اخبار المغرب

باحثون مغاربة يرصدون مخاطر تنامي التهديدات الإرهابية ويرجحون فرضية تورط الجزائر

تمكنت يقظة مصالح الأمنية المغربية من إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة، كان يستهدف أمن واستقرار المملكة، مسفرة، عن توقيف 12 متطرفا ينتمون إلى خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم “داعش”، وذلك خلال مداهمات متزامنة في عدة مدن مغربية، وهي العيون، الدار البيضاء، فاس، تاونات، طنجة، أزمور، جرسيف، أولاد تايمة، وتامسنا بضواحي الرباط.

ومكنت الأبحاث في إطار البحث الجاري على خلفية تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش بمنطقة الساحل، من رصد معلومات ميدانية معززة بمعطيات تقنية حول وجود منطقة جبلية، يشتبه في تسخيرها كقاعدة خلفية للدعم اللوجيستيكي بالأسلحة والذخيرة الموجهة لأعضاء هذه الخلية من أجل تنفيذ مخططاتها الإرهابية.

في هذا السياق، اعتبر الخبير الأمني محمد الطيار، أن كمية ونوعية الأسلحة والذخيرة، يكشف عن خطورة هذه المجموعة الإرهابية والمخطط الذي كانت تسعى لتنفيذه، مسجلا  أن العثور على أسلحة ملفوفة بأوراق صحف صادرة من مالي، ” يعد مؤشرا قويا على أن هذه الخلية استقت دعمها اللوجستيكي من منطقة الساحل الإفريقي، والتي أصبحت مصدر تهديد للأمن القومي المغربي”.

وأضاف الطيار، في تصريح لجريدة “”، أن الموقع الجغرافي الذي تم العثور فيه على هذه الأسلحة، والقريب من الحدود الشرقية للمغرب، يعزز فرضية تورط المخابرات العسكرية الجزائرية في دعم هذه الجماعة الإرهابية، وهو ما يتماشى مع سجل الجزائر في دعم مشاريع تخريبية تستهدف استقرار المغرب.

وتابع المتحدث ذاته، أن “اختيار هذه المنطقة الحدودية لم يكن اعتباطيًا، بل كان يرمي إلى الاستفادة من الدعم اللوجستي القادم من الجزائر، والذي يشمل الأسلحة والذخيرة، بالإضافة إلى تحويل المنطقة إلى قاعدة خلفية لإعادة تنظيم أفراد الخلية في حال نجاحهم في تنفيذ عملياتهم التخريبية”.

من جهته، أكد الباحث في العلوم السياسية محمد شقير أن انتشار أعضاء الخلية في تسع مدن مختلفة يعكس استراتيجية هذه الجماعة في تشتيت جهود الأجهزة الأمنية المغربية، وإعاقة عملية الربط التحليلي بين تحركات عناصرها، موضحا أن هذا الانتشار يهدف إلى تضليل الأجهزة الأمنية وإعاقة تعقب تحركاتهم.

وأشار شقير، في مقال راي توصلت به ، إلى أن اليقظة الأمنية والتنسيق الوثيق بين مختلف الأجهزة الاستخباراتية والأمنية، مكنا من تنفيذ هذه العملية بشكل متزامن، ما حال دون انتقال أفراد الخلية إلى مرحلة التنفيذ الفعلي لمخططهم الإرهابي.

وأوضح المتحدث ذاته،  أن عمليات التفتيش في منازل المعتقلين أسفرت عن ضبط مواد متفجرة في طور التركيب، وأسلحة بيضاء، وأموال، ومواد كيميائية موصولة بأسلاك كهربائية وهواتف محمولة مهيأة للتفجير عن بعد، “مما يدل على خطورة هذه الخلية ومدى تطور إمكانياتها في تصنيع المتفجرات”.

وأكد الباحث محمد شقير أن هذه الخلية، إلى جانب خلية حد السوالم الأسرية التي تم تفكيكها مؤخرا، “تعكس التطور النوعي في أنشطة وتحركات الجماعات الإرهابية في المغرب”، مشيرا إلى أنه “بينما كانت العمليات الإرهابية في السابق تعتمد على الذئاب المنفردة أو الخلايا النووية التي تنشط في مناطق محدودة، فإن هذه الخلايا باتت أكثر تنظيما وانتشارا، ما يفرض تحديات أمنية جديدة على الأجهزة المختصة”.

وأكدت المديرية العامة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني أن هذه الخلية كانت تعمل تحت إشراف مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي، الذي كان يسعى إلى توجيه عمليات إرهابية تستهدف المغرب. وكشفت التحقيقات أن عناصر الخلية تمكنوا بالفعل من اقتناء مستلزمات تصنيع المتفجرات، وكانوا في المراحل الأخيرة من التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية.

وبناءً على معطيات تقنية وتحقيقات ميدانية، تم تحديد موقع قاعدة لوجستية كانت تستعملها الخلية كمنطقة خلفية للدعم، وتقع في إقليم الرشيدية، وتحديدًا في الضفة الشرقية لواد كير بـ”تل مزيل”، جماعة وقيادة “واد النعام” بمنطقة بودنيب، على الحدود الشرقية للمملكة. هذه المنطقة كانت تُستخدم كمخزن للأسلحة والذخيرة التي تم تهريبها لدعم الخلية الإرهابية.

ويظل المغرب في حالة تأهب مستمرة لمواجهة أي تهديد إرهابي، معتمداً على استراتيجية أمنية متكاملة تشمل التنسيق الاستخباراتي الداخلي والخارجي، والاستباقية في التعامل مع التهديدات المحتملة. وتعزز هذه العملية الأمنية الناجحة الثقة في قدرة الأجهزة الأمنية المغربية على حماية البلاد من المخاطر الإرهابية التي تسعى إلى زعزعة استقرارها.

 

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *