اخبار المغرب

تاشفين: درعة تعاني قساواة الجغرافيا وظلم التاريخ ويجب الالتفات للمغرب المعطوب

قال الحقوقي والباحث في سوسيولوجيا الهوية والناطق الرسمي لأكاديمية التفكير الاستراتيجي، سعيد العنزي تاشفين، إن جهة درعة تافيلالت تشكو الإقصاء والتهميش مقارنة بالمدن الكبرى، بسبب غياب العدالة المجالية التي تزيد من معاناة الساكنة مع قساوة الجغرافيا وظلم التاريخ، مشددا على ضرورة القطع مع منطق وسياسة المغرب المحظوظ والمغرب والمعطوب.

وأضاف تاشفين، خلال حلوله ضيفا على برنامج “نبض العمق”: “جهة درعة تافيلالت هي الجهة الوحيدة التي لا تمتلك جامعة مستقلة، في المقابل، نجد أن الرباط تضم جامعتين في جهة واحدة، هما جامعة ابن طفيل بالقنيطرة وجامعة محمد الخامس بالرباط. وبالمثل، جهة وجدة تضم جامعة، جهة تطوان تضم جامعة مع طنجة، جهة فاس تضم جامعة، وجهة مكناس كذلك، أما جهة درعة تافيلالت، فلا تزال تحتاج إلى مرسوم وزاري لبناء جامعة مستقلة، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على إقرار الجهوية الموسعة”.

وأضاف متسائلا: ” أين هو وعد الحكومة ببناء كلية الطب في الراشيدية لتكون كلية الطب الخاصة بدرعة تافيلالت؟، الجهة كذلك لا تتوفر على مستشفى جامعي، كما أن محامي الجهة يتبعون لنقابة المحامين بمراكش وأخرين للدائرة القضائية لمحكمة الاستئناف بالرشيدية ويتبعون لنقابة المحامين بمكناس. حيث لا توجد نقابة محامين مستقلة لجهة درعة تافيلالت. هذه ليست سوى مؤشرات رسمية تؤكد غياب البنية التحتية الأساسية”.

وأشار تاشفين إلى أنه “على هذا المنوال، يمكن القياس على كافة مؤسسات الدولة الأخرى، حيث لم تتمكن الدولة ولا الحكومة، وفق تعبيره، من بناء بنية استقبال مؤسساتية في الجهة”، مضيفا: “الأدهى من ذلك أن معظم مؤسسات الدولة الوزارية، أي المصالح اللاممركزة، لا تزال تكتري مقراتها بالرشيدية، رغم مرور عقد كامل على الجهوية الموسعة”.

في المقابل، يضيف المتحدث ذاته، “نجد دينامية تنموية هائلة في “المغرب الآخر”، حيث يتم تشييد أكبر برج في إفريقيا وأكبر مستشفى في القارة، وأكبر “كورنيش” في الناظور، وخط القطار فائق السرعة بين طنجة والقنيطرة، والطريق السيار نحو الداخلة”، موضحا أن “هذه الإنجازات التنموية تُشعِرنا بالاعتزاز، لكنها تترك في نفوسنا حرقة وأسفًا على حال جهتنا”.

وزاد قائلا: “كيف يمكن لبلد مثل المغرب، الذي ينافس ألمانيا وهولندا، ويقيم علاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا والقوى العظمى، أن يحتفظ بمغرب آخر ما زالت فيه الأسر تعاني من الحاجة إلى “البون” للحصول على كيس دقيق؟، وما زال الناس يموتون بسبب نقص الأمصال المضادة لسموم العقارب، والنساء يلدن في الشوارع والمستشفيات تعاني من أرشفة بدائية، بينما تفتقر القرى والمداشر إلى الطرق المعبدة”.

وبخصوص اهتمامه بقضايا درعة درعة تافيلالت، قال تاشفين: قضايا درعة فيلالت هي قضايا تسكنني لأنني من مدخل البحث العلمي والالتزام الثقافي أظل حريصا جدا على مطارحة قضايا التباينات المجالية والتفاوتات بين مناطق الوطن الواحد، كما أن فشل السرديات التقليدية كالسردية السياسية والمدنية وعدم قدرة الدولة والسياسات العمومية على تجاوز التباينات المجالية تجعلنا أمام مغربين مغرب محظوظ ومغرب المدن الكبرى ومغرب نافع وآخر غير نافع رغم المجهودات المبذولة من لدن الدولة”.

وتابع: “جميع هذه الحيثيات تسكنني وتجعلني أعتبر المدخل الثقافي مدخلا عمليا منهجيا إجرائيا من باب المثقف العضوي الملتزم لنقل آهات وأنين وصدى أبناء جلدتي في كل ربوع درعة فيلالت، وهذا الأمر قد يكون مثار أطروحة مدنية سياسية ثقافية علنا نصل إلى التخفيف من التباينات المجالية، وإن كانت باقي جهات المغرب تستفيد من التنمية الترابية ومن الانفتاح على الساحل فأهم ما يستفيد منه درعه تافيلالت هو المورد البشري”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *