جهادي مغربي يكشف “تورط” المخابرات الإسبانية في الهجوم الإرهابي ببرشلونة

في جلسة تحقيق بالبرلمان الإسباني، فجر محمد حولي شملال، الناجي الوحيد من الخلية الإرهابية التي نفذت هجمات برشلونة وكامبريلس 2017، مفاجأة من العيار الثقيل، حيث اتهم المخابرات الإسبانية بالتورط في الهجمات، زاعما أن الإمام عبد الباقي السطي كان على علاقة معها.
وفي شهادته أمام لجنة التحقيق، الخميس الماضي، قدم شملال نفسه كضحية، محملا الإمام السطي والمخابرات الإسبانية مسؤولية الهجمات التي أودت بحياة 16 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين. وذكر أن المخابرات كانت على علم بنوايا الإمام، لكنها سمحت له بالتلاعب بهم.
وقال شملال بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسبانية إن “المخابرات الإسبانية (CNI) كانت على علم بنيات الإمام وسمحت له بالتلاعب بعقولنا”، مضيفا: “أقول هذا الآن ولم أقله من قبل خوفًا من الانتقام أو من أن يضرني، لكنني الآن مدان وليس لدي ما أخسره”.
وفي يناير الماضي، كشفت تقارير رفعت عنها السرية أن الإمام السطي كان مخبرا للمخابرات الإسبانية، لكن تم استبعاده بسبب “افتقاره للمصداقية”. وقد تم الكشف عن هذه التقارير بضغط من حزب “جونتس”، الذي يشكك في الرواية الرسمية للأحداث.
وأثارت شهادة شملال ردود فعل متباينة في الكونغرس الإسباني. فقد اتهمته بعض الأحزاب بمحاولة تبرئة نفسه وتضليل العدالة، في حين دافع عنه البعض الآخر. بينما انسحب الحزب الشعبي من الجلسة احتجاجا على ما اعتبره “مهزلة” و”استعراضًا” يهدف إلى خدمة مصالح سياسية.
وأكد شملال بأنه أدلى بتصريحاته من أجل “العثور على الشخص الذي سمح للإمام بالتصرف دون قيود”، مضيفا: “أنا في السجن، لكن الذين كان من المفترض أن يراقبوا الإمام ليسوا كذلك”، مصرًّا على موقفه.
بالمقابل، أصر عدد من النواب على شملال لتقديم أدلة تدعم إدعاءاته، خصوصا وأنه ظهر في سلسلة من مقاطع الفيديو المسجلة من قبل الإرهابيين في شارع لارامبلا أثناء تصنيعهم للمتفجرات، حيث يُسمع وهو يقول: “وعدنا الله بالجنة، أما أنتم فإلى الجحيم”.
ورد شملال قائلا: “محمد هيشامي أخبرنا يومًا أنه في بعض الأحيان عندما كانوا يلتقون بالإمام، كان يخبرهم بأن عليهم المغادرة لأن عملاء من المخابرات الإسبانية (CNI) قادمون”، وهي تصريحات لم يسبق له الإدلاء بها لا أمام قوات الأمن ولا أثناء المحاكمة التي حُكم عليه فيها بالسجن لمدة 43 عاما.
شملال الذي أصرّ على ندمه ورغبته في التعاون، لم يُجب عن الأسئلة المتعلقة بالإعداد للهجمات، لكنه أكد أن هناك ثلاثة أشخاص فقط كانوا في منزل “ألكانار” الذي استُخدم لتجهيز المتفجرات وانفجر لاحقًا. كما أشار إلى احتمال أن يكون الإمام قد تمكن من الفرار عبر النافذة، قائلاً: “يقولون إنه لا يُعرف ما إذا كان قد مات أم لا، وأنا لا أعرف أيضًا”.
بينما قالت نائبة عن حزب الشعب: “جاء هذا الإرهابي إلى هنا ليعزز نظرية المؤامرة المجنونة بأن الدولة لم تمنع عمداً، بل ربما سمحت، بوقوع مجزرة إرهابية للإضرار بالقضية الانفصالية”. وأكدت أن هذه الجلسة تمت “لإرضاء حزب جونتس” ولتمكين بيدرو سانشيز من البقاء في منصب رئيس الحكومة.
يشار إلى أنه في نونبر 2023، أكد القضاة الحكم الصادر عن المحكمة الوطنية، والذي قضى بإدانة محمد حولي شملال (43 عامًا) ودريس أوالكبير (36 عامًا)، كما خُفِّضت عقوبة سجن سعيد بن إعزة إلى سنة ونصف، وذلك بسبب انتمائهما إلى الجماعة الإرهابية، وصناعة المتفجرات أو حيازة المواد اللازمة لذلك، إضافة إلى مسؤوليتهما عن الأضرار والإصابات الناجمة عن انفجار منزل ألكانار، حيث كانوا يجهزون لهجمات ضد مواقع بارزة في برشلونة.
المصدر: العمق المغربي