اخبار المغرب

“عقم تهديفي”.. حصيلة مخيبة لمهاجمي البطولة الوطنية بعد مرور 20 جولة

بعد مرور 20 جولة من منافسات البطولة الوطنية، يظل العقم التهديفي هو العنوان الأبرز الذي طغى على المشهد الكروي المحلي. إذ كان من المنتظر أن تكون المنافسة محتدمة على صعيد التهديف في مستوى أعلى، إلا أنها توقفت عند 8 أهداف فقط بعد كل هذه الجولات.

وتطرح هذه الإحصائية الضعيفة مجموعة من التساؤلات حول خطط المدربين الدفاعية، أو ضعف استغلال اللاعبين للفرص المتاحة، أو انعدام التحفيز من الجهات المسؤولة.

فمع بلوغ الثلث الأخير من الدوري الاحترافي، عرفت صدارة الهدافين تسجيل 24 هدفًا مشتركة بين أنس المهراوي، لاعب النادي المكناسي، شيخنا ساماكي من أولمبيك آسفي، ومحمد رايحي مهاجم نادي الوداد الرياضي، وذلك برصيد 8 أهداف لكل منهم، ما يؤكد استمرار المشاكل الهجومية كما انتهت في المواسم السابقة.

وبهذه الأرقام الحالية، فقد تواصل العقم الهجومي لموسم إضافي، كما حدث في مجموعة من النسخ الماضية، حينما توج يسري بوزوق هدافًا برصيد 14 هدفًا فقط خلال الموسم الماضي، بالإضافة إلى تتويج المهاجم الودادي بولي صامبو جونيور خلال موسم 2023 برصيد 13 هدفًا، بمعدل يؤكد احتياجهم لأكثر من مباراتين لتسجيل هدف وحيد.

العقم التهديفي

تبرهن حصيلة المهاجمين على مجموعة من المشاكل التي أدت إلى هذا الإخفاق التهديفي، الذي يعود لمجموعة من الأسباب مثل الضعف التقني الذي يؤدي إلى إهدار الفرص، أو توجيهات المدربين حول التكثل الدفاعي وعدم المبالغة في تشكيل خطورة على الخصوم من خلال البناء الهجومي ومحاولة رفع نسق المباريات.

وأكد المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف، أن ضعف التهديف هو من أهم المشاكل التي تضعف من مستوى البطولة الوطنية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يعود لمجموعة من الأسباب المتنوعة.

وقال أوشريف في تصريح لجريدة “العمق”، إن “مشكلة التهديف هي سبب من الأسباب التي تُضعف البطولة من الناحية التقنية، وهذا مشكل يعود لسنوات ولم يتم حله من قبل المسؤولين عن الكرة، وهذا الحل يتطلب مجموعة من السنوات لتكوين مهاجمين في المستوى والعمل معهم بطريقة احترافية من أجل المواسم المقبلة، ولتحسين مستوى اللاعبين”.

وأضاف أن “المسيرين يرتكبون أخطاء ولا يجتهدون لإنشاء مراكز تكوين، لأن التكوين هو سبب مباشر لعدم توفر مهاجمين في المستوى، وذلك من خلال تفكير المسير في الفريق الأول فقط دون التطرق لتكوين اللاعبين”.

وتابع: “إن غياب المهاجم الهداف يعود أيضًا لغياب الأطر ذات الكفاءة والمنقبين أصحاب الدقة الذين يعرفون المواهب منذ صغر سنهم، ولا يمكننا الحكم على المؤطرين نظرًا لفرضية عدم اجتهادهم، ما يطرح إشكالية عدم توفر مهاجم صريح”.

واستطرد متطرقًا لموضوع اجتهاد اللاعبين وخوف المدربين من الإقالة: “بالنسبة للاعبين، فقد غاب عنا المهاجم المجتهد، مقارنة بالسنوات الماضية حينما كنا نرى إضافة حصص تدريبية مكثفة للمهاجمين من أجل العمل على تسجيل الأهداف. واللاعب أيضًا مطالب بالاحتراف من خلال العمل الجاد وعدم الوقوع في الأخطاء الفردية.

ولفت إلى  أن المدربين يخافون من الإقالة والوقوع في النتائج السلبية، وذلك من خلال ظهور عودتهم للخلف في مجموعة من المباريات، خصوصًا حينما يتم إشراك المدافعين، الأمر الذي يمنعهم من التألق والتسجيل. لذلك، حتى المدرب يتحمل المسؤولية التي تعود إلى مجموعة من الأسباب منها الضغط الكبير الذي يطالهم”.

وواصل شارحا: “المسير لا يضع ثقته في المدرب لتحقيق منتوج كروي في المستوى، كما أننا لا نرى التحفيز الكامل من خلال منح مكافأة مالية مقابل تسجيل عدد من الأهداف أو تقديم مساهمات تهديفية، وهذا ما يغيب عن عقود اللاعبين وما يغيب الإبداع والتحفيز عنهم”.

وخلص المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف، إلى أنه ” لا ننسى أن مسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يتحملون جزءًا من المسؤولية لعدم تقديمهم جائزة أفضل لاعب في المباراة، وهذه كلها عوامل تساهم في استمرار العقم التهديفي للاعبين، علماً أننا نتوفر على أفضل ملاعب القارة، ويجب العمل على تطوير اللاعبين قبل مغادرتهم وتألقهم في باقي الدوريات الأخرى”.

يذكر أن أفضل حصيلة في المواسم السبعة الأخيرة تعود لمحسن ياجور ولابا كودجو خلال موسم 2018/19، حينما تمكنا من تسجيل 19 هدفًا.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *