اخر الاخبار

التفجيرات النووية واحدة من “أبشع الجرائم ضد الإنسانية”

أكد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أن التفجيرات النووية في الجنوب الجزائري، تعد “واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية والتي مارستها فرنسا الاستعمارية في الصحراء الجزائرية في 13 فيفري 1960 بعد أن قامت بتجارب نووية أحدثت كارثة بشرية وطبيعية لا تزال إلى اليوم تشوه الأرض والنسل وتحصد الأرواح البريئة”.

و أوضح، قوجيل في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس المجموعة البرلمانية للأحرار، بطاهر لزرق، في افتتاح الأسبوع الثقافي والتاريخي الـ 25 حول الثورة التحريرية الذي تنظمه جمعية “مشعل الشهيد” بقصر الثقافة مفدي زكرياء أن في “شهر فبراير تتزاحم أحداث التاريخ في الذاكرة الوطنية وتعيد إلى الواجهة جنون الانتقام الاستعماري ونزيف الدم الذي خلفه في ساقية سيدي يوسف في 08 فبراير 1958 ..وتعيد أيضا ذكرى واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية والتي مارستها فرنسا الاستعمارية في الصحراء الجزائرية في 13 فيفري 1960 بعد أن قامت بتجارب نووية أحدثت كارثة بشرية وطبيعية لا تزال إلى اليوم تشوه الأرض والنسل وتحصد الأرواح البريئة”.

وتابع رئيس مجلس الأمة خلال هذا اللقاء الذي يندرج في إطار إحياء اليوم الوطني للشهيد المصادف لـ 18 فيفري، يقول “لقد حولت فرنسا الاستعمارية منطقة رقان الشاسعة الساحرة إلى موقع نووي يبث رعبا ومعاناة دائمة ومكب نفايات نووية ينخر الأجساد بالأمراض الخطيرة ولا تزال هذه الجريمة النكراء تسقط شهداء جدد ضحايا للعنجهية الاستعمارية المزمنة وتدل مجددا على المآسي المستدامة والخراب الذي يستعصي على الإصلاح كنتيجة للفعل الاستعماري المنفلت من التجريم والعقاب”.

وقال قوجيل إن “جرائم الاستعمار الفرنسي المدعي للحرية والأخوة والمساواة متنوعة في بشاعتها متعددة المناهج ومختلفة في الممارسات التي تناقض القيم الإنسانية لكنها تشترك في دناءة الغاية والوسيلة.. فقد ارتقى شهداء الجزائر الأبرار بالقتل والتعذيب والتفجير والتهجير والاختطاف والرمي في البحر والإعدام في السجون والمعتقلات.. لذلك لم يحظ كل شهيد بقبر بل هناك الكثير ممن فقدوا فدفنوا أمواتا أو أحياء في أماكن مجهولة وقد عرفت الكثيرين منهم”.

وأضاف رئيس مجلس الأمة أنه “حين نتحدث عن شهداء بلا قبور نستحضر رفات زعماء المقاومة الشعبية الذين احتجزت جماجمهم في قبور المتاحف الفرنسية واستعادتها الجزائر بعزة وإباء في احتفال رسمي مهيب بإشراف وتوجيه من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون والذي بلغ وفاءه للذاكرة الوطنية مبلغا ساميا حين حرر الشهداء من آخر القيود وأعادهم إلى أرضهم الحرة التي خاضوا ملاحم عظيمة من أجل سيادتها واستقلالها، ليرقدوا على ترابها بعزة وسلام”.

وأضاف قوجيل: “تاريخ ثورتنا المجيدة ورموزها وشهدائها وأحداثها وانتصاراتها يطول فيه الحديث ولن ينتهي.. إنه يعود ليس فقط كذكريات تاريخية للعبرة والفخر بل واقع معيش وانتصارات متجددة تتجسد أمام أعيننا في الجزائر النوفمبرية المنتصرة دوما وأبدا.. الشهداء ليسوا فقط تحت تراب يهال على أجسادهم النقية بل هم محفوظين في قلوبنا معرفين في ذاكرتنا معنيين بوفائنا ويشكلون جزء عميقا من هويتنا الوطنية بكل مكوناتها.”

وأكد قوجيل أن “الشهداء لا يفقدون وإن كانوا بلا قبور بل يعودون في رسالتهم الخالدة التي ترسم سياساتنا وتحدد مواقفنا وخياراتنا وترسم حاضرنا ومستقبلنا في جزائر حرة قوية مزدهرة وتعزز عزمنا وإصرارنا على إنجاح النهضة التي انطلقت بها في كافة المجالات”.

وشدد رئيس مجلس الأمة أن “كل المواقف السيادية للجزائر النوفمبرية هي في عمقها تجسيد لبيان أول نوفمبر ووفاء لعهد الشهداء وحفظ لأمانتهم الغالية ودفاع عن إرثهم التاريخي الذي تواجه الكولونيالية الجديدة صعوبات في استيعاب عظمته وقوة تأثيره وامتداده بين كافة فئات الشعب الجزائري وعلى مر كل الأجيال المتعاقبة، فما زالت لوبياتها المتطرفة الحاقدة تحاول عبثا توقيف عجلة التاريخ من أجل اجترار أمجاد عنصرية زائفة”.

وذكر صالح قوجيل أنه ” قبيل الاحتفال باليوم الوطني للشهيد نستشعر القداسة التي ترافق ذكرى ملايين الشهداء الذين سقوا هذه الأرض الطاهرة بدمائهم الزكية ودفعوا أرواحهم ثمنا نفيسا من أجل الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال. قوافل من الشهداء الذين سقطوا في ساحات الشرف وخاضوا معارك ضارية ضد أكبر قوة استعمارية آنذاك سلاحهم الإيمان بعدالة القضية وتشبعهم بعقيدة النصر وتمسكهم بالوحدة الوطنية التي جمعت الجزائريات والجزائريين تحت راية واحدة ومن أجل غاية واحدة”.

من جهته استعرض رئيس جمعية مشعل الشهيد، محمد عباد، برنامج الندوات والتظاهرات المبرمجة على غرار تنظيم منتدى الذاكرة بجريدة المجاهد حول ” الإعلام والذاكرة من مواجهة الإعلام الثوري ضد الدعاية الفرنسية إلى فضح الاستعمار”، تخصيص يوم تطوعي تحت شعار “شجرة لكل شهيد” بولاية تلمسان، تنظيم ندوة تاريخية حول “مشاركة المرأة الريفية في الثورة التحريرية” ببجاية، وقفة عرفان للشهداء وتسليم وسام الذاكرة لشخصية وطنية بباتنة، تدشين معرض للزخرفة والخط تكريما لابن الشهيد الفنان عبد القادر مزوان بالجزائر العاصمة…

للإشارة تنظم جمعية “مشعل الشهيد ” فعاليات الأسبوع الثقافي والتاريخي الـ 25 حول الثورة التحريرية (1119 فيفري الجاري)، بالتنسيق مع مديرية التربية للجزائر وسط و قصر الثقافة مفدي زكريا و ذلك تحت شعار “اخواني وداعا .. لا تنسوا الشهداء” تخليدا لشهداء بلا قبور، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد المصادف لـ 18 فيفري من كل سنة.

ونشط الافتتاح الرسمي للتظاهرة فرق من تلاميذ المؤسسات التربوية التابعة لمديرية التربية للجزائر وسط التي أتحفت الحضور بمجموعة من الأناشيد والأشعار الوطنية المخلدة لبطولات الشهداء إلى جانب عروض مسرحية تروي محطات من نضال الشعب الجزائري وصموده وذلك بحضور شخصيات تاريخية وممثلي مختلف الهيئات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *