“صرخات من الهامش”.. درعة تافيلالت: منطقة بكر تبحث عن مستقبل مشرق (فيديو)

أكد الحقوقي والباحث في سوسيولوجيا الهوية، سعيد العنزي تاشفين، على الأهمية الاستراتيجية والجيوستراتيجية لجهة درعة تافيلالت في المغرب، مشيرا إلى أنها ثاني أكبر جهة مساحة في البلاد، وتضم مدينة سجلماسة التاريخية التي تعتبر مهد الدولة العلوية، كما أنها تقع على الحدود الشرقية للمملكة.
وضمن الحلقة الأولى من برنامج “صرخات من الهامش” الذي تبثه جريدة “العمق” طيلة شهر رمضان، أوضح تاشفين أن الجهة تتميز بتنوع ثقافي وحضاري وعمراني فريد يميزها عن بقية مناطق المغرب، مما يستدعي اعتماد مقاربة تنموية خاصة تتناسب مع خصوصياتها، بدلا من تطبيق سياسات عامة قد لا تلائم واقعها.
وأضاف تاشفين، أن جهة درعة تافيلالت تتمتع بمكانة خاصة في المغرب، حيث يُوصف سكانها بأنهم “الله يعمرها دار”، مشيرا إلى أن هذه الجهة ذات الخصوصية الثقافية والحضارية والعمرانية والرمزية تستحق معاملة خاصة من صناع القرار، تقوم على أساس التمييز الإيجابي.
فيما يتعلق بالجوانب الطبيعية، أشار الباحث إلى أن درعة تافيلالت تتميز بمحدّدات بيئية فريدة، منها أكبر الواحات في إفريقيا، التي تعد جزءا أساسيا من هوية المنطقة، بالإضافة إلى التنوع التضاريسي الذي يشمل سلاسل جبلية متعددة، هي الوحيدة في المغرب التي تضم ثلاثة سلاسل جبلية: الأطلس الكبير، الأطلس المتوسط، والأطلس الصغير.
وإلى جانب هذه الجغرافيا المميزة، أكّد تاشفين على أن الجهة تتمتع بتنوع ديمغرافي كبير، حيث تعيش فيها مجموعة من القبائل الأمازيغية الناطقة بالعربية، ما يجعلها تتمتع بهوية ثقافية متنوعة، إضافة إلى وجود لغات ولهجات محلية تتميز بها، مثل اللهجات الفيلالية والزاكورية. كما تتسم درعة تافيلالت بمعدل خصوبة مرتفع جدا، حيث تصدرت إحصائيات الخصوبة في المغرب بحسب آخر إحصاء لعام 2024، ما يعكس الخصوبة الاجتماعية والجغرافية لهذه المنطقة.
وأضاف أن المنطقة غنية بالموارد الطبيعية والاقتصادية، حيث تتواجد فيها مناجم الفضة، الأعشاب الطبية، بالإضافة إلى إنتاج التمور والتفاح، مشيرا إلى أن درعة تافيلالت لا تزال منطقة بكر، لم يتم استكشافها بالكامل، مما يفتح المجال أمام العلماء والباحثين في مختلف التخصصات، مثل الجغرافيا، السياسة، والأنثروبولوجيا، للغوص في تاريخها وإمكاناتها.
وأكد تاشفين على أهمية إعطاء هذه الجهة المكانة التي تستحقها في الخطط التنموية الوطنية، داعيا صناع القرار في المغرب إلى تخصيص استراتيجيات تنموية تراعي خصوصيات هذه المنطقة وتستثمر في مواردها الطبيعية والبشرية، مشددا على ضرورة أن تتحول درعة تافيلالت إلى مركز بحث علمي وسياسي، وأداة لتحقيق التنمية المستدامة في المملكة.
ودعا الباحث في سوسيولوجيا الهوية، إلى ضرورة التفاتة حقيقية من الدولة المغربية إلى هذه الجهة الحيوية التي تظل بحاجة إلى دعم في مختلف المجالات، سواء من خلال تشجيع البحث العلمي أو تطوير بنيتها التحتية وتعزيز التواصل بين أقاليمها المختلفة.
المصدر: العمق المغربي