اخبار المغرب

الإنتاجات الدرامية والكوميدية تشعل المنافسة على نسب المشاهدة الرمضانية

مع انطلاق شهر رمضان، تشتعل المنافسة في الساحة الفنية المغربية، وتشهد الشاشة الصغيرة توافدا لعدد كبير من الإنتاجات الدرامية والكوميدية التي تسعى إلى جذب المشاهدين وتحقيق أعلى نسب مشاهدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويُعد شهر رمضان من أهم الفترات التي يتسابق فيها الإنتاج التلفزيوني لتقديم أفضل العروض التي تواكب تطلعات الجمهور، خاصة أن الدراما المغربية شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا كبيرا في الجودة الفنية والإنتاجية؛ وهو ما انعكس بشكل إيجابي على الجمهور الذي أصبح أكثر تفاعلا مع المسلسلات والبرامج المغربية.

ومع بداية الموسم الرمضاني الجاري، نجحت مجموعة من المسلسلات المغربية في التميز واحتلال مكانة بارزة في قائمة العروض الأكثر مشاهدة على منصات البث وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد برزت أعمال عديدة في السباق هذا العام؛ لعل أبرزها المسلسل الدرامي “الدم المشروك”، الذي استطاع احتلال الصدارة بالمغرب مع عرض حلقاته الثلاث الأولى، والتي حققت ملايين المشاهدات.

وينافس المسلسل الدرامي المغربي “جرح قديم”، الذي تعرضه قناة “الأولى” أيضا، ضمن سباق الطوندونس المغربي إلى جانب مجموعة من الأعمال الدرامية العربية، حيث حققت حلقاته الأولى أيضا نسب مشاهدة عالية.

ودخل كل من مسلسل “رحمة” الدرامي، الذي شد انتباه الجمهور مع أولى حلقاته، ومسلسل “يوم ملقاك” سباق المنافسة مع الدراما العربية عبر منصة “شاهد” التي تعرض إنتاجات قناة MBC، حيث حجز العملان لنفسيهما مكانا في الصدارة.

إدريس القري، ناقد فني وباحث مغربي، قال إن النجاح الجماهيري للأعمال الرمضانية ليس مقياسا على الإبداع والجودة، بل هو مقياس للعامة ونجاح بيع الإبداع.

وأضاف القري، في تصريح لجريدة هسبريس، أن النجاح الذي يدخل الأعمال الدرامية التاريخ هو شيء آخر، لافتا إلى أن الجمع بين النجاح الجماهيري والإبداعي ممكن؛ لكنه نادر.

وتابع الناقد الفني والباحث المغربي أنه لا يمكن إنكار أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت لاعبا رئيسيا في انتشار ونجاح الأعمال الدرامية، لكن ليست بالضرورة مقياسا ومعيارا رصينا وموضوعيا للحكم على جودة الأعمال الفنية على الإطلاق.

وعن ارتفاع نسبة المشاهدة والتفاعل الكبير عبر السوشيال ميديا مع الأعمال، أبرز المتحدث ذاته أن ذلك يرجع إلى عوامل عديدة معقدة، على غرار عقلية الفضائح والعنف والإثارة إضافة إلى الحملات الترويجية التي تلعب دورها؛ وهو ما يمكنه عكس النجاح الجماهيري وليس الفني.

وأبرز القري أنه “في الثقافة الاستهلاكية اليوم “الترند” لم يكن مؤشرا على الجودة أبدا؛ بل هو انعكاس لاستراتيجيات التفاعل مع الجماهير لأسباب وأهداف الربح المادي يستفيد منها نجوم ضمن هذا النوع من الأعمال، وهو ما يجعلهم يدافعون عن هذا النجاح دفاعا مستميتا ويصرون على القول وتصنيفه كنجاح إبداعي رفيع، وهذا غلط”.

وخلص إلى أنه اليوم يمكن القول إن الصراع على الترند بات مثل “الكلاش” بين مغنيي الراب، الهدف منه هو تسويق الأعمال وليس بالضرورة دليلا على النجاح في ميدان الإبداع.

من جهته، قال الناقد المغربي محمد بنعزيز، في تصريح لهسبريس، إن “الترند” الظرفي والعابر الذي يتغير كل 24 ساعة لا يمكن اعتباره معيارا لتقييم الأعمال الفنية والحكم على مستواها.

وأضاف بنعزيز أن الفن هو الذي يصمد للزمن، وحاليا لا يمكن تقييم حقيقة ذلك إلا بعد نهاية الأسبوع الأول من رمضان والتعرف على الإنتاجات التي يتم بثها عبر المنصات والقنوات.

وحول ما إذا كانت غزارة الإنتاجات الفنية المعروضة اليوم ضمن البرمجة الرمضانية والتي دخلت سباق المنافسة تعتبر ظاهرة صحية تخدم الدراما المغربية، قال المتحدث ذاته:

“السرعة بصفة عامة مضرة بالفن، السرعة في الكتابة والتصوير مضرة بالفن وما يتم تقديمه.”

وتابع أن المهم وسط كل ما سبق هو أن موسم رمضان يشكل فرصة للفنانين المغاربة للاشتغال والإطلالة على الجمهور المغربي الذي يتابع لكي يرى صورته وصورة مجتمعه بعمق سوسيولوجي، مشيرا إلى أن جودة الإنتاجات لا علاقة لها بنسب المشاهدة التي تحققها هذه الأعمال.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *