اليوم التالي بمفهوم الفلسطينيين أمد للإعلام

أمد/ الحديث هنا عن قوى النظام السياسي بشقيه الوطني والاسلام السياسي حيث أنه منذ اندلاع مذبحة غزة الإجرامية التي لم يشهد لها التاريخ مثالا ومع اقتراب انتهاء الحرب والحديث عن اليوم التالي للحرب يلاحظ عدة أمور:
اولا: أن الاحتلال الإجرامي الصهيوني والقوة الاستعمارية العالمية الولايات المتحدة تتحدث وتخطط وتطرح مسوغات اليوم التالي بمنطق المنتصر كما فعلت قوى التحالف بالحرب العالمية الثانية حيث صاغت النظام العالمي بمنطق المنتصر.
ثانيا: أن القوى الفلسطينية أو ما يطلق عليها قوى المقاومة الفلسطينية مع اعتراضي المطلق على المصطلح لاختزاله المقاومة بقوى معينة لم تطرح اي فهم أو رؤية لليوم التالي ولسان حالها سنبقى على ما هو عليه وهذا يؤكد أن قوانا لا زالت تتفاعل مع معطيات قبل الحرب مما يؤكد محدودية الرؤى الاستراتيجية وفهم ما حدث وتعتبره مجرد حرب لن تؤثر على البنية السياسية أو الاجتماعية أو الجغرافية الفلسطينية وهذا بحد ذاته قصور خطير ورؤية عدمية للمخطط السياسي الفلسطيني .
ثالثا: طرحت السلطة الفلسطينية رؤيتها وطرحها لليوم الثاني وربما هي الوحيدة التي انطلق لسانها ومخططيها بخصوص هذا الأمر مع الأخذ بالاعتبار أن هذه الرؤية لن يكتب لها الحياة إن لم تدعم من النظام السياسي الفلسطيني الشمولي ودعم البعد العربي الأساسي لها لتتمكن من استمداد القوة لهذه الرؤية.
رابعا: في كل مراحل التاريخ الفلسطيني الحديث كانت القوى اليسارية صاحبة قراءة استراتيجية عميقة للمتحولات السياسية الفلسطينية ولكن مع هذه المذبحة غابت القوى اليسارية بكل تياراتها عن طرح أي وجهة نظر حول الاحداث وغابت معها رؤيتها السياسية وقراءتها الاستراتيجية المستقبلية للأحداث مما يؤكد الأزمة الفعلية لهذه القوى.
خامسا: طرحت جمهورية مصر العربية رؤية تفصيلية لمستقبل غزة ودعمتها بتحرك مع الدول العربية ممثلة باللقاء الخماسي المقترح وهو ما يؤكد أن مصر وقيادتها السياسية استطاعت أن تعي وتفهم ما سيترتب من نتائج خطيرة على المنطقة عامة وغزة خاصة لذلك كان تحركها على اكثر من محور لتشكل حائط صد لاي مشاريع مستقبلية تنفرد بها دلة الاحتلال وربيبها الولايات المتحدة الامريكية وهذه الرؤية هي فرصة فريدة للعديد من القوى الفلسطينية لإعادة صياغة مفهوم البعد العربي والقومي وإعادة الاعتبار له وضرورة فهم أهميته على المشروع الفلسطيني بعد المذبحة وكذلك إعادة صياغة معسكر الأعداء ومعكسر الاصدقاء وخاصة الشق المتعلق بمفهوم قوى اليسار.
هذا الاستعراض وهذه النقاط تؤكد أن النظام السياسي الفلسطيني لا زال رغم المذبحة والأحداث أنه لا زال منفصل عن الواقع ويعيش في ثوب حزبيته الضيقة وأنه بعيد عن المصالح الوطنية العليا . وعلى جميع القوى أن تدرك أن الاعمار يجب أن لا يكون للحجر فقط فالمذبحة لم تفتك بالحجر فقط بل هندسة الوعي وفق رؤى خطيرة وجديدة وهذا ما يجب أن يكون أن الاعمار للوعي وليس للحجر فقط
ملاحظة: معظم او اغلب محللي السياسة وخاصة الفلسطينيين يمارسوا النفاق السياسي عند الظهور على شاشات التلفزة …