عين العالم على دبلوماسية الحل في أوكرانيا انطلاقا من الخليج

تشهد دول الخليج، وخاصة الإمارات والسعودية، حراكا دبلوماسيا كبيرا يشد أنظار العالم إليه بحثا عن حل سياسي للحرب في أوكرانيا، في وقت يتساءل فيه المتابعون لهذا الحراك إن كان الحل سيأتي بشكل مباشر من الإمارات التي زارها رئيس أوكرانيا أم أن السعودية لن تفوّت فرصة لعب دور في الحل مع إرسال فريق أوكراني إلى الرياض.
وعكس اللقاء الذي جمع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رهانا أوكرانيا على أن الحل في أبوظبي التي تمتلك علاقات وثيقة مع مختلف الأطراف تمكنها من تأمين وساطة واقعية تنتهي إلى إرضاء طرفي الأزمة، وهو المسار الذي راهنت عليه الإمارات خلال تدخلها في مختلف الملفات.
وأكد الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء حرص الإمارات على “دعم كل ما من شأنه إيجاد تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية ومواصلة العمل على تخفيف التداعيات الإنسانية لها”.
إلى حد الآن يقتصر مسار السعودية على تأمين لقاء ترامب وبوتين، فيما ترشح الإمارات للعب دور رئيسي في مسار السلام بين موسكو وكييف
وشدد على “نهج دولة الإمارات الداعم للحلول السلمية للأزمات لمصلحة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم من منطلق إيمانها بأن التنمية لا تتحقق إلا في ظل الاستقرار”.
وتمتلك الإمارات علاقات متقدمة دبلوماسيا واقتصاديا مع مختلف الأطراف المعنية بوقف الحرب سواء الولايات المتحدة أو روسيا أو أوكرانيا، ولها معرفة جيدة بالملف الأوكراني وقنوات تواصل مفتوحة مع طرفي الحرب، وسبق أن شاركت من موقع الوسيط في تبادل الأسرى، وقدمت مبادرة لوقف المعارك وفتح الباب أمام المفاوضات السياسية وحظيت بالقبول، ما يجعلها المرشح البارز لهذه المهمة.
وتضمنت المبادرة دعوة إلى وقف إطلاق النار كخطوة أولى ثم فتح قنوات التفاوض بين الجانبين دون شروط مسبقة، والتركيز على الجوانب الإنسانية، خاصة ما تعلق منها بتبادل الأسرى وتأمين عودة الناس إلى الحياة العادية في مناطق الاشتباك الحالي، في مرحلة أولى، ثم التفاوض على بقية الملفات الخلافية.
وقال زيلينسكي إن الأولوية القصوى لزيارته إلى الإمارات هي ضمان “تمكين المزيد من مواطنينا من العودة إلى ديارهم من الأسر،” وأن “وساطة الإمارات أنقذت الكثير من الأرواح.“
ويعتقد المراقبون أن هذه العناصر تتيح للإمارات أن تكون مركز الوساطة الرئيسي لحل الأزمة الأوكرانية، ومن المرجح أن تستضيف قمة بين الرئيس الأوكراني والرئيسي الروسي فلاديمير بوتين خاصة في ظل الغموض الذي يعتري مسار السعودية بشأن قمة بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وإلى حد الآن، يقتصر مسار السعودية على تأمين لقاء بين ترامب وبوتين، مثلما أشار إلى ذلك الكرملين بالقول إن المحادثات بين الجانبين “ستُخصص في المقام الأول لإعادة بناء العلاقات الروسية الأميركية في كل المجالات”.
المصدر: صحيفة الراكوبة