أفادت وسائل إعلام إيطالية بأن مصالح الأمن شنت، فجر أمس الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة وسط صفوف المافيا، لم يسبق لها مثيل منذ 40 سنة.
عاشت “كوزا نوسترا”، أمس، يوما أسود بعد اعتقال 147 فردا منها في عمليات متزامنة للشرطة الإيطالية في صقلية ومدن إيطالية أخرى، بعد تحقيقات دامت سنتين.
ووجهت للموقوفين تهم ثقيلة تتعلق بمحاولة القتل العمدي، الابتزاز، ترويج المخدرات وغيرها.
وكشفت مصالح الشرطة الإيطالية، في بيان لها، أنه تم تجنيد 1200 شرطي لإنجاح العملية تحت وصاية نيابة مدينة باليرمو.
وحسب الشرطة دائما، المداهمات أثبتت أن “كوزا نوسترا” تأقلمت مع التطور التكنولوجي، فتم حجز هواتف متطورة تسمح بإجراء اتصالات مشفرة.
طريقة التواصل هذه، تضيف الشرطة الإيطالية في بيانها، لا تسمح فقط بتأطير النشاطات المشبوهة، بل أيضا التواصل بين مختلف زمر المافيا لفض النزاعات بينهم بطرق ودية، دون اللجوء إلى لقاءات جسدية تكون محفوفة بالمخاطر.
وفي تعليق لها عن العملية، قالت رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، جورجيا ميلوني: “وجهت لكوزا نوسترا ضربة موجعة، مكافحة المافيا لن تتوقف”.
وحسب وسائل الإعلام الإيطالية، فإن آخر عملية من هذا الحجم تمت سنة 1984، بتوقيف 346 من المافيا، بفضل المعلومات التي قدمها التائب توماسو بوسكيتا، ومَثُل هؤلاء أمام القضاء سنة 1986، وصدر في حق 19 منهم أحكام بالمؤبد.
ما معنى “كوزا نوسترا”؟
استعملت هذه التسمية لأول مرة سنة 1963، لما كشف عنها التائب في المافيا الإيطالية بالولايات المتحدة الأمريكية، جو فالاتشي، حيث يكون ظهر لأول مرة، رغم أن التائب، سنوات الثمانينيات، توماسو بوسكيتا، قال إن هذه العبارة تستعمل أيضا في صقلية.
وتعني التسمية، حسب روايات مختلفة، “شيؤنا” أو “قضيتنا”، أو “بيننا”، وأن المافيا لا تقبل أعضاء غير الإيطاليين.
