اخبار السودان

حزب الأمة وحكومة المنفى

عوض كفي

عوض كفي

 

تستضيف نيروبي هذه الأيام فئة مارقة من الساسة السودانيين ، إرتأوا تكوين حكومة لهم في المنفى أو في مناطق سيطرة الدعم السريع ، زعماً منهم بان بوسع هذه الحكومة أن تسحب الشرعية من حكومة البرهان ، حتى وإن كانت هذه الحكومة ستفشل في مراميها وأهدافها ومقاصدها ، الا أنه من المعيب على دولة أفريقية شقيقة مثل كينيا أن تستضيف هكذا ثلة من النفعيين هدفهم إزكاء نيران الحرب وتقسيم السودان .

في تقديري لا أعتقد بان هناك دولة رشيدة عاقلة سوف تعترف بهكذا حكومة وهمية ، ديدنها قتل الأبرياء ، وإحتلال منازل المواطنين ونهب متتلكاتهم ، وحرق الأعيان المدنية . من يضع يده في يد الدعم السريع يعتبر خائن للوطن حتى وإن كان معارضاً لنظام الاخوان أو العسكر في السودان.

من هذه المقدمة أسأل قيادات حزب الأمة القومي  هذا الحزب العريق ، كيف سمح لرئيسه بأن يكون ضمن الذين سيوقّعون على ميثاق حكومة تمزيق وتشتيت وحدة السودان ؟ على حزب الامة القومي على الاقل لكي يدرأ التهمة التي لصقت بالحزب بانه داعم أساسي للدعم السريع ، وليثبت للسودانيين عدم تأييده للدعم السريع ، أن يتّخذ قراراً عاجلاً بفصل ومعاقبة رئيس الحزب فضل الله برمة ناصر ، بسبب هذا التوجه الذي يمكن أن يوصف بانه يغرد خارج سرب حزب الامة ، هذا التاريخ العريق لحزب الامة سيلوِّثه هذا المارق إن لم تستعجل قيادات الحزب وتتخذ قراراً عاجلاً في شأن رئيس الحزب ، الذي يضع الآن يده في يد الخائن عبد الرحيم دقلو.

أما بالعودة الى من يرون بأن هذه الحكومة لا قيمة لها ، فعلاً هي كحكومة منفى لاوزن ولا قيمة لها ، ولكن قد تجد فرصة في إطالة أمد الحرب لاسيما في منطقة دارفور وغرب السودان عامة ، اذا وجدت من يناصرها من أمراء الحرب ومافيا تجار السلاح وخاصة اذا اعترفت بها على الاقل دولة أو دولتين افريقيتين، على الأقل يمكن أن تجد اعترافا من الدولة المضيفة لأنها لم تكن معترفة بها لما سمحت بانقاد هذا المؤتمر على أراضيها ، وقد تعترف بها تشاد نكاية بحكومة السودان التي ليست بينهما وبين السودان علاقات وطيدة.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *