سفير الصين: ندعم جهود الأمم المتحدة في ملف الصحراء ونراقب المشاريع الاستراتيجية للمغرب

أكد السفير الصيني بالمغرب، لي تشانغ لين، موقف بلاده الثابت من قضية الصحراء، مقرا بمساندة جهود الأمم المتحدة التي تهدف إلى حل هذا الملف.وأوضح السفير أن بلاده تدعم حلا سياسيا عادلا، مستداما، ومتوافقا عليه بين جميع أطراف النزاع، مشيرا إلى أن هذه هي السنة الخامسة على التوالي التي تصوت فيها الصين لصالح قرار الأمم المتحدة القاضي بتمديد ولاية بعثة “المينورسو” في الصحراء.

وشدد الدبلوماسي الصيني، في حوار خاص مع “العمق”، على أن السفارة الصينية بالرباط تتابع عن كثب تطورات هذا الملف، مؤكدا أن السفارة ترسل تقارير دورية إلى بكين من وقت لآخر، تتضمن مقترحات بناءة بشأن القضية.

وأضاف السفير: “قبل عامين، قرأت كتابا “الصحراء المغربية: الفضاء والزمان” للكاتب الفرنسي هوبير سيان، والذي قام بترجمته إلى اللغة الصينية الكاتب المغربي بوشيبة، إذ أن هذا الكتاب سيمكن الصينيين من التعرف بشكل أفضل على ملف الصحراء”.

وأشار إلى أن المغرب يتمتع بدبلوماسية ديناميكية، وقد أخذ زمام المبادرة في اقتراح مشاريع طموحة تهم القارة الإفريقية، مثل مشروع أنبوب الغاز المغربنيجيريا، والمبادرة الأطلسية، وغيرها، مؤكدا أن بلاده تتابع عن كثب تطورات هذه المشاريع الكبرى.

وفي سياق متصل، لفت إلى أن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، استعرض خلال زيارته للصين في بداية شهر شتنبر، عدداً من المشاريع أمام نظرائه الصينيين.

وأكد أن الصين تولي اهتماما كبيرا لهذه المشاريع، خاصة أنها تتشابه مع المبادرات التي أطلقتها الصين داخل القارة الإفريقية، مثل مبادرة “الحزام والطريق”، التي تهدف إلى تطوير البنى التحتية في عدة دول لتعزيز تنميتها.

وأضاف المتحدث قائلا: “لقد أكدت الصين في العديد من المناسبات استعدادها للدخول في شراكات لتنفيذ هذه المشاريع، وعلى أي حال، نحن ننظر إليها بإيجابية، ويمكننا الجلوس لمناقشتها بهدف تعزيز مشاركة الصين في تنفيذها، وكما ذكرت، لدينا رؤية مشتركة مع المغرب فيما يتعلق بالتعاون مع الدول الإفريقية”.

وفيما يتعلق بالعلاقات السياسية بين البلدين أوضح السفير الصيني أن الطرفين تربطهما علاقات دبلوماسية وسياسية قوية خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، كاشفا عن وجود مناقشات دورية فيما يتعلق بمجموعة من الملفات ذات الطابق المشترك.

وبخصوص التعاون الاقتصادي، لفت السفير الصيني إلى وجود تعاون قوي بين البلدين خاصة على المستوى التجاري، مشيرا إلى أن بلاده تبذل جهودا كبيرة من أجل تحقيق توازن على مستوى الميزان التجاري الذي يميل لصالح الصين بشكل أكبر.

وأكد المسؤول الصيني، أن المغرب يعد من أوائل بلدان المنطقة التي انضمت لمبادرة “الحزام والطريق”، مبرزا أن هذه المبادرة هدفها تعزيز التعاون الإقليمي بين الصين وأوروبا وإفريقيا، وتهدف إلى تحسين الروابط الروابط التجارية بين هؤلاء الشركاء، معتبرا أن هذه المبادرة تخدم مصالح الطرفين على المستوى التجاري.