مرثية بمداد الأمل والدعاء..لبطل ارتقى وهويزأر

الإهداء:إلى سيد الشهداء..سماحة الشيخ حسن نصرالله..في رحيله الشامخ..
"العبرات كبيرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسية..العبرات كبيرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا".(ناظم حكمت).
"أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيها شاعر واحد"( الكسندر بوشكين)
كيف تسلّقت أيّها الموت فوضانا
وألهبت بالنزف ثنايا المدى
وكيف فتحت في كل نبضة من خطانا
شهقة الأمس
واختلاج الحنايا..
ثمّ تسللت ملتحف الصّمت..
مثل حفاة الضمير
لتتركَ الجدول يبكي
والينابيع،مجهشات الزوايا..؟!
* * *
شيخنا الجليل:
لِمَ أسلمتنا للدروب العتيقة
للعشب ينتشي لشهقة العابرين..
لٍمَ أورثتنا غيمة تغرق البحرَ
وأسكنتنا موجة تذهل الأرضَ
ثم رحلت؟!
فكيف نلملم شتيت المرايا..
نلملم جرحك فينا
وكيف نرمّم سقف الغياب
وقد غصّ بالغائبين؟
فهات يديك
أعنا
لنعتق أصداف حزننا
وهات يديك إلينا
أغثنا
لننأى بدمائنا
عن مهاوي الردى
فليس من أحد ههنا،يا حسن
كي يرانا..في سديم الصّمت
نقطف الغيم
ونزرع الوَجدَ
في رؤوس المنايا..
يا سيد الشهداء..وياسماحة الشيخ:
ههنا..
نضيء الثرى..
بين جرح
وجرح
ونسأل الرّيح وهي تكفكف أحزانها:
ما الذي ظلّ لنا !؟
غيروطنكلّما قلنا ننسلّ من عشقه
أفرد للنوايا بساطا
وألهب فينا جمرَ العشايَا..
حسن
كم قطّرتك القصائد..لنشربَ ضوءك
قم من سباتك
وجُرّ الفيافي لنبعنا
لينتعشَ الظامئون بمائك
بيروت ها هي واقفة في انحنائها
كأن تراها شامخة بالحنين
غير أنّها تأهبت في الحزن
حتّى تهدّل منها الشذا
وأسرجت دموعها
بواحات وجدك
حتّى تراءى لها وجهك..
كطيف في حلمها
فكم ليلة ستظلمدن الشهداءتحلم..
كي لا يهرب الشوق منها
وكم يلزملبنانمن الدّمع
كي يرى الجرح
أجمل
كي يراك..
كي نرى وجهكولو مرّة
في تضاعيف الثنايا..