اخبار السودان

في السياسة : لا اصدقاء ولا أعداء دائمين بل مصالح مشتركة

ايليا أرومي كوكو

 

نعم ليس بالضرورة هنا ان نردد ما يقال عن السياسة بأنها لعبة قدزة . لأن السياسة نفسها هي فن الممكن وهي بالتالي يمكن ان تكون لعبة نظيفة جميلة وممتعة جداً ويحتمل ايضاً ان تكون لعبة قذرة متي اسيئ استعمالها ولعبها جيداً . فأذا اخذنا السياسة العالمية الدولية من أعلي مستوي القمة بين الدول الكبري . هنا اقصد امريكا وروسيا نجدها تعبر بجلاء عن هذا المفهوم وعن لعبة السياسة . طالما ان السياسة هي لعبة فهي بالتالي تحتمل ما يتحمله كل قواعد اللعب الذي يكون دائماً بين فريقين متنافسين . والمنافسة فيها ايضاً الغالب والمهزوم كما فيها التعادل بين الفريقين واحتمالات شتي ممكنة .

اللعبة السياسية بين أمريكا وروسيا نأخذ هذا هنا علي سبيل المثال لا الحصر فهذين الدولتين او الفريقين هما اكبر الفرق العالمية السياسية تنافساً طيلة القرن السابق والقرن الحالي . فالمنافسة السياسية بين هذين القطبين العالمين الكبيرين هي منافسة حادة محتدمة علي مر التاريخ السياسي الدولي وتوصف كثير بالحرب الباردة. فعلي مدار وفلك هذين القطبين يدور كل العالم شاءوا أم أبي فهم حلفاء خاضعين لأمريكا او لروسيا وفق المصالح . فالمصالح هنا هي التي تحكم دول العالم انتماءاً لهذا القطب او ذاك فمصلحة هذه الدولة هي التي تحتم عليها ان تكون حليفاً اما لروسيا او حليفاً لآمريكا . وهذا ليس بالطبع حباً وعشقاً لهذا الطرف او ذاك ولكن مصلحة ومنفعة وكسباً من أياً منهما هو الذي يحدد مع من تكون حليفاً . فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية سار كل العالم بأنتظام علي هذا النسق باحثاً عن المصالح الذاتية التي يمكن ان يجنيها من هذا الصديق او تفادياً للمشاكل والازمات التي يمكن ايضاً يقع فيها متي غضب هذا الخصم او العدوء.

ومعني ان ليس في السياسة صداقات دائمة ولا عداوات دائما. وهذا ايضاً يمكننا ان نقرأها في العلاقات بين أمريكا وروسيا دائماً التي نركز عليهما هنا كنموذج للسياسة في العالم . ففي عهد الرئيس الامريكي جو بايدن المنتهية صلاحيتا قبيل أقل من شهرين كانت أمريكا سياسياً أكبر خصم والد عدو لروسيا وكانت أمريكا اكبر حلف علي الاطلاق للاتحاد الاوروبي ووقفت الحليف الأمريكي دعم اكبر لأوربا في حربها ضد روسياً لصالح أوكرانيا. او يمكنك ان تقول العكس بأن أمريكا كانت اكبر حليف لأوروبا في حربها ضد روسيا لصالح لأوكرانيا دائماً . لكن ما الذي حدث فجأة في عهد الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترمب هذا المارد العالمي الجديد برز كأسد زائر الذي يخشاه الكل ترمب الذي قلب كل الموازين لا بل قلب الطاولة العالمية راساً علي عقب .

فما ان دخل ترمب البيت الابيض في ولايته الثانية حتي بداً الرئيس الروسي فلادميير بوتن في مغازلته والهيام به وداً حباً وعشقاً وجوي ، هذا ليبادله ترامب الاخر حب بحب وعشق ولطف بدأ غراماً وهوي. وها هي كل الاتحاد الاوروبي بين ليلة وضحاها تتحسس تراجع نفسها والهواجس تنتابها خشية وخوف من عدوتها روسيا الذي أضحي صديقاً حليفاً لغريمها وخصمها بل عدوها الكبير أمريكاً . نعم ها هي كل الدول الاوروبية تراجع سياساتها الدفاعية من تاني وجديد وتسعي للتركيز ورفع ميزانياتها الي حدها الاقصي هذه الميزانيات الدفاعية سترفع الي أعلي مستوياتها. فقد تراجعت ميزانيات في أوروبا منذ تسعينيات القرن الماضي . لأن كل الدول الاوبية او الاتحاد الاوروبي أتكأت علي كتف الولايات المتحدة الامريكية زهاء أمتدد لنصف قرن من الزمان تدافع عنها وظلت أمريكا هو الحليف المعتمد عليه والحارس الامين لأوروبا في وجه روسياً . لكن اليوم ادركت كل أروبا وهي في عهد دونالد ترمب أدركت بما لا يدع مجالاً للشك بأنها قد تصحو ذات صباح وتجد روسيا بوتن المفوض لزعمه من الله يشرب الشاي في مقاهي باريس ولندن وبرلين دعك من كييف . هذا فقد فقال وصرح ترمب بأنه لا يستغرب ولا يستبعد ان تكون أوكرنيا في يوم من الايام جزء من روسيا ! .

لعبة السياسة السودانية

منذ فجر استغلال السودان في الاول من يناير 1956م ظل السودان يدور في فلك الحروب الداخلية بأستمرار ولم يهنأ هذا البلد بالسلام ابداً لما يحظي شعبه بالسلم والأمن والاستقرار. ومن نتائج حروب السودان المستديمه أنفصل الجنوب وذهب لحاله ليصير ويكون دولته المستقلة . ومع هذا لم يعي السودانيين الدرس المجاني ولم يتعلموا درساً واحداً من أنفصال الجنوب . في لعبة السياسة السودانية ولم يستفيد السودانيون ولم يستردوا وعيهم الوطني ولم يراجعوا أنفسهم مستدراكين العبر وفهم معني : ليس بالقوة والحروب وحدها تحل المشاكل بل بممارسة السياسة فن الممكن وبالحلم والحكمة والحكم الرشيد تبني الاوطان . نعم فقط بالسياسية الرشيدة وبالروح الوطنية اللا اقصائية يمكن ان يتحقق السلام بالتفاوض برضي وتوافق الاطراف سيستقر الوطن وينعم بالتنمية والاذهار والرخاء التدم .

تحالف البشير قرنق

لماذا انفصل الجنوب ؟ للأجابة علي هذا السؤال يمكن القول وبأيجاز شديد أنفصل الجنوب بسبب تعنت الشمال الذي كان يري في الجنوب قطعة أرض فقط بلا شعب يستحقون الحياة ولا كبشر يشكلون جزء أصيل من جغرافيا وتاريخ الوطن السودان . وظل السودان يحارب الجنوب بأفق مسدود وهو يعد ولا يفي يوقع العهود والمواثيق تم يلتف عليها وينقضها . وكان جون قرنق الرجل العظيم صاحب الرؤية السودانية الثاقبة التي لا تموت. قتل جون قرنق لأنه كان صاحب نظرية الوحدة السودانية المستقبلة الواسعة (السوداناوية) . المضمون شامل في التوافق بمعني التنوع وقبول الاخر بمبدأ السلم الاجتماعي الثقافي العقائدي المذهبي والديني القبلي الاثني . كان في فكر جون قرنق ان يخلق من كل الاختلافات والتباينات السودانية الشتي ان يمزج ويصهر السودان ليخرج من مريج كل ألوان الطيف او الفيسفاء السوداني المميز المتفرد لوحة تشكيلية جميلة تعكس لكل العالم وجه السودان الجديد الحاضري حقاً . ذهب جون قرنق شوطاً بعيداً ليؤكد صدق مقولة أن اختلاف الاراء والمفاهيم وحتي اختلاف الثقافات الاديان والعادات والتقاليد السنحات والالوان والقبائل لا تفسد للأوطان قضية .

وقد استطاع جون قرنق الذي وصفوه يوماً بالغول والعفريت والشيطان بل مصاص الدماء . استطاع جون فرنق ان يوحد السودانيين ويجمعها تحت رأية وعلم السودان الواحد المتحد . هذا بعد التفاوض الطويل مع عمر البشير تمكنوا بالتحالف . ولو تركوا لجون قرنق فرصة البقاء حياً او قدرت له المشيئة الالهية ان يعيش أكثر لكان السودان اليوم غير السودان الذي نعيشه في حروب استشرت وعمت وامتددات لكل شبر فيه . لكن الله غالب .

تحالف البشير البرهان مع حميدتي

ولنا في تحالف البشير والبرهان حميدتي خير مثال حيي يعبر ويفصح بياناً عياناُ عن مفهموم لعبة السياسة المتدحرج ككرة الثلج او كالقنبلة الموقوتة . ولا نريد ان نخوض في هنا حول علاقات البشير البرهان وصاحبهما حمايتي لأنها واضحة ومفهومة لدي الكل . كما ان القصد والهدف الرئيسي لهذا التحالف لا يزال حاضر دائماً في الذهن السوداني المتابع . ولأن ما بني علي الباطل ينتهي عاجلاً او أجلاً الي الباطل أنتهي حلف البشير البرهان حميدتي الي ما أنتهي اليه . قال وكتب احدهم اسمه خالد كودي : (ما الذي فعلته قوات الدعم السريع ولم يفعله الجيش السوداني ؟) . هذا بحسب كودي الذي يمكن الرجوع اليه لمن شاء . لم أقرأ سوي عنوان مقال كودي لكن كما يقولون الجواب يكفيك عنوانه لهذا أكتفيت بالعنوان الذي اغناني عن عناء قرأة باقي المقال .

تحالف القوي السودانية مع الدعم السريع

تسبب توقيع ميثاق القوي السودانية (اعلان الحكومة الموازية) . اثار هذا الاعلان ولم يزل يثير جدلاً ولغطاً كبيرين ليس في السودان فقط بل في كل العالم وعلي مستوي الدول والامم المتحدة كما علي لسان سكرتيرها او أمينها العام قوتيريش شخصياً . فالسودان الان بات في المحك او قاب قوسين او ادني الي التقسيم مجدداً هذا ان لم يكن السودان قد تم تقسيمه فعلياً علي أرض الواقع . وهذا القدر أي التقسيم هو الامر الذي ظل يخشاه الجميع ولا يفعلون فعلاً صادقاً قولاً وعملاً كل ما يلزم تجنبه وتفاديه . علي مستوي مجلس السيادة تم الانقلاب علي الوثيقة الدستورية بأنقلاب 25 اكتوبر 2025م . تم هذا الانقلاب علي حكومة الثورة السودانية المتمثلة في رئيس الوزراء عبدالله حمدوك . وهو الانقلاب الذي تم بواسطة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ونائبة الاول حمدان دقلو . ولم يفعل السودانيين ولا العالم شيئاً لأجل استعادة حكومة الثورة السودانية التي تم الانقلاب عليها . وفيما بعد تمرد ان صح التعبير تمرد دقلو قائد قوات الدعم السريع علي حليفه الاستراتيجي البرهان قائد الجيش السوداني وقائده البرهان . وبتمرد حميدتي علي البرهان دخل السودان منذ 15 ابريل 2023م في هذه الحرب العبثية اللعينة . هذه الحرب التي فعلت بالسودان والسودانيين كل الافاعيل الممكنة والمستحيلة والتي لا تخطر ولاتدور في ذهن وبال او خلد الشيطان ابداً ابداً .

تحالف حركات دارفور مع البرهان لحركات دارفور المتحالفة اليوم مع البرهان يجدر بنا هنا بان نقول لهم مذكرين فقط : (من أجل من وضد من خلقت وصنعت قوات الدعم السريع اساساً منذ بدء تكوينها وتأسيسها ؟) . الم يتم انشاء وصنع والابتكار الخلاق لقوات الدعم السريع لمحاربة الحركات المتمردة في دارفور والحركة الشعبية في أقليم جبال النوبة والنيل الازرق ؟ وحتي حركات دارفور من مني اركو مناوي وجبريل ابراهيم وغيرهم الذين يتحالفون مع البرهان اليوم ضد الدعم السريع اليسوا هم أنفسهم من جندت ضدهم هذه القوات لتحاربهم وتجتثهم من أصولهم وتخرجهم من ديارهم ؟ فأعداء البرهان بالامس هم اصدقائه وحلفائه اليوم : كما ان اصدقاء البرهان اليوم ايضاً هم خصومه واعدائه بالامس القريب ولله في خلقه شئون.

في وقت من الاوقات قال حمدان دقلو فيما يعني لخصمة مني اركو مناوي : لقد هزمناكم في حسكنيتا وطردناكم كل دارفور شر هزيمة وطرد فاضح معيب ؟

ليرد مني لحميدتي قائلاً : (لقد هزمتونا وطردتونا من دارفور بقوة الطيران الحربي التي كانت تستخدمها الجيش السوداني ضدنا) . ليقول ايضاً مني فيما بعد لدقلو كنتم حلفاء للقوات المسلحة السودانية فهزمتونا واليوم نحن حلفاء القوات المسلحة والطيران الحربي في صفنا لذلك نحن نهزمكم ونطردكم في الجزيرة ونخرجكم منها بأذلال .

فرد دقلو المغلوب علي أمره وهو يجرجر ذيول الهزيمة النكراء التي منيت به قوات في مدني والجزيرة قائلاً لمني : مافي زول او جيش في الدنيا كلها يمكن ان يصمد وهو يحارب قوات عدو في النقا وهو يقصد بالنقا هنا ميدان المعارك في سهول ولاية الجزير سنار حيث لا غابات ولا جبال تحمي قواته من براميل سلاح الطيران السوداني المتفجرة . ويسترد حميتي قائلاً لغريمه مني شاتماً وساخراً بالقول: (انا ثبت في الحرب 21 شهراً اواجه الطيران بصمود وشجاعة ، واصفاً مني بالكلب الجبان دا لو كنت أنت هنا ستجري 15 سنة !) .

هذه تثبت لنا ولكم قذارة السياسة ومعني ليس في السياسة حلفاء واصدقاء دائمين ولا توجد في السياسة أعداء وخصوم أبديين . أليس الامر كذلك ؟ .

وهذا ما فعله مني أركو مناوي الذي كان يوصف بالمتمرد لكنه اصبح فيما بعد حليفاً للبشبلا والبرهان وبالتالي هو الان حاكماً لأقليم دارفور الكبري ويطمح في ان يصير نائباً ثانياً او ثالثاً للبرهان بعد ان كان في السابق مساعداً للبشير .

تحالف الحلو دقلو

لقد اثار هذا التحالف الغير متوقع لدي الكثيرين من الاصدقاء والخصوم ايضاً اثار ضجيجاً كثيراً جداً ورشح في الافق غبار كثيفاً ولم يزل . فالغالبية او السواد الاعظم من السودانيين لم يكن يحدث نفسه ولا يتوقع ابداً ان يتحالف حميدتي الحلو حتي في الاحلام هذا نسبة لدرجة الخصومة والعداوة والتباين او التباعد في المواقف بين الرجل والايدلوجيات والخلفيات كلهاً الاثنية ومرارة المواقف والممارسات العنيفة بين المجموعات المنتمية لكلا الطرفين الذين يسيران في طرقين نقيضين ان لم نكن نقول عنها بطريقين متوازيين. لكنني هنا لأتسأل هل من الممكن في يوم من الايام ان تتفاوض حركة الحلو والحكومة السودانية وان يتصالحوا ويصيروا شركاء وحلفاء . وهذا ما فعله قرنق مع عمر البشير ودخل قرنق بموجبه الاتفاق والتحالف القصر الجمهوري في الخرطوم وجلس جنباً الي جنب عمر احمدا البشير نائباً اولاً لرئيس جمهورية السودان.

يجوز ان بأن ما بين دقلو الحلو تتقاطع الخطوط وتتشابك الدوائر وتداخل الأحروف الغير منسجمة فوق الكلمات والجمل . بعض تلك الاحرف والكلمات قد لا تشكل جملاً مفيدة لدي الطرفين كما للكثيرين . لكنها أي نفس هذه الاحرف والكلمات عند البعض الاخر قد ترسم مساراً واضحاً لواقع ولمستقبل ما صار يتشكل الان بطريقة او بأخري للبدء في حل المشكلة السودانية من جذورها . هذا وكما يحلو للحلو ان يردد دائماً .

فمن الذي وجد ضالته في الاخر ؟ هل وجد الحلو ضالته في دقلو أم هل وجد دقلو ضالته في الحلو ؟ ليس من المهم الاجابة الان. انما نقول أن الحلو وحركته ظلا لأكثر من الاربعين عاماً يحاربون الانظمة المختلفة في الخرطوم وهم يطالبون بوحدة الجيش السوداني تحت عقيدة واحدة ولواء واحد لحماية الوطن السودان . أن هذا الحلو وهو أمتداد طبيعي لمنفستو الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان ومؤسسه الدكتور جون قرنق ديمبيور مروراً بالقائد العظيم الراحل يوسف كوه مكي . و كان من أولي اجندات هذا المنفستو هو المطالبة بعلمانية الدولة السودانية كخيار لا بديل له لبقاء السودان دولة ووطن واحد . وهذا ما ظلت الخرطوم تكابر عليه بالرفض جملة وتفصيلاً . وهذا من الاسباب الرئيسية التي أدت الي تقسيم السودان الي دولتين كما تعلمون ونعيشهما اليوم .

انا هنا لأقول ربما وجدت الحركة الشعبية لتحرير السودان ضالتها لأول مرة في كل تاريخها النضالي من يصغي اليها بأذان صاغة وبقلب مفتوح ويلبي مطلبها الاول المنادي دائماً بعلمانية الدولة السودانية . وعلمانية الدولة تعني التساوي والمساواة في الحقوق والواجبات المساواة والعدالة الاجتماعية والوقوف بين كل الاديان والقوميات والقبائل دون تمييز وعنصرية ومحاباة لجهة علي الاخري الا بالعدل والقانون وعدم احتكار السلطة لفئة دون الاخرين . وأظن ان تحالف نيروبي كينيا لبي شروط السودانيين الحالمين بوطن يشملهم ويحتويهم كسودانيين أخوة مختلفين وليس بالضرورة أعداء دائماً متحاربين . فهذا التحالف الذي لا أستطيع أن أجزم قولاً بانه تحالف دقلو الحلو قد يكون فيه خيراً لكل السودان والسودانيين ان تواضعوا بروح سودانية وطنية حقيقة وصادقة . فالقول بأن ما يدور في نيروبي هو تحالف بين دقلو الحلو فيه كثير من الظلم والتجني والتقزيم . ان وصف ما تم في كينيا من تحالف كبير واختصاره في شخصي الحلو دقلو غير صحيح ابداً فيه أجحاف وظلم لكل القوي السودانية التي اجمعت في نيروبي . فليس من المهم ان نتفق او ان نختلف معهم . لكن من المهم هو ان لا نجهلهم فعلينا ان نعر الامر ما يستحق من أهتمام اكبر حتي لا نندم بعد فوات الاوان . وعلي الجميع مناقشة ما سيحدثه هذا التحالف للسودان ايجاباً وسلباً بحثاً ونقداً وتحليلاً شفافاً قبل الحكم مسبقاً . لا أظن أن هذا التحالف كل شر للسودان ومستقبله وأظن ان فيه بعض الخير الذي يمكن الاستفادة منه والبناء عليه حتي يتم تدارك ما يمكن تداركه قبل ان يقود هذا التحالف الي المزيد من التشظي وتقسيم جديد للسودان . فأمر ان يكون السودان او ان لا يكون قد بات أمراً جدياً بدأ يلوح في الافق وهو أمر وطن يجب ان لا يتم تجاهله .

المطلوب اليوم قبل الغد هو العودة الي منبر جدة التفاوضي في المملكة العربية وطرح كل الملفات السودانية علي طاولة التحاور المفاوضات بين كل المكونات السودانية السياسية الحزبية والعسكرية والطائفية وكل الوان السوداني بغية الوصول كل الحلول للمشكلة السودانية المتأزمة منذ الاستقلال وحلها حلاً جذريا . ومن ضمنها بالطبع وحدة كيف يحكم السودان ووحدة الجيش السوداني ولا مركزية الحكم وعلمانية الدولة السودانية .

وكان الله القدير في عون السودان

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *