اخبار المغرب

السياسة بالمغرب يطالها تسويف ومراوغات أدت إلى تشييع جثمانها والفاعل فيها أصبح مجرد « كومبارص » اليوم 24

قال محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إن السياسة بالمغرب باتت تمارس بصيغة بعيدة كل البعد عن الصيغة الأصلية النبيلة التي يراد تمثلها، صيغة الهمزة، والانتهازية، والوصولية، والحربائية، فأصبح مسماها العريض هو الافتراس، وهو ما نعانيه للأسف اليوم.

أوزين الذي حل ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني، « ضمن برنامج السياسة بصيغة أخرى »، مساء الثلاثاء بقصر المؤتمرات الولجة سلا، أوضح أن السياسة تطالها سلوكات وممارسات وتسويف ومراوغات أدت إلى تشييع جثمان السياسة، وأصبح الفاعل السياسي وسطها مجرد كومبارص، بل وينتشي بدور الأخرس الصامت غير المتكلم، حتى لا أقول غير المكترث، يضيف أوزين.

وفق الأمين العام للحركة الشعبية، عشنا تهلهل الوسائط السياسية التقليدية والوهن الذي حل بها، لكننا نعيش اليوم موتها السريري وبشكل غير مسبوق.

أصل الحكاية وبدون نكاية كانت لها بداية… يفصح أوزبن… إنه زلزال 8 شتنبر وما خلفه من تبعات وما أصبح له من تداعيات بعد الوعود السخية إبان الحملات والتنكر لها بعد الوزارات.

والنتيجة حسب أوزين الإجهاز على ما تبقى من منسوب لدى المواطن، ثم خلق فئة جديدة من السياسيين من رجال المال والأعمال على حساب النضال، فنجحت بذلك الحكومة في الوصول في أنجع وصفة لتحقيق الإفلاس السياسي، الذي كان نتيجة حامية للإفلاس الاجتماعي والفلاحي والمعيشي للمواطنين.

وزراء تقنوقراط على رأس قطاعات حيوية يجيدون تمرينات الأرقام، يقول أوزين، يغيبون الرقم الصعب وهو الإنسان، وأغلبية برلمانية شاردة تحولت إلى ماكينة عددية مروضة على رفع اليد، لا ترافع على ملفات ولا على إكراهات ولا على تعقيدات. أصبحت  فقط منصة للتهليلات وتصفيقات للوزارات، الويل ثم الويل لمن تجرأ وعاكس كبيرهم وتطاول على السير عكس خطاهم.

بهذه الممارسات تحول الشأن السياسي، وفق تحليل زعيم حزب السنبلة، إلى مقبرة سياسية، فغاب النقاش العمومي والسجال الصحي، لينعم المشهد السياسي بصمت القبور.

 

المصدر: اليوم 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *