اخبار السودان

ديمقراطية الظلام والعطش والجوع والخوف

محمد يوسف محمد

 

إستهداف الخدمات الضرورية مثل الكهرباء والمياه والمستشفيات وضربها وتدميرها عمل لا يمكن أن يحدث في حرب أهلية بين موطني نفس الدولة ولكن يحدث من دولة معادية ضد أخرى لتدمير الدولة الأخرى وتركيع شعبها والإنتقام منه و لايمكن أن يقوم به طرف في حرب اهلية فالخدمات الضرورية في كل مكان في السودان متاحة للجميع والمدن في السودان تستضيف الغرباء الوافدين من كل أطرافها ويستفيدون من خدمات الكهرباء والمياه والمستشفيات دون قيود بل حتى اللاجئين من الدول المجاورة يستفيدون من هذه الخدمات دون قيود في حالة من الكرم هي الاقرب للفوضى.

بعد أن سلبت العصابات الغازية ممتلكات المواطن من مركبات بمختلف انواعها بداية من الدراجات الهوائية وحتى الشاحنات وإعتبرت غنائم حرب ولم يبقى للمواطن إلا عربات تجرها الدواب!! تماماً كالعصر الحجري وكذلك حرم المواطن من أجهزة وشبكات الإتصالات ويتعرض أي مواطن للنهب إن قام بحمل هاتفه علناً وحتى محاولة إخفائه لا تجدي فكثيراً مايتعرض المواطن للتفتيش الدقيق بحثاً عن مايحمل من أموال بغرض نهبها!! فهل نهب ممتلكات المواطن الأعزل يعتبر غنائم حرب؟ .

أم تدمير البنى التحتية ومرافق الخدمات في المدن والقرى يعتبر ديمقراطية؟ ومن الذي سيتحمل تكلفة إعادة بناء هذه الخدمات؟ أليس هو إقتصاد نفس الدول التي ينتمي لها الشخص المدمر؟ فهل الديمقراطية تبني وتعمر أم تدمر؟ .

 

لماذا قبلت قيادتهم بهذه الممارسات اللصوصية تجاه المواطن الأعزل والتي شوهت صورتهم في عقول كل الشعب السوداني؟ .

حتى وإن كانت النوايا هي جهوية وعرقية للإنتقام من مناطق معينة فإن من الحكمة إخفاء هذه النوايا حتى تكسب الحرب.

ومن جانب آخر فإن الكرم السوداني للاجئين من دول الحوار قوبل بالأذى والإنتقام وشارك كثير من الأجانب في هذه الفوضى وعمليات السلب والنهب للمواطن السوداني الاعزل الذي إستضافهم بكل رحابة صدر!! فهل إتعظ المواطن السوداني من هذا الدرس القاسي؟ .

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *