ضغط متواصل.. إسرائيل تمهل حماس 10 أيام قبل استئناف الحرب على غزة

أمد/ غزة: في اليوم الثالث والأربعين من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال وتصر إسرائيل على رفضها إدخال المنازل المتنقلة والكرافانات والمعدات الثقيلة، وتعرقل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتواصل الحكومة الإسرائيلية خرق اتفاق وقف إطلاق النار على مختلف الأصعدة والمجالات وتمتنع عن تنفيذ كل ما ورد في نص البرتوكول الإنساني، وكذلك المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق التبادل، مع إعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التزامه بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنشاء “غزة مختلفة”.
وقرّر وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، إنشاء إدارة خاصة في وزارته، لتهجير أهالي قطاع غزة “طوعا”، حيث من المقرر أن تضم الإدارة ممثلين عن الوزارات الحكومية الأخرى، ومختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العدوانية
أعلنت مصادر طبية، يوم الإثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,397 شهيدا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من شهر تشرين الأول/ اكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,824 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 9 شهداء (4 شهداء انتشال، و5 شهداء جدد)، و21 إصابة خلال الساعات الـ48 الماضية.
إصابتان برصاص جيش الاحتلال في رفح والقرارة بقطاع غزة
أصيب مواطنان، مساء يوم الإثنين، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بإصابة مواطن برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في حي تل السلطان غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وطفل برصاص قوات الاحتلال شرق بلدة القرارة جنوبا.
شهيدان برصاص جيش الاحتلال وسط رفح
استُشهد مواطنان، صباح يوم الاثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأطلقت قوات الاحتلال النار صوب عدة مناطق شمال وجنوب القطاع، في وقت ما زالت تتنصل فيه إسرائيل من بدء تنفيذ المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار، بعد انتهاء سريان المرحلة الأولى مع بداية هذا الأسبوع.
وأطلقت مروحية الاحتلال صاروخين صوب موقع في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أسفر عن إصابة 3 مواطنين.
كما فتحت آليات الاحتلال نيرانها بشكل مكثف شرق جباليا شمال القطاع، وأطلق طيرانه النار في عرض بحر خان يونس، وسط تحليق مكثف لطائرات مروحية في الأجواء الغربية لمدينة رفح.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وصل إلى مستشفيات القطاع 116 شهيدا، معظمهم جثامين منتشلة، إضافة إلى 490 إصابة.
سلطات الاحتلال يقطع الكهرباء عن محطتي تحلية المياه في دير البلح
أعلنت بلدية دير البلح، رسميًا، أن الاحتلال الإسرائيلي قطع الكهرباء عن محطتي تحلية المياه، اللتين تزودان نحو 70% من سكان منطقة دير البلح وسط قطاع غزة بالمياه.
ووفقًا للبلدية، فإن المحطتين معًا تنتجان نحو 20 ألف متر مكعب من المياه المحلّاة يوميًا.
إسرائيل تمهل حماس 10 أيام قبل استئناف الحرب على غزة
قررت حكومة بنيامين نتنياهو استئناف الحرب على قطاع غزة في غضون 10 أيام على أكثر تقدير، إذا لم تُحرز المفاوضات مع حركة حماس “تقدمًا ملموسًا” يفضي للإفراج عن مزيد من الأسرى الإسرائيليين، بحسب ما أرودت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الإثنين.
ووفقًا للتقرير، فإن إسرائيل لن تنتظر أكثر من نهاية الأسبوع المقبل قبل اتخاذ قرار العودة إلى الحرب، إذا لم يتم استئناف الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، أو التوصل إلى تفاهمات بشأن المرحلة التالية من الصفقة.
وذكر التقرير أن ذلك يأتي رغم طلب الوسطاء من إسرائيل “الانتظار لبضعة أيام إضافية لاستكمال المحادثات مع حماس”، مشيرًا إلى عدم تحقيق أي تقدم يُذكر في المفاوضات؛ فيما تواصل إسرائيل التنصل من الاتفاق، وترفض الانتقال إلى المرحلة الثانية منه.
ويعود هذا القرار، بحسب القناة 12، إلى عاملين رئيسيين: أولًا، استلام رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، مهام منصبه قريبًا، وثانيًا، الزيارة المرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، المقررة الأسبوع المقبل، إلى المنطقة.
وذكرت القناة أن إسرائيل معنية بالتوصل إلى تفاهمات تتيح الإفراج عن مزيد من الأسرى فيما تضع “المسدس على الطاولة” في محاولة لفرض ضغوط على المفاوضات وتسريعها؛ في حين ترفض الالتزام بإنهاء الحرب أو الانسحاب من غزة.
ونقلت القناة 12 عن مصدر سياسي إسرائيلي (لم تسمه) قوله “نحن في طريق مسدود حاليًا”، في إشارة إلى الجمود في المحادثات مع حماس.
وبحسب التقرير، نقل مسؤول بارز في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رسالة إلى مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قال فيها: “اقضوا عليهم جميعًا حتى آخر رجل، حماس في غزة عقبة أمام التطبيع”.
وذكر التقرير أن الإدارة الأميركية ترى في القضاء على حماس خطوة ضرورية لتعزيز فرص التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، وهو هدف يعتبره ترامب أولوية قصوى في إطار الأهداف التي يعتزم تحقيقها في المنطقة.
بدورها، أفادت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) بأن إسرائيل تستعد لاستئناف الحرب، لكنها توقعت أن يستغرق ذلك وقتًا، خلافًا لما ذكرته القناة 12، وذلك على خلفية عملية استبدال قيادة الجيش وتسلم إيال زامير مهام رئاسة الأركان يوم الأربعاء المقبل.
وأشارت “كان 11” إلى جمود في مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس، لافتةً إلى أن وصول المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة، قد يسهم في تحريك المفاوضات ويؤثر على ما يجري “خلف الأبواب المغلقة”.
وفي المقابل، اتهمت حماس إسرائيل بانتهاك 26 بندًا من اتفاق وقف إطلاق النار، وفقًا لبيان أصدرته الحركة اليوم. وأوضحت الحركة أن الانتهاكات تشمل عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، تأخير توفير الملاجئ، والمماطلة في التفاوض حول المرحلة الثانية من صفقة التبادل.
“اليونيسف” تحذر من عواقب وخيمة جراء منع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن توقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة سيؤدي سريعا إلى عواقب وخيمة على الأطفال والأسر الذين يصارعون من أجل البقاء في جميع أنحاء القطاع.
ودعت “اليونيسف” إلى اتخاذ تدابير فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية المطلوبة بشكل عاجل وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى قطاع غزة من خلال معابر متعددة.
وقال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوارد بيغبيدير، في بيان، إن “القيود المفروضة على المساعدات التي أُعلن عنها أمس الأحد ستؤثر بشدة في عمليات إنقاذ حياة المدنيين”، مضيفًا أنه “من الضروري أن يظل وقف إطلاق النار قائمًا، وأن يُسمح للمساعدات بالتدفق بحرية حتى نتمكن من مواصلة توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية”.
وأوضح أن اليونيسف تمكنت خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، من جلب المزيد من الإمدادات الأساسية والوصول إلى المزيد من الأطفال المحتاجين.