اخبار السودان

تفاقم المعاناة وسط حملات انتقامية للدعم السريع جنوبي الخرطوم

تفاقم الوضع الصحي والأمني والمعيشي للمواطنين في منطقة جنوب الحزام، دفع الناشطين لإطلاق نداء بالتدخل العاجل لتأمين الاحتياجات الأساسية والحماية.

الخرطوم: التغيير

قال ناشطون إن سكان منطقة جنوب الحزام جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، يعيشون حالة من المعاناة المتفاقمة جراء تردي الوضع الصحي والأمني والمعيشي، في وقت نفذت قوات الدعم السريع حملات انتقامية بحق سكان بعض الأحياء.

وتشهد منطقة جنوب الحزام منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل نحو عامين، أوضاعاً مزرية جراء القصف الجوي والمدفعي والحصار المفروض على سكانها وانتهاكات طرفي الصراع.

انفلات أمني

وقالت غرفة طوارئ جنوب الحزام في تقرير حول الأوضاع في المنطقة اليوم الأربعاء، إن المنطقة تعيش حالة من الانفلات الأمني المستمر.

وأشارت إلى تعرض أحياء مثل القطاطي (آخر محطة) بمنطقة مايو لانتهاكات جسيمة من قبل قوات الدعم السريع، تشمل اقتحام المنازل عنوة بغرض النهب، بالإضافة إلى ممارسة العنف الجسدي واللفظي ضد السكان. كما تم اعتقال أكثر من عشرة شبان بعد اقتيادهم إلى وجهات غير معلومة.

وأضافت: “يعود سبب التصعيد الأمني إلى العثور على جثمان أحد أفراد الدعم السريع في المنطقة صباح الاثنين الماضي، مما أدى إلى أعمال انتقامية طالت السكان المحليين”.

وفي منطقة عد حسين، مربع 3 و1، يتم تهجير الأسر قسرياً تحت تهديد السلاح، حيث يجبرون على مغادرة منازلهم قبل تعرض ممتلكاتهم للنهب. ووفقاً لعضو في غرفة طوارئ جنوب الحزام، فقد تلقى تهديدات بالقتل في حال رفضه مغادرة منزله حسب التقرير.

أزمة صحية

وأكد التقرير معاناة منطقة جنوب الحزام من أزمة صحية متفاقمة بعد خروج المستشفى الوحيد في المنطقة عن الخدمة، مما زاد من معاناة السكان، خاصة مع إغلاق أكثر من خمس عيادات خلال الأسبوعين الماضيين بعد تعرضها لعمليات سرقة شملت الأجهزة والمعدات الطبية.

كما اضطر أكثر من عشرة أطباء إلى مغادرة المنطقة بعد تعرضهم لمضايقات ونهب ممتلكاتهم من قبل أفراد قوات الدعم السريع.

وقال التقرير: “في ظل الانعدام التام للأدوية الأساسية، مثل الأنسولين وأدوية الضغط، يواجه المرضى المصابون بأمراض مزمنة خطراً حقيقياً يهدد حياتهم. لذا، نناشد الأطراف المتنازعة بفتح ممرات آمنة تتيح دخول المساعدات الإنسانية لإنقاذ الوضع الصحي المتردي”.

انتعاش نسبي

وبحسب تقرير الغرفة، شهدت الأسواق انتعاشاً نسبياً مع دخول شهر رمضان، حيث عادت بعض السلع التي كانت مفقودة قبل أسبوعين.

وأوضح أن أسعار بعض السلع الأساسية سجلت انخفاضاً ملحوظاً، أبرزها: السكر (10 كيلوغرامات): انخفض من 55 ألفاً إلى 45 ألف جنيه، العدس (25 كيلوغراماً): تراجع من 150 ألفاً إلى 115 ألف جنيه، الزيت (36 لتراً): انخفض من 120 ألفاً إلى 110 آلاف جنيه، والدقيق (50 كيلوغراماً): تراجع من 100 ألف إلى 85 ألف جنيه.

وقال إنه بالرغم من توفر الخضروات في الأسواق، إلا أن أسعار اللحوم شهدت ارتفاعاً كبيراً، حيث وصل سعر كيلو اللحم العجالي إلى 15 ألف جنيه، وسط ندرة واضحة في المعروض.

توقف وسائل النقل

وأشار التقرير إلى توقف العديد من وسائل النقل الداخلي، بما في ذلك “الركشات”، نتيجة تعرض عدد كبير من السائقين لعمليات نهب من قبل مسلحين.

وأضاف أنه مع تزايد هذه الاعتداءات، اضطر السكان إلى الاعتماد على عربات “الكارو والحمير” كوسائل بديلة للتنقل داخل المنطقة.

وقالت الغرفة إن هذه الأوضاع تعكس حجم المعاناة التي يعيشها سكان جنوب الحزام، مما يستوجب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لتأمين الاحتياجات الأساسية، وضمان الحماية والأمن للسكان.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *