“عين على القدس” يناقش تداعيات تصريحات ترامب والموقف…
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2025/02/1739261653_220251111955687735400.jpg)
تم نسخ الرابط
وذكر تقرير البرنامج المعد في القدس أن تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة أحدثت صدمة واستغرابا عالميا، لاسيما أنها صدرت عن رئيس دولة يفترض أن تكون وسيطا للسلام وليس شريكا في تهجير البشر، مؤكدا أن هذه التصريحات أثارت صدمة وقلقا واسعا في الشارع المقدسي، الذي أبدى تخوفا واضحا من انعكاسات ذلك على مدينة القدس.
وأشار التقرير إلى أن تخوفات الفلسطينيين هذه، تأتي في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي في شتى مناحي الحياة بهدف تهجيرهم، وذلك من خلال الضرائب الباهظة التي تستهدفهم، وعمليات الهدم المتزايدة بشكل كبير، إضافة إلى نشر الحواجز والعمليات العسكرية في القدس والضفة الغربية.
من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل المسلماني، إن تضييقا واعتقالات وإبعادات ضد الفلسطينيين تمارس من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وإن الهدم مستمر بشكل يومي، لاسيما في بيت حنينا وشعفاط وسلوان وجبل المكبر، بالتزامن مع غلاء المعيشة وغيرها من سياسات الاحتلال التهجيرية.
ولفت إلى المناشدات الكبيرة من قبل المقدسيين للمجتمع الدولي بالتدخل والوقوف في وجه هذه السياسات المخالفة للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
واكد التقرير أن ما يفاقم معاناة المقدسيين أخيرا، هو دخول قرار حظر عمل وكالة عمل وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حيز التنفيذ في القدس، بالتزامن مع استلام الرئيس ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، اذ قرر الاحتلال إغلاق مقرات الأونروا في القدس، لاسيما المدارس والمراكز الطبية، ما يزيد من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات القدس والضفة الغربية.
وشدد على أن الموقف السائد في القدس واضح جدا، وهو الصمود في المدينة وحماية الأقصى حتى الرمق الأخير.
بدوره، قال مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات)، الدكتور هاني المصري، إن ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية على ما طرحه ترامب توضح رفض العالم كله لهذه التصريحات، حيث اعتبرها الجميع غير معقولة وغير مقبولة، ولا فرصة لها بالنجاح، إضافة إلى أن محاولة تطبيقها ستدفع المنطقة إلى حروب ومواجهات، مما يتناقض مع ما صرح به ترامب حينما قال إنه سيكون رجل سلام وسيوقف كل الحروب في العالم.
وأشار إلى أن تصريحات ترامب حول عدم صلاحية غزة للعيش كمبرر لتهجير الفلسطينيين عنها، أغفلت المسبب لهذا الدمار وهو دولة الاحتلال الإسرائيلي التي قامت بحرب إبادة جماعية ضد أهالي القطاع واستهدفت فيها البشر والشجر والحجر وكل شيء حي.
وحول الموقف الأردني ولقاء جلالة الملك عبدالله الثاني المرتقب مع الرئيس دونالد ترامب، قال رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأردني، النائب سليمان السعود، إن هذا الموضوع بالنسبة للأردنيين مصيري ووجودي، ويتعلق بأمنهم وهويتهم ووجودهم ووطنهم، إضافة لأهمية القضية الفلسطينية على مدار التاريخ بالنسبة للأردن، الذي يعمل كل ما بوسعه للحفاظ على الهوية الفلسطينية والإرث التاريخي للهاشميين في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأضاف السعود ان جلالة الملك موجود الآن في الولايات المتحدة، وهو يقف على أرضية واضحة، من خلال مكانته وثباته، وهو يعلم تماما ما يريد وبماذا يتحدث، وذلك من خلال عدة ثوابت، منها الموقع “الجيوسياسي” للأردن الذي يدرك العالم كله أهميته وأهمية الاستقرار السياسي فيه وتأثير ذلك على استقرار المنطقة كلها، وأن التصريحات التي خرجت حول تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر تنذر بحالة من عدم الاستقرار تنعكس سياسيا وامنيا واقتصاديا على العالم كله.
ولفت إلى أن من الثوابت المهمة في هذه القضية أيضا الموقف الإقليمي وموقف الدول العربية، حيث استنكر الجميع هذه التصريحات وعبروا عن دعمهم للأردن ولإقامة دولة فلسطينية، إضافة لرفض جميع هذه الدول للتهجير والتوطين وأي مساس بالقدس، التي تعتبر خطا أحمر بالنسبة لجلالة الملك، الأمر الذي عبر عنه في كل زياراته وفي جميع المحافل الدولية والتي كان آخرها في الأمم المتحدة.
وأشار السعود إلى الموقف الرسمي والشعبي الأردني في الوحدة الوطنية والالتفاف حول جلالته، والذي بدا واضحا من خلال المسيرات التي خرجت في جميع أنحاء المملكة بمدنها وقراها ومخيماتها، والتي شارك فيها كل المواطنين والأحزاب، حيث عبر الجميع عن ثقتهم بجلالة الملك ووقوفهم خلف قيادته.
وشدد على أن جلالة الملك عبدالله الثاني يستند في موقفه بالإضافة إلى مكانته الدولية وثقله السياسي وحنكته السياسية إلى قرارات الشرعية الدولية والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة التي تؤكد أهمية استقرار هذه المنطقة المربوط بشكل وثيق باستقرار الأردن.