حظي بإقبال نوعي .. اختتام معرض (تنوع) للفنان التشكيلي ناجي اللعوتة بمملكة البحرين بنجاح كبير

خالد ابواحمد
بعد عرض استمر اسبوعين اختتم أمس معرض الفنان التشكيلي السوداني ناجي لعوتة (تنوع) الذي أقيم برعاية رئيس المجلس الوطني للفنون بمملكة البحرين الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة بصالة هند غاليري بمدينة المحرق، وقد حظي المعرض بتجاوب وقبول كبير من الوسط الفني والتشكيلي والأكاديمي بمملكة البحرين، وبحضور نوعي من محبي وعشاق هذا النوع من الفنون الإنسانية الراقية من البحرينيين ومن المقيمين أيضا، الأمر الذي يشير بوضوح شديد إلى أن نجاح المعرض يمثل دلالة على أن مدينة المحرق بالفعل عاصمة للثقافة والأدب والفنون.
وفي هذا السياق عبّر الفنان التشكيلي ناجي اللعوتة عن سعادته بالنجاح الكبير للمعرض، والذي برز من خلال أعداد الزوار على مدى أيام المعرض الذي استمر من (11 25) فبراير الجاري، وما حظي به من اهتمام، قد أكد لي على نحو راسخ أن الأعمال التي عرضتها قد لمست مشاعر الزوار، وهو ما يعني لي قبول المجتمع البحريني لما قدمته من أشكال فنية تتباين في استخدام الأساليب، ومن حيث الألوان والخامات المختلفة، والرسم بأقلام الرصاص، والأقلام الخشبيية، فضلا عن تنوع الموضوعات المتناولة في الأعمال، وقد أفرحني تعليق لأحد الزوار أن المعرض غير تقليدي وغير متكرر في لوحاته ولا من حيث نوعية الأعمال والموضوعات أعتقد أن هذا هو التحدي الرئيسي بالنسبة لي أن أنجز لوحات تكشف للآخرين عن إمكانياتي الفنية والإبداعية الخاصة، وأعتقد أنني قد نجحت في خوض هذا التحدي وبنسبة كبيرة، مستفيدا من الآراء الكثيرة التي تجمعت لي من خلال الذين زاروا المعرض وتعليقاتهم التي أعطتني انطباعا جميلا عن عشق الناس في البحرين للفن التشكيلي”.
واشار اللعوتة إلى “أن أكثر أسباب نجاح المعرض بالنسبة لي هو رعاية واهتمام رئيس المجلس الوطني للفنون بمملكة البحرين معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، وقد كان افتتاحه للمعرض مكان تقديري الكبير، وأن تجواله داخل المعرض والوقوف على الأساليب الفنية والخامات المستخدمة والموضوعات التي تتحدث عنها كل لوحة في المعرض أكثر ما أسعدني وأشعرني بنوع من الحميمية خاصة وأن الشيخ راشد رجل فنان ومبدع ويقدر جيدا الإبداع والمبدعين في كل سائر مجالات الفنون والفن التشكيلي على وجه الخصوص، إن إشادته بالمعرض وما احتوى عليه مثل لي دافع كبير جدا في أن أواصل عملي وجهدي، في هذا المقام لعمل معارض أخرى مستقبلا، وأكثر ما اشعرني بالغبطة أن د. خليل المدهون رئيس كلية الفنون الجميلة بجامعة البحرين قد وجه طلاب الكلية إلى زيارة المعرض، وكلفهم بإجراء بحوث في الأعمال الفنية بمعدل خمس لوحات لكل طالب، وإعادة رسم لوحة من لوحاتي، أعتقد هذا أيضا مؤشر على نجاح المعرض”.
الجدير بالذكر أن الفنان التشكيلي (ناجي لعوته) من الفنانيين السودانيين الذين تميزوا بفن (البورتريه) وإستطاع خلال فترة وجيزة أن يلفت إنتباه الجمهور إلى براعة أعماله التي لاقت إنتشاراً واسعاً بالأخص على مواقع التواصل الاجتماعي، تخرج من كلية الفنون الجميلة وتخصص في قسم الغرافيك 2001م، ومنذ ذلك الوقت سرى عليه لقب العائلة واصبح معروف بإسم (ناجي لعوته).
بدأت علاقته بفن الرسم منذ عمر مبكر حيث كان لعائلته الأثر الأكبر في تشجيعه وتنمية موهبته حيث نشأ في أسرة فنية ينتمي إليها عدد من الفنانيين التشكيليين منهم شقيقة الأكبر الفنان التشكيلي (سيف الدين لعوته) الذي ساعده على تطوير موهبته، وكان داعمه الأول منذ الطفولة، حيث كان يأخذه معه وهو في عمر السابعة إلى كلية الفنون الجميلة فعاش أجوائها وتعلق بها وكان يوفر له مواد الرسم ويشجعه على إستخدام خياله لإبتكار رسومات تعبر عن شغفه بهذا الفن.
كانت بداياته ناجي اللعوتة برسم الجداريات ولوحات المحلات في مدينة الدويم وأيضا الرسم على الشاحنات والناقلات الضخمة بالطلاء حيث مثلت له مصدر دخل مادي في عمر مبكر، كما كان يرسم شعارات وجداريات لفرق وأندية كرة القدم بمدينة الدويم وكانت سبب شهرته هن يُعتبر ناجي لعوته فنان شامل في مجال الفن التشكيلي إلا أن لفن البورتريه مكانة مميزة عنده حيث يُمثل تجسيد الواقعية تحدي يضع من خلاله بصمته الخاصة كفنان تشكيلي شغوف بموهبته، كما يَعتبر فن البورتريه بمثابة تدريب وتمرين لحركة اليد تكسبها مرونة وسرعة من خلال الخطوط وإبراز التفاصيل الجمالية للوحاته.
بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة شارك في عدد من المعارض الجماعية إلا انه توقف في العام 2005م لإنشغاله بالعمل الحر ، بعد سنوات من التوقف تغلب الحنين والشغف إلى مجال الفن عليه وعاد بقوة وحماس في العام 2019م أصبح فن البورتريه مدخل لإعادة تعريف نفسه إلى الجمهور بالأخص على مواقع التواصل الإجتماعي حيث لاقت أعماله إنتشاراً وقبولاً واسعاً من قبل الجمهور والنقاد معاً.
بالإضافة إلى الرصاص والوان الفحم يُفضل الفنان ناجي لعوته إستخدام وتجربة جميع المواد على لوحاته مثل ألوان الباستيل والألوان المائية وأيضا أقلام الخشب والإكليريك، توازن المساحات من أهم مايميز لوحاته التي يهتم فيها بإبراز الكثافة اللونية وإنعكاسات الضوء والظل التي تعطي جمالية مختلفة للتفاصيل التي تساعد في جعل اللوحة مريحة للعين .
المواقف اليومية تُمثل مصدر إلهام تنعكس بوضوح من خلال أعماله حيث يمثل الفن التشكيلي ملاذاً مريحاً له لتفريغ الطاقة السلبية الناتجة من مصاعب الحياة ومحاولته لإيصال ملامح من الإيجابية إلى المتلقي من خلال لوحات تعكس واقع المجتمع بأسلوب فني مميز يهتم بجمال التفاصيل التي تحيط بنا في كل مكان والتي لانراها او نتغافل عنها أحيانا في دوامة روتين حياتنا اليومية، الفنان التشكيلي (ناجي لعوته) مازال يسعى من خلال أعماله لوضع بصمته الخاصة كفنان سوداني يستطيع عبر شغفه وموهبته وإصراره الوصول إلى العالمية والمشاركة في المعارض الفنية الدولية التي تمثل هدف وحلم ما زال يراوده ويعمل على الوصول إليه قريبا.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة