طمأن والي ولاية البويرة، عبد الكريم لعموري، خلال الدورة الرابعة من أشغال المجلس الشعبي الولائي لسنة 2024، بأن مشروع ربط الولاية بمحطتي تحلية مياه البحر في ولايتي بومرداس وبجاية يسير في الطريق الصحيح، خاصة بعد المؤشرات الإيجابية التي تلقتها السلطات من خطابات رئيس الجمهورية.
وتشهد ولاية البويرة وضعًا حساسًا فيما يتعلق باحتياطي المياه، حيث تكفي المخزونات الحالية لتغطية احتياجات السكان لمدة 14 شهرًا كحد أقصى، وفقًا للأرقام المقدمة من قبل مصالح مديرية الموارد المائية ومديرية المياه.
وتعتمد الولاية في تموين سكانها بالمياه على ثلاثة سدود رئيسية، إلى جانب المياه الجوفية، لتأمين التزويد بالمياه الصالحة للشرب. وأشارت المصالح المعنية إلى أن سعة السدود الرئيسية في البويرة لم تتجاوز نسبة 46% من إجمالي الاحتياط، حيث بلغت سعة سد كدية أسردون 30.88 مليون متر مكعب، وهو ما يغطي احتياجات 20 بلدية، في حين بلغت سعة سد تلسديت 50 مليون متر مكعب، ويمدّ 16 بلدية بالمياه، أما سد لكحل فبلغت سعته 2.55 مليون متر مكعب، ويموّن 3 بلديات فقط.
أما بالنسبة للمياه الجوفية، فتعتمد ولاية البويرة على 392 بئرًا جوفيًا، تنتج يوميًا 31.740 مترًا مكعبًا من المياه، وهي كمية تساعد في التخفيف من الضغط، لكنها قد لا تكون كافية على المدى البعيد. وأكد مختصون أن المياه الجوفية تبقى موردًا إضافيًا، لكنه غير كافٍ لمواجهة التحديات المستقبلية.
وأرجع المسؤولون تراجع منسوب المياه إلى قلة الأمطار والتغيرات المناخية، إلى جانب الطلب المتزايد على المياه بسبب النمو السكاني والتوسع العمراني، فضلاً عن الاعتماد الكبير على السدود دون تنويع مصادر التموين بالمياه.
وفي هذا السياق، أكد والي البويرة، عبد الكريم لعموري، أن الحل يكمن في الاستثمار في مشاريع ربط الولاية بمحطات تحلية مياه البحر لتقليل الضغط على الموارد المائية الطبيعية، إلى جانب تعزيز مشاريع إعادة تدوير المياه، خاصة في القطاعين الصناعي والزراعي. كما شدد على ضرورة تحسين شبكات التوزيع وتقليل نسبة التسربات لضمان كفاءة التوزيع، مع تشجيع حملات ترشيد الاستهلاك لدى المواطنين والإدارات العمومية.
