نواف الموسوي: إنجازات الاحتلال ضد حزب الله لا تتسم بالذكاء بل ناجمة عن قصور

أكد مسؤول ملف الموارد والحدود في حزب الله، نواف الموسوي، أنّ الحزب “يجري تحقيقاً داخلياً، حول كل ما جرى، أمنياً وعسكرياً”، خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان.
في حديث إلى الميادين، اشار الموسوي إلى أنّ حزب الله “تعرّض لضربات قاسية، لكنه لم ينتهِ، وكذلك جبهة المقاومة”، مشدداً على أنّ المقاومة كبّدت الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرةً “في عزّ الحرب”، وأنّها “حققت إنجازات خلالها”، ومثال على ذلك عملية قيسارية، التي وصلت فيها مسيّرة لحزب الله إلى منزل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وأوضح الموسوي أنّ الحزب “قادر على تعريض الاحتلال الإسرائيلي لضربات، إذا عوّض القصور وأنهى التقصير وحل الاختراقات التقنية والبشرية”، مشيراً إلى أنّ “كمية القصور والثغرات كبيرة”.
كذلك، شدد المسؤول في حزب الله على أنّ الولايات المتحدة “شاركت بالكامل في الحرب على لبنان، على مستوى القرار السياسي والأداء الميداني، بل إنّها كانت صاحبة القرار”، وهي “شريكة في قرار وتنفيذ استهداف” الشهيد السيد حسن نصر الله.
وتابع مؤكداً أنّ نوع الصواريخ، التي قُصف بها مقرّ الشهيد السيد نصر الله، “لم تكن موجودةً في الترسانة الإسرائيلية، وجيء بها بشكل خاص للاستخدام في هذا الاستهداف”.
وأوضح الموسوي أنّ العمل الاستخباري الأميركي ضدّ حزب الله “هو بمقدار 10 أضعاف العمل الإسرائيلي، منذ عام 2000″، وأنّ البرنامج الاستخباري الأميركي هو في خدمة المصالح الإسرائيلية.
“إنجازات الاحتلال ضدنا لا تتسم بالذكاء بل ناجمة عن قصور”
إلى جانب ذلك، أشار الموسوي إلى أنّ الشهيد القائد، عماد مغنية، “فخّخ من قبل أجهزة بيجر ووسائل اتصال”. وإزاء ذلك، رأى الموسوي أنّه “لا يمكن عدّ ما قام به الاحتلال إنجازاً عظيماً”.
وبالعودة إلى ما تلا مجزرة البيجر وأجهزة اللاسلكي التي ارتكبها الاحتلال، في أيلول/سبتمبر الماضي، قال الموسوي إنّ الشهيد السيد نصر الله “أدرك أنّ ثمة خطأً وخرقاً تقنياً”. أما لناحية الخرق البشري، فإنّ الأجهزة المختصة في حزب الله تتابع الأمر حتى الآن، بحسب ما تابع.
وأضاف أنّ “غياب شخصيات من الكادرات التاريخية للمقاومة، مثل الشهيد مغنية، أمر كان له ثمنه”، وأنّ الاحتلال الإسرائيلي يعدُّ “أنّه حقق إنجازات، إلا أنّ كل إنجازاته ضدنا لا تتسم بالذكاء، إنّما هي ناجمة عن قصور لدينا، وأحياناً تقصير”.
في سياق متصل، أعرب المسؤول في حزب الله عن استغرابه لبقاء الشهيد السيد نصر الله في مكان استشهاده في الضاحية الجنوبية لبيروت، معتبراً أنّه كان “ينبغي ألا يكون في أي مكان يمكن تشخيصه”، ولاسيما أنّ الضاحية بأكملها “تحت المجهر الأميركي – الإسرائيلي”.
أما عن الشهيد السيد هاشم صفي الدين، فأكد الموسوي أنّه كان أيضاً “شجاعاً مقداماً واستشهادياً جسوراً”، معرباً عن تمنيه مغادرته الضاحية.
وبشأن الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، أكد الموسوي أنّه “يؤدي مهمةً استشهادية، لأنّ الاحتلال سيتسهدفه بمجرد تشخيص مكانه”.
فيما يتعلق بالشأن السياسي اللبناني، أكد مسؤول ملف الموارد والحدود في حزب الله أنّه كانت هناك “هناك رغبة لدى بعض الدول الإقليمية في أن لا يمثّل حزب الله في هذه الحكومة، في إطار تجريده من أي نوع من الشرعية الدستورية أو المؤسساتية”.
ولذلك، “كان التمثيل في الحكومة الحالية واجباً وضرورياً، لا خياراً”، بحسب ما شدد عليه الموسوي في حديثه إلى الميادين.
وأضاف الموسوي أنّ الرئيس جوزاف عون “له وجهة نظر معروفة فيما يتعلق بموضوع السلاح في لبنان وقرار الحرب والسلم”، متابعاً: “نحن وجهة نظرنا معروفة” أيضاً.
وأوضح أنّ ثمة “اختلاف بين حزب الله والكثير من الجهات في الداخل اللبناني بشأن ترتيب الأولويات”، موضحاً أنّ الأولوية القصوى لحزب الله هي إعادة إعمار ما دمّره الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان.
في هذا الإطار، شدد الموسوي على أنّ الحزب “لا يمكن أن يقبل بمنع إعادة الإعمار، وأنّه “لن يعدم وسيلة من أجل تحقيق ذلك”، مؤكداً أيضاً أنّ “إخضاع إعادة الإعمار لأي شرط غير ممكن، ولن ندفع أي ثمن سياسي في هذا الموضوع”.
ومتحدثاً في سياق الأولويات أيضاً، تطرق الموسوي إلى موضوع التحرير وحصرية السلاح، داعياً من هم في مواقع المسؤولية إلى إثبات جدوى طرحهم، وإخراج الاحتلال الإسرائيلي، حتى تكون مطالبة الحزب بتسليم سلاحه ممكنة.
وفيما يتعلق ببقاء الاحتلال الإسرائيلي في بعض الأراضي اللبنانية جنوباً، أوضح الموسوي أنّ “ما بقي محتلاً ليس 5 نقاط”، بل إنّ الموجود الآن هو “حزام أمني”.
وتابع: “الفرصة سانحة أمام الدولة لتقدم شهادةً على أنّها قادرة على التحرير.. أما إذا لم تستطع السلطة أداء هذه المهمة، فعلى لبنان أن يدافع عن سيادته، بما فيه الشعب وفصائل الشعب المقاوِمة والمقاتلة”.
وبعد التحرير، تأتي أولوية الدفاع عن لبنان، بحسب الموسوي. وأوضح، في هذا السياق، أنّ “جزءاً من أجندتنا هو إعادة ترميم أنفسنا”، وأنّ “استخدام السلاح في مواجهة الاحتلال لتحرير الأرض هو أمر متروك للوقت الذي ترى فيه المقاومة أنّ الفرصة سانحة”.
أما عن سوريا، أكد الموسوي أنّ حزب الله “مع وحدة الأراضي السورية”، مؤكداً ضرورة “العمل مع دمشق، والتعالي عن الخلافات، من أجل منع أي تقسيم”.
وقال الموسوي في المقابلة “نحن اللبنانيون معنيون بالحفاظ على وحدة سوريا وأنا أوافق (الرئيس السابق للحزب الاشتراكي التقدمي) وليد جنبلاط، أن وحدة سوريا في خطر”.
وأضاف: “نحن مع وحدة الأراضي السورية، ويجب العمل مع دمشق والتعالي عن الخلافات لمنع أي تقسيم” للبلاد.
وأوضح أنه “كان في سوريا نظام (بشار الأسد) قدمها على أنها عمق استراتيجي للمقاومة، وهذا لم يعد موجودا”.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي “توغل ووصل إلى مدينة درعا (جنوب سوريا)، وبالتالي لا بد أن نتساعد مع الإخوة السوريين ونتجاوز كل شيء للمحافظة على وحدتهم”.
وأثني الموسوي على مواقف جنبلاط والعمل على منع الاختراق الإسرائيلي لمنطقة معينة في سوريا، قائلا إن ذلك “أمر حميد يحمد عليه”.
والأحد، دعا جنبلاط، خلال مؤتمر صحفي في منزله بالعاصمة بيروت، أبناء الطائفة الدرزية في سوريا إلى “الحذر من المكائد الإسرائيلية”.
وحذر جنبلاط من أن “إسرائيل تريد استخدام الطوائف والمذاهب لمصلحتها ولتفتيت المنطقة، وتريد تحقيق مبدأ إسرائيل الكبرى”، وشدد على أن “منع ذلك مسؤولية القادة العرب قبل فوات الأوان”.
ويتمركز دروز سوريا في محافظة السويداء جنوب البلاد، إلى جانب مناطق من العاصمة دمشق وريفها، ومناطق بالقنيطرة (جنوب)، وريف إدلب (شمال).
والسبت، شهدت مدينة جرمانا قرب العاصمة السورية دمشق، توترات أمنية افتعلتها مليشيا ترفض التخلي عن سلاحها، ووجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس الجيش بـ”التحضير لحماية” المدينة التي وصفها بـ”الدرزية”.