اخبار المغرب

توقيع اتفاقية مغربية ـ كينية في العيون يعزز الوحدة الترابية للمملكة

استقبل إبراهيم بن ابراهيم، عامل إقليم بوجدور، الخميس بمقر ولاية العيون، محمد عدنان خليفة، رئيس مقاطعة مانديرا بكينيا، الذي يزور الأقاليم الجنوبية على رأس وفد رفيع المستوى، في إطار تفعيل الشراكات الثنائية والاطلاع على الوضعين السياسي والاقتصادي بالمنطقة.

وفي هذا الصدد، قال عامل إقليم بوجدور إن العلاقات السياسية بين البلدين الصديقين متميزة ويطبعها الاحترام والتفاهم والتكامل على الصعيدين الثنائي والدولي، مبرزا الأهمية التي توليها المملكة لتقوية علاقاتها مع البلدان الإفريقية في إطار الرؤية الاستراتيجية للملك محمد السادس.

من جهته، أعرب رئيس مقاطعة مانديرا بكينيا عن شكره لحفاوة الاستقبال الذي لقيه الوفد الكيني بمدينة العيون، مشيرا إلى أن “هذه الزيارة تعكس اهتمام مجلسه للتعرف على التطور الكبير الذي تشهده الأقاليم الجنوبية في مختلف المجالات”، معلنا رغبته في “الاستفادة من التجربة المغربية في القطاع الفلاحية والصناعية، خاصة في ظل الإكراهات الكبيرة التي تعانيها العديد من المناطق ببلاده على مستوى البنية التحتية”.

وعقب المحادثات التي حضرها على وجه الخصوص سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، عكف الوفد الكيني على توقيع اتفاقية إطار للشراكة بين مجلس جهة ومقاطعة مانديرا، بهدف تعزيز علاقات التعاون الثنائي في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.

شراكة استراتيجية

وتندرج هذه الاتفاقية التي وقّعها رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، ورئيس مقاطعة مانديرا بكينيا، بحضور أعضاء المجلسين، في إطار تعزيز التعاون اللامركزي بين المغرب وكينيا. كما ترتكز على مجموعة من المبادئ تشمل توطيد العلاقات جنوب جنوب بين المملكة المغربية وجمهورية كينيا، والتعاون الدولي اللامركزي في مجال الاستثمارات، وخاصة في قطاعات تدبير المياه والطاقة النظيفة، والسياحة والفلاحة والصيد البحري، وتقاسم تجربة التطور الاقتصادي والأوراش التنموية الكبرى المنجزة بجهة العيون الساقية الحمراء مع مقاطعة مانديرا بكينيا.

ووفق معطيات جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن الطرفين يلتزمان بموجب هذه الاتفاقية بتوفير الدعم المؤسساتي والإداري لتنفيذ بنود الوثيقة، وتنظيم استقبالات لوفود من البلدين في إطار زيارات متبادلة، وتوفير المعطيات والبيانات اللازمة والوثائق الضرورية لإنجاح الشراكة والتعاون بين الطرفين.

ولتنفيذ هذه الاتفاقية، سيتم وضع الإطار التنفيذي لها من قبل لجنة القيادة والتتبع. كما سيتم تنفيذ برنامج الاتفاقية عبر خطة عمل متفق عليها بين الجانبين، وإعداد تقارير دورية مشتركة لعرضها أمام لجنة القيادة.

ويشمل مجال تنفيذ الاتفاقية كافة الأنشطة الاقتصادية، لا سيما قطاعات تدبير الماء والطاقات المتجددة والنظيفة. كما يمكن تحديد مجالات أخرى ذات أولوية تهم استكشاف المياه الجوفية وحفر الآبار، وإنشاء السدود والبحيرات التلية، وتشييد مرافق لتخزين المياه ومشاريع معالجة المياه العادمة، وتحسين ربط التجمعات السكنية بشبكات أنابيب الماء الشروب.

كما يهم مجال تنفيذ هذه الاتفاقية إدماج الطاقة النظيفة والمتجددة في تدبير المخططات الزراعية، وتبادل الخبرات في مجال الطاقة الشمسية والريحية، وبناء قدرات الموظفين التقنيين في المجال البيئي وتدبير المياه والطاقة، وبرمجة وتنظيم زيارات متبادلة للمنتخبين والفعاليات الاقتصادية ذات الصلة بالمجالات المذكورة.

وعلى هامش توقيع هذه الاتفاقية، تابع أعضاء الوفد الكيني عرضا تم خلاله تسليط الضوء على الدينامية التنموية التي تشهدها هذه الجهة في مختلف المجالات، ومشاريع البنية التحتية الكبرى التي تحققت بهذه المنطقة، إلى جانب عرض حول برنامج التنمية الجهوية (20222027) والذي يشمل مختلف مشاريع التنمية المدرجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.

تعزيز التعاون

وتعليقا على الزيارة الأولى من نوعها للوفد الكيني إلى مدينة العيون، عبّر محمد عدنان خليفا، رئيس مقاطعة مانديرا بجمهورية كينيا، عن امتنانه العميق للمملكة المغربية، وعلى رأسها الملك محمد السادس، مشيدا بحفاوة الاستقبال وعمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين. كما توجه بالشكر إلى رئيس جهة العيون الساقية الحمراء على دعمه القوي لإنجاح هذه الشراكة، وللسفير المغربي في نيروبي على الجهود التي بذلها لتسهيل محطات هذه الزيارة.

وأكد المسؤول الكيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الزيارة تندرج في إطار تعزيز التعاون بين مقاطعة مانديرا وجهة العيون الساقية الحمراء”، لافتا إلى أن “الاتفاقية الموقعة اليوم تمثل خطوة استراتيجية للاستفادة من التجربة المغربية الرائدة، خصوصا في مجالات الطاقات المتجددة وإدارة الموارد المائية”.

وأضاف رئيس مقاطعة مانديرا بجمهورية كينيا: “نطمح إلى الاستفادة من الخبرات المغربية في مجال تجميع المياه واستغلالها، خاصة في ظل التحديات المناخية المشتركة بين المنطقتين”.

وأورد المتحدث أن التشابه المناخي بين مقاطعة مانديرا ومنطقة العيون يشكل أرضية ملائمة لتبادل المعرفة والتجارب ونقل التكنولوجيا، مبرزا أن “الاتفاقية ليست مجرد وثيقة، بل هي بداية مسار طويل من التعاون الفعلي، الذي سيمكن من تعزيز التنمية المحلية في كلا الجهتين”.

وختم خليفا تصريحه لهسبريس بالتأكيد على أن هذه الشراكة تأتي في سياق الدينامية التي تعرفها العلاقات المغربيةالكينية، تحت إشراف القيادتين السياسيتين للبلدين، بما يعزز آفاق التنمية المستدامة والتعاون جنوبجنوب.

التغيير الإيجابي

من جانبه، قال سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، إن الاتفاقية الموقعة اليوم مع الجانب الكيني هي نتاج لمشروع تمت دراسته بتأنٍ والاشتغال على نتائجه لمدة سنة كاملة طبقا للتوجيهات الملكية في هذا الشأن.

وأضاف ولد الرشيد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن حضور الوفد الكيني بعاصمة الأقاليم الجنوبية وتوقيعهم على اتفاقية إطار مع الممثلين الشرعيين لساكنة المنطقة هو تعبير واضح لبداية التغيير الإيجابي في الموقف الكيني من نزاع الصحراء المغربية وتراجع صريح عن دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية”.

ولفت رئيس الجهة الانتباه إلى أن الوفد يتطلع من خلال إبرام الاتفاقية إلى تحقيق تعاون مثمر وبنّاء بين الجانبين، يقوم على تبادل الخبرات في مجالات حيوية تشمل تدبير الموارد المائية والطاقة النظيفة والاستثمار في القطاعات الإنتاجية، بما ينسجم مع التوجهات التنموية الكبرى التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأكد ولد الرشيد أن الاتفاقية تعكس انفتاح جهة العيون الساقية الحمراء على شراكات دولية جديدة، خاصة مع الدول الإفريقية، في إطار سياسة التعاون جنوبجنوب التي أرساها الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن “هذه الشراكة لن تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل ستمتد إلى مجالات أخرى كالتكوين وتعزيز القدرات، مما سيساهم في خلق دينامية تنموية متكاملة”.

وختم حديثه لهسبريس بالتأكيد على أن “هذه الاتفاقية هي خطوة عملية نحو تعزيز موقع جهة العيون الساقية الحمراء كشريك استراتيجي في القارة الإفريقية”، مبرزا أن “العلاقات المغربيةالكينية تتجه نحو مزيد من التقارب والتنسيق بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين”.

وعلى صعيد آخر، قام الوفد الكيني، الذي يضم في تشكيلته كل من حسين أدم سومو، محافظ مقاطعة مانديرا، وإلياس رحمة سعيد، وأحمد عبد القادر، وراشد مهدي حاجي، وسورو أحمد حسن، وإسحاق فيصل، ومحمد آدم، وعمر محمد، بزيارة ميدانية شملت عددا من أهم الأوراش التنموية بالمدينة، حيث اطلعوا عن كثب على الجهود المبذولة لضمان التنمية الشاملة والمندمجة للجهة، كما زاروا محطة تحلية المياه، والميناء الفوسفاطي.

حري بالذكر أن أعضاء الوفد سيواصلون زيارتهم لمدينة العيون بجولة ميدانية لعدد من المشاريع المهيكلة تشمل مدينة المهن والكفاءات ومركب الطاقة الشمسية “نور العيون” والقرية الرياضية.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *