وداوني باللتي كانت هي الداء

أمد/ مع انتهاء المرحلة الاولى من اتفاق وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى في غزّة، نكص نتنياهو على عقبية، واصبحت اسرائيل تسير “كالكنغريخو”، السرطعون، أي إلى الوراء بدلا من الامام، في موضوع المرحلة الثانية من الاتفاق المكتوب والمُراجع والمتّفق عليه والمُوقّع من الاطراف كافة،
كان من الواضح والمعلوم والمفهوم منذ البداية أن جلّ ما يهم اسرائيل وتريده وترغبه هو استعادة اسراها لدى المقاومة في قطاع غزة، وخاصة المدنيين منهم او شبه المدنيين،
من اجل هذا ولمعرفة العالم الاكيدة ان “اسرائيل بالعة الموس على الحدين” في سالوفة التبادل ووقف اطلاق النار، فانها، اي اسرائيل، تُهدّد الان “بفركشة” الاتفاق، والعودة للحرب والقتل والدمار، إلّا اذا اعادت المقاومة جميع “الرهائن الاحياء منهم والاموات، وحلّت نفسها بنفسها، عسكريا واداريا ومدنيا، وأن تُسلّم سلاحها، اي تنزع سلاحها، وربما تقترح اسرائيل بعد ذلك ان تُدافع المقاومة عن نفسها امام ترسانة اسرائيل المهولة، بحبّات البندورة والخيار والشمندر، مع ان اسرائيل في حربها العدوانية دمّرت الاراضي الزراعية بما عليها،
آه تذكّرت، هناك شرط اسرائيلي آخر وهو اخراج وابعاد قيادة المقاومة عن غزة إلى الدنيا الفسيحة الشاسعة الواسعة،
اسرائيل حاربت قطاع غزة اكثر من عام تحت يافطة وبند وحجة وتخطيط تحقيق هذه اهداف نتنياهو، ولم تستطع، رغم الدمار والابادة الجماعية للمدنيين في غزة ان تُحقّق مآربها ومُرادها واهدافها،
الآن تريد اسرائيل، وهي لابسة الشورت والطاقيّة الكسكيت وبيدها سنارة تصطاد السمك على شواطئ المتوسط أن تقوم المقاومة بنفسها، لحالها لبالها، وأن تُحقّق لها شروطها، وإلا فالحرب عائدة،
يعني اسرائيل تُريد ان تُداوي قطاع غزة بالتي كانت هي الداء، اي الحرب،
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوّة ويرن رن، ماذا استطاعت اسرائيل ان تفعل في غزة خلال 14 شهرا من القتال غير التدمير وقتل المدنيين؟؟،
طبعا نُذكّر ان اسرائيل تكبّدت خسائر كبيرة بشرية وفي المعدات وخاصة الميركافا، لهذا اوقفت الحرب “مرغمة لا بطلة”،
مثلُ اسرائيل في هذه الحالة كمثلِ الدبّ الارعن، الذي حاول ان “يكشّ” ذبابة عن وجه صاحبه النائم في العسل، فلم يجد طريقة ينشّ بها الذبابة، إلا ان تناول حجرا كبيرا وضربها به فحطّم وجه صاحبه!!.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني
ترامب بالنهاية ورغم خطورته على القضية الفلسطينية لن ينفع اسرائيل، فهو غارق في نزقه وخيالاته وتعاليه وحسابات جيبه،
ولكم فيما حصل مع زيلينسكي عبرة يا ارباب امريكا.