلي “فشل في اتباع إجراءات أساسية كان من الممكن أن تنقذ عشرات الأرواح، وألقى الكاتب باللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقوله إن “جزءاً من المأساة الإسرائيلية هو أن الموقف تجاه هاليفي يتشكل بفعل سلوك رئيس الوزراء ومعظم المستوى السياسي تجاهه وتجاه رئيس الشاباك”.

ويخلص الكاتب إلى أن تحديات عدة تواجه زامير في منصبه الجديد، بدءاً من تداعيات حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصولاً إلى الاختبار المركزي “الذي لم يواجهه أي رئيس أركان قبله، ويتلخص في العودة إلى الأساسيات: الانضباط الأساسي، والاحترافية التي لا هوادة فيها، ومكافأة التميز، ومعاقبة الفشل في الامتثال للأوامر والإجراءات”.

ويختم الكاتب بالسؤال حول ما إذا كان زامير سيحظى بالوقت اللازم، في وقت بات فيه وقف إطلاق النار على المحك، ولا يبدو أن رئيس الوزراء مهتماً بالانتقال إلى المرحلة الثانية، أم أنه سيقضي الأيام الأولى من ولايته في إدارة العمليات القتالية.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *