الاحتلال يهاجم غزة في آخر أيام مرحلة التهدئة الأولى.. مفاوضات في القاهرة تبحث استمرار الهدوء

شنت قوات الاحتلال هجمات عنيفة على قطاع غزة، خرقت فيها اتفاق وقف إطلاق النار، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المواطنين، وذلك على وقع استمرار المفاوضات التي بدأت في العاصمة المصرية القاهرة، بين الوسطاء ووفد إسرائيلي، بهدف تمديد العمل باتفاق وقف إطلاق النار، الذي تنتهي مرحلته الأولى السبت، بعد تعطيل إسرائيل طوال الفترة الماضية، انطلاق هذه المفاوضات.

هجمات على غزة

واستشهد شاب صباح الجمعة، إثر قصف إسرائيلي، استهدف وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذكرت مصادر محلية أن الغارة أدت لاستشهاد رعد العمواسي (18 عامًا).

وبشكل متواصل تتعرض مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، لهجمات ينفذها جيش الاحتلال، خاصة تلك التي تتواجد في منطقة “محور فيلادلفيا” الذي يفصل المدينة عن الأراضي المصرية.

وبسبب تلك الهجمات التي تتمثل في عمليات قصف مدفعي وإطلاق نار من الآليات العسكرية، حرم أكثر من نصف سكان أحياء المدينة من العودة إلى مناطق سكنهم.

وفي خرق آخر، أصيب اثنان من الصيادين بجروح، جراء إطلاق زوارق الاحتلال الحربية النار عليهما، خلال عملهما قرب سواحل بحر مدينة غزة.

إلى ذلك فقد هاجمت قوات الاحتلال المتواجدة على الحدود الشمالية الشرقية لمدينة خان يونس المجاورة، الأحياء القريبة، من خلال إطلاق النار من رشاشات ثقيلة.

وسجلت أيضا خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في مناطق شمال القطاع، حيث أطقت آليات الاحتلال النار صوب المناطق القريبة من الحدود.

وفي سياق قريب، شيع الجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام، جثامين 40 شهيدا في مخيم الشاطئ، ارتقوا خلال الحرب الإسرائيلية، معظمهم من عناصر القسام.

وحمل نشطاء من القسام يرتدون ملابس عسكرية ويضعون لثاما على وجوههم، جثامين الشهداء، التي جرى انتشالها مؤخرا، بعد أشهر من سقوطهم خلال الحرب، وساروا بهم بمشاركة جماهيرية كبيرة، من أحد مساجد المخيم بعد أداء صلاة الجنازة، إلى المقبرة، حيث تمت عملية الدفن.

مفاوضات التهدئة

وفي هذه الأوقات تجرى في العاصمة المصرية القاهرة، لقاءات بين الوسطاء ووفد إسرائيلي، للاتفاق على ترتيبات تضمن استمرار العمل بوقف إطلاق النار، لحين الاتفاق على المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة، وهي مرحلة عطلتها إسرائيل بشكل متعمد.

وذكرت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، أن وفدين من إسرائيل وقطر وصلا إلى القاهرة، لاستكمال المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بمشاركة ممثلين عن الجانب الأمريكي.

وأوضحت الهيئة أن الأطراف المعنية بدأت مباحثات مكثفة، لبحث المراحل التالية من اتفاق التهدئة، وسط جهود متواصلة لضمان تنفيذ التفاهمات المتفق عليها.

وأشارت إلى مواصلة الوسطاء بحث سبل تعزيز إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في إطار الجهود الرامية إلى تخفيف معاناة السكان ودعم الاستقرار في المنطقة.

وفي هذا السياق، نقلت قناة “i24news” الإسرائيلية عن مصدر في حكومة تل أبيب قوله إن حكومته لن تلتزم بالمرحلة الأخيرة من الاتفاق، لأنها لا تنوي الانسحاب من “محور فيلادلفيا” كما وعدت.

وقال إن حكومته لن تسمح لنشطاء حماس التجول بمركبات وبنادق على الحدود مرة أخرى، وأضاف “لن نسمح لهم بأن يصبحوا أقوى مرة أخرى من خلال التهريب”.

ونقلت القناة كذلك عن مسؤولين في إسرائيل، قولهم إن الأمريكيين مثل إسرائيل، ليسوا مستعدين لتحمل الإفراج عن أسرى بدفعات ثلاثة أو أربعة، كل مرة أسبوعيا، وأنهم يريدون الإفراج على نطاق أوسع بكثير، وبأعداد أكبر وخلال مدة زمنية أقل.