اخبار

نتنياهو ينقلب على الاتفاق وعائلات الأسرى غاضبة

مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، قررت الحكومة الإسرائيلية التنصل من استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، وتواصل رفض التفاوض حول المرحلة الثانية، فيما أعلنت وقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

يأتي ذلك في محاولة للضغط على حركة حماس في محاولة لدفعها للموافقة على مقترح مبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي تتبناه إسرائيل، فيما طالبت حماس بتطبيق المرحلة الثانية، معتبرة أن المقترحا الأميركي هو “تأكيد واضح على أن الاحتلال يتنصل من الاتفاقات التي وقع عليها”.

في المقابل، أثار قرار إغلاق المعابر ووقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، الذي أُعلن فجأة، صدمة واسعة خاصة بين ذوي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، الذين يخشون أن يكون ذووهم أول الضحايا لهذه السياسة التي وصفتها حماس بأنها “ابتزاز” و”جريمة حرب”، وحذرت من “التبعات الإنسانية المتعلقة بأسرى الاحتلال”.

وبينما تطالب عائلات الأسرى الحكومة الإسرائيلية بإعطاء الأولوية لإنقاذ ذويهم، يبدو أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يراهن على الوقت، مستخدمًا مصير الأسرى ورقة تفاوض سياسية، غير آبه بالانتقادات الداخلية أو بالمخاطر التي قد تترتب على أي تصعيد قادم.

وتقول الحكومة الإسرائيلية إن قرار وقف المساعدات جاء بعد رفض حماس للمقترح الأميركي بتمديد الهدنة لمدة 50 يومًا مقابل الإفراج عن نصف الأسرى الأحياء والقتلى، فيما انتقد ذوو الأسرى قرار الحكومة، في ظل مخاوفهم من تدهور أوضاع ذويهم في الأسر.

وقالت ميراف غلبوع دلال، والدة الأسير غاي، إنها صُدمت بالقرار أثناء مقابلة مع الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت)،، وقالت “كل شيء هش، مخيف وخطير. لا أستوعب أن الحكومة قد تتخذ خطوة تعرض حياة أبنائنا للخطر”.

فيما وصفت عمة أسيرين محتجزين في قطاع غزة الوضع بأنه “قنبلة موقوتة”، محذرة من أن “لحظة واحدة من التصعيد قد تضع حدًا لحياة الأسرى المتبقين”، وأضافت “أشعر وكأن الحكومة نسيت الأسرى تمامًا. لا يمكننا العودة إلى القتال، لأن ذلك يعني الحكم عليهم بالموت”.

“نتنياهو يعرقل الصفقة حفاظًا على ائتلافه”

وأشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن نتنياهو هو من يعطل أي تقدم، مستجيبًا لضغوط شركائه في اليمين المتطرف. وذكرت أن نتنياهو لا يريد صفقة جديدة، بل يسعى إلى إبقاء الأزمة قائمة لاسترضاء وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وكذلك إيتمار بن غفير، اللذين يرفضان أي اتفاق قد يؤدي إلى تهدئة طويلة.

وأضافت الصحيفة أن “حماس والوسطاء كانوا مستعدين للتفاوض على المرحلة الثانية من الصفقة منذ شهر، لكن نتنياهو أبلغ واشنطن بعدم وجود ‘مرحلة ثانية’، لأن ذلك قد يؤدي إلى انهيار ائتلافه”.

واعترت الصحيفة أنه “إذا تُرك الأمر لنتنياهو، فإن الأسرى الإسرائيليين سيموتون في غزة. فهو يستخدمهم كورقة ضغط سياسية بينما يواصل اللعب على حافة الهاوية للحفاظ على بقائه في الحكم”.

وذكرت “هآرتس” أن حماس والوسطاء (وخاصة مصر) نقلوا رسائل إلى إسرائيل بشأن إمكانية التقدم في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة الأسرى”. ووفقًا للتقرير، فإن حماس أبدت استعدادها لمناقشة إطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى الإسرائيليين في إطار التفاهمات التي تم التوصل إليها في المرحلة الأولى، بشرط تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية رمضان، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من محور “صلاح الدين” (فيلادلفيا).

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو رفض هذا الطرح وأبلغ الإدارة الأميركية بعدم وجود “مرحلة ثانية”، كما ذكرت الصحيفة أن الإعلان الإسرائيلي عن عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا فجّر المفاوضات، مما دفع القاهرة إلى اتخاذ موقف أكثر تحفظًا، حيث اعتبرت أن إسرائيل أخلّت بتفاهمات كانت قد تم التوصل إليها سابقًا.

بالتالي، شددت الصحيفة على أن هناك فرصة حقيقية لاستكمال تبادل الأسرى إذا ما التزمت تل أبيب بالاتفاق، لكن إسرائيل تعمدت تعطيل هذه الإمكانية، مما يضع الأسرى في غزة أمام مجهول قاتم، ويجعل عائلاتهم في إسرائيل أمام إحباط متزايد من سياسات الحكومة.

سيناريوت ماثلة أمام إسرائيل

ووفقًا للقناة 12 الإسرائيلية، فإن إسرائيل دخلت الآن مرحلة “الضبابية التامة”، حيث لا يوجد اتفاق في حيّز التنفيذ ولا مفاوضات جادة، ولا عمليات عسكرية واسعة، ولا رؤية واضحة لما هو قادم. وتطرح القناة ثلاثة سيناريوهات رئيسية للخيارات الماثلة أمام الحكومة الإسرائيلية:

تصعيد تدريجي حتى العودة الكاملة للحرب، وذلك من خلال تشديد الحصار، واستئناف الغارات، وربما التمهيد لاجتياح بري جزئي، في محاولة لزيادة الضغط على حماس.
استئناف المفاوضات وفق مقترح المبعوث الأميركي، والذي يقضي بالإفراج عن الأسرى على مراحل، دون التزام بوقف الحرب، وهو ما قد يمنح نتنياهو مساحة للمناورة دون تفكيك ائتلافه.
مهلة إسرائيلية بدعم أميركي – حيث قد تعلن إسرائيل، بدعم واشنطن، عن مهلة نهائية لحماس للإفراج عن جميع الأسرى مقابل وقف إطلاق نار دائم، وإلا فستعود إلى حرب أشد ضرواة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *