اخبار السودان

المادة 16 !!

صباح محمد الحسن

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
تستطيع أن تقتل ثائراً ولكنك لا تستطيع أن تقتل الثورة!!

وتكشف فلول النظام البائد عن نفسها دون قصد وتؤكد أنها المتهم الأول في جريمة فض الإعتصام بمشاركة السلطة الإنقلابية، وأنها من خطط ونفذ لهذه الجريمة النكراء مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بما قامت به أمس من تعديلات على الوثيقة الدستورية التي أجازتها وألغت بموجبها البند ” 16″ في المادة ” 8″ ، والذي ينص على تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جريمة فض الإعتصام ، في 3 يونيو 2019، واستبدلته السلطة المجرمة، بـبند (العمل على إنهاء الحرب وتقديم كل من ارتكب جرائم في حق الشعب السوداني إلى العدالة وفقًا للقانون)
وهذا التعديل يكشف خوفها من العدالة حتى بعد كل الذي حدث في الحرب فإن الثورة وسيرتها هي محل القلق والتوتر !!
وتكشف الخطوة ايضا عن قصر النظر والرؤية للفلول و الذي تحدثنا عنه سابقا، فمنذ ثلاثة أيام فقط خرج نبيل أديب رئيس اللجنة ليعلن أنه توصل للمتهم الحقيقي في جريمة فض الإعتصام ،. وقال أنها قوات الدعم السريع ، دون ذكر شركاء في الجريمة ، والذين اسقطهم نبيل “عادي” كما تسقط الأخلاق والمبادئ والقيم، وينعدم الضمير ، ونبيل بلا شك دفعت به فلول النظام والسلطة الإنقلابية الي واجهة التصريح، لتغلق باب الهم الذي يجلب لها الريح، وجعلت لسانه ينطق فجأة بعد هذه السنوات التي قضاها أبكم “اطرش” لاحركة له إلا في طاعة السلطات العسكرية الكيزانية!! ففكرت الفلول في الخلاص من هذا العبء وجعلته يخرج بالتصريح ويرمي بالجريمة على قوات الدعم السريع وحدها ، فلطالما أنها شريكة في فض الإعتصام فلا مانع ان تحمل الوزر كله لتبرئهم وتبرئ قادة الجيش بالمرة، وصرح نبيل وألقى بالإتهام على ( الحيطة المايلة)
ولكن لأن المجرم يلف حول جريمته،فلو أن الدعم السريع قام بفض الإعتصام وحده لماذا ألقت الفلول بالأمس البند “16” ، ألا تريد أن يتم التحقيق مع الدعم السريع وتقديمه للمحاسبة!!
أم أن تخبط الفلول بسبب الهم من مواجهة العدالة ومن ” بعبع” الثورة وعودة الحكم المدني بعد الحرب، والذي سيجرهم الي حبل المشنقة جعل همهم كله عندما امسكوا بالقلم الأحمر هو كيف يفلتون من العدالة!!
بالرغم من كل ويلات الحرب التي قضت عليهم وعلى امنياتهم في العودة وبددت أحلامهم وقتلت الشعب وألحقت بالبلد الدمار وأكدت فشلهم، فكل هذا لم يخفهم، ولكن ترعبهم سيرة وذكرى جريمة فض اعتصام القيادة، وان أول ما فكروا في تعديله هو بند التحقيق والعدالة في تلك الجريمة، لأنهم يعلمون انها أشر أعمالهم وأفظع جرائهم الممنهجة!!
و”رجفة” تعديلات الوثيقة الدستورية بإلغاء هذا البند تثبت تماما أن فلول النظام البائد الآن في أضعف حالاتهم ولم يبارحوا دائرة الهلع والرعب من الثورة التي تنادي بالعدالة والمحاسبة ، فالذي يملأ يده من السلطة والحكم في المستقبل لايخشى ان يلاحقه الجلاد ، ولكن ماقاموا به يؤكد أنهم على يقين بأن على زوال وهناك سلطة أقوى ستأتي لتطاردهم وتلاحقهم، ولاسلطة تعلو فوق سلطة الثورة التي جعلت العالم كله يوصد أبوابه أمامهم ويكتب شروطه مجتمعة بعنوان ( ضرورة إستعادة الحكم المدني الديمقراطي) وإبعادهم عن المشهد السياسي الذي عجزوا فيه عن السيطرة على الحكم حتى بالقوة
كما أن إلغاء البند” 16″ يكشف أن أسباب قيام الحرب التي أشعلت الفلول شرارتها، ومانفخت كيرها إلا للقضاء على الثورة التي نادت بالعدالة وماكانت الطلقة الأولى إلا لإخفاء الأدلة لجرائمهم، واطلاق سراح المتهمين في جريمة فض الإعتصام، الذين قتلوا فيها ثوار ثورة ديسمبر ، واغتصبوا ، وألقوا بالشباب أحياء في البحر، انواع من الجرائم البشعة التي سبقوا فيها المليشيات في كل ماهو دخيل ولا ٱخلاقي على المجتمع السوداني !!
وأشعلوا الحرب لمحو اثارهم فقط وفتحوا أبواب السجون ليهرب منها القتلة الي خارج السودان ودمرت المؤسسات العدلية لإبادة الأدلة والإفادات وحرقت كل الأوراق التي تثبت تورطهم
ولكن تظن السلطة الإنقلابية انها بهذه التعديلات تنجو من العقاب وأن دم الشهداء سيضيع هباء ً منثورا وتعتقد وهماً أنها ستعيد حكمها بعد أن تضع حقوقهم تحت أقدامها!!
فما تم من تعديل على هذه الوثيقة منتهية الصلاحية هو عبث بطريقة اخرى و” شخابيط” لاقيمة لها لأن لاوجود لوثيقة ألغاها الإنقلاب وإن إحتفظ البرهان بورقتين منها لصالحه فهي باطلة لغياب الطرف الثاني الموقع عليها
كما أن البند الجديد الذي يتحدث عن محاسبة الذين ارتكبوا جرائم حرب ضد الشعب السوداني يطول الدعم السريع ومعه البراء ويضع كيكل الآن أمام العدالة!! فهل السلطات مستعدة لمحاكمتهم على جرائم الموثقة بالفديو والتي اعترفوا عنها بألسنتهم!!
فالفلول ليست طرف في هذه الوثيقة حتى تبرئ نفسها او تلغي بند التحقيق والمحاسبة لذلك ماهي إلا محاولة مضحكة، تمت لإثبات جرمهم وتورطهم، وأن الثورة التي يخشونها ستدق طبولها من جديد من جديد لأن الفكرة لايقتلها السلاح ولا تدمرها المسيرات، ولكن هذه المرة عودتها ستكون أخطر من قبل ليست لتزلزل عرشهم فهم الآن بلا عرش وبلا قوة وبلا سلطة حكم، وبلا مروءة سياسية ، لكنها ستأتي لتؤكد زوالهم الأبدي !!
طيف أخير :
#لا_للحرب
من الذي فض إعتصام القيادة العامة سؤال لايُمحى..
المحاولة لطمسه تعيده للواجهة من جديد!!

الجريدة

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *