طحنون بن زايد.. سيد الظل وصانع إمبراطورية الأمن والتجسس في الإمارات
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2025/02/طحنون-بن-زايد.webp.webp)
وطن طحنون بن زايد، الرجل الغامض الذي يقف وراء أهم الملفات الأمنية والاستخباراتية في الإمارات، يعد أحد أكثر الشخصيات نفوذًا وتأثيرًا داخل البلاد وخارجها.
شقيق رئيس الإمارات محمد بن زايد ومستشاره الأمني الأول، طحنون يُوصف بأنه “رجل الظل”، حيث يدير شبكة استخباراتية واقتصادية ضخمة تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات، تمتد عبر مجالات الأمن، التجسس، الذكاء الاصطناعي، والاستثمارات العالمية.
منذ أن تولى طحنون بن زايد منصب مستشار الأمن الوطني، عزز مكانته كصانع قرار رئيسي في السياسة الإماراتية، ليس فقط على المستوى الداخلي، بل في الإقليم والعالم. فهو العقل المدبر للعديد من التحركات الأمنية والعسكرية التي خاضتها الإمارات، بدءًا من عملياتها في اليمن، حيث لعب دورًا بارزًا في التخطيط لعاصفة الحزم، إلى التدخل في ليبيا ودعم المليشيات المسلحة، وحتى علاقاته المتشابكة مع إسرائيل في مجال الأمن والتكنولوجيا، خاصة فيما يتعلق بأنظمة المراقبة والتجسس.
إحدى أبرز أدوات طحنون للنفوذ كانت مجموعة “رويال جروب”، الإمبراطورية الاقتصادية التي بناها خلال العقود الماضية، والتي جعلته أحد أغنى الشخصيات العربية. تضم هذه المجموعة شركات ضخمة تعمل في مجالات متعددة، أبرزها شركة “تراست العالمية”، الذراع الدفاعي للإمارات والمسؤولة عن صفقات الأسلحة وتمويل المليشيات في مناطق النزاعات. كما كان طحنون وراء مشروع “جزيرة الريم”، التي لم تكن مجرد واجهة اقتصادية، بل منصة لتغطية مشاريعه الأمنية والتجارية الكبرى.
في مجال المراقبة والتجسس، قاد طحنون الإمارات إلى مستوى جديد من السيطرة الأمنية عبر برنامج “عين الصقر”، النظام الإسرائيلي الصنع الذي حول الإمارات إلى دولة مراقبة شاملة، حيث يتم تتبع المواطنين والمقيمين في كل تحركاتهم. لم يكن هذا البرنامج إلا جزءًا من مخطط أوسع لجعل الإمارات مركزًا عالميًا لتقنيات التجسس، ما جعلها شريكًا رئيسيًا في برامج الأمن الإلكتروني مع إسرائيل والولايات المتحدة.
امتدت إمبراطورية طحنون إلى قطاعات لم يكن يُتوقع أن تتداخل فيها السياسة والأمن مع المال، حيث تمكن من إنشاء شبكة استثمارات ضخمة تشمل شركات عالمية مثل “سبيس إكس” لإيلون ماسك، وعلامة الملابس الخاصة بالمغنية ريانا، فضلًا عن أسهم في نادي مانشستر سيتي وعشرات القصور الفاخرة حول العالم.
بفضل هذه الإمبراطورية، أصبح طحنون بن زايد واحدًا من أكثر الشخصيات نفوذًا في العالم، وفقًا لصحيفة “بلومبيرغ”، التي وصفته بأنه “أحد أكثر صانعي الصفقات نفوذًا في العالم”. فهل يمثل طحنون مجرد رجل أعمال بارع، أم أنه يُعيد تشكيل المنطقة وفق أجندة إماراتية تخدم طموحات شقيقه محمد بن زايد؟
طحنون بن زايد “رجل التريليون ونصف دولار” الذي وضع يده على خزائن الإمارات