حكايات من الوجع قصه لاجئ
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2024/10/1695025316-7944-9.jpeg)
أمد/ الجزء الاول :
قل للقلم قبل أن يجف حبره الأسود الممزوج بدمي الأحمر بأن يخط أوجاعي وآلامي وذكرياتي على أوراقه المركونه على الرفوف لأبقى ذكرى لماضي وحاضر لم يكتمل نحو مستقبل مجهول
أيها المار على حروف كلماتي
إقرأ كتاباتي قبل أن يمحوها الزمن ففى غزة ما لم تراه الأعين في اى مكان آخر مباني مدمرة وعائلات مشردة واصوات القصف في كل مكان، تلك الحقيقة أبشع بكثير مما تصفة الكاميرات أو الكلمات، ما يظهر في الإعلام لا يمثل سوى واحد بالمئة من الحقيقة المؤلمة، حيث ترى أمهات تمسك بقلم وتنادي أطفالها وأحد تلو الآخر وبحركة ثابتة يستدير كل طفل وتبدأ بكتابة إسم كل طفل على ظهورهم وأيديهم الصغير بخط واضح ويقفون أمامها بشكل مطيع لا يسألون شيئاً وكأنهم اعتادوا فعل تلك الطقوس المرعبه، وحين تسأل الأم عن فعلها ذلك ترفع رأسها ببطء وخوف وحزن أثقل من الجبال في عيونها الغارقة بالدموع وحزن على كتفيها معبره بصوت تخنقة العبرات إذا سقط علينا القصف وتتناثر أجسادهم بين الركام لا أريد أن يصبحوا جثثا مجهولة الهوية، أريد أن يتعرفوا عليهم من تلك الكتابات، وكذلك إذا تناثرت أعضائهم أريد أن أتمكن من جمعها في كفن واحد، هنا تقشعر الأبدان وترتعش الأجساد وتشعر بأنك عاجز عن الرد، ويبقي السؤال وهو كيف وصلنا إلى تلك المرحلة ؟ وكيف يمكن للعالم أن يسمح لاحد العيش بهذا الرعب اليومي ؟
فى غزة لا يمكن للامهات أن تحلم بمستقبل أفضل لأطفالهم، كل ما يستطعن فعله هو الإستعداد لموت أطفالهم بأقل قدر من الألم،
أطفال من ذوي متلازمة داون لم يرحمهم جنود الإحتلال الإسرائيلي لقد أطلقوا عليه الكلاب لتهاجمة وتأكلة وهو يظن أنها تلاعبه ويمسح على رأسها وهى تنهش فى جسده والجنود يضحكون بسخرية حتى فقد حياتة والعالم فى صمت مما رأى وكأن الإنسانية كلها أصبحت على المحك وهنا سأكتب لكم بمداد من الكلمات حبرها الدماء والدموع عن قناع زائف تحت شعار الإنسانية والقيم والديموقراطية الكاذبة والمزيفه حيث أن القوانين واحدة والمعاهدات واحدة ولكن تطبيقها يختلف من مكان لآخر حيث يسمح للمحتل بقتل أطفال فلسطين ويصفونهم بالإرهاب رغم أنهم أطفال صغار وفى ذات الوقت لا يسمح قتل أطفال آخرين فى اى مكان آخر والسبب لا يجوز قتل الأطفال والمدنيين رغم أنه نفس القانون الدولي ونفس المعاهدات الدولية ونفس القائمين عليها ونفس الحقبة من الزمن لذلك اسميتهم بأصحاب الأقنعة الزائفة وساعة الزمن والعدالة تتوقف أمام أطفال غزة بفلسطين ” والتاريخ يعيد نفسه” أيام وأشهر من الحب
وأيام وأشهر من الموت
وغزة لا تزال تحارب وحدها
وتفقد وحدها وتموت وحدها وتبكي وحدها وتدفن وحدها
لقد تخلي عنك كل من هم حولك ممن وضعوا المواثيق والقوانين التى من شأنها حماية الشعوب ولكنها أمام شعب فلسطين تختفي تلك القوانين والمعاهدات وجميعهم غدروا بك يا غزة فى غياهب الجب وضعوك وفى قتل اطفالك شركاء …
ما عادت هناك دموع تدرف وما عاد هناك متسع فى القلب لمزيد من الأحزان لقد أوجعتنا قلوبنا وأرواحنا وكل حنايا الجسد حتى أنامل أصابعنا باتت تتجمد من حجم الألم الذى نعيشة، تجمدت وتوقفت عن الكتابة
رفقا بنا أيها العالم لقد تعبنا
نحن أحياء بفضل احرار العالم وحدهم الذين تضامنوا مع القضية الفلسطينية وللحلم بقية وهذه قصيدتي التي تصف حكايتنا المؤلمة بعنوان (حكاية قضيه)
لا عجب حين تحدثك الاقدار بما حدث وانقضى
فأنت أمام رواية عار أن تقص وترتوى
لا الدهر يغفر هكذا عار ولا العقول به تهتدى
يا صاحبي إثنان ثالثهما الوطن تشتتا
باب وشباك وبيت هجر واختلى
وطفل رضيع فى المهد بات صريخ وانتسى
وهل تنسى الأم وليدها؟ نعم ينتسى
كيف لا تساءلني بل اسأل رائحة الموت الأسودا
فستجد الجواب على مسامعك يلقى
حدثيه يا دير ياسين بلا أسى
تماسكي وتجلدي فليس كل الرجال تبكى
فرجال الوطن فرسان لا جياد تمتطى
رفضوا الذل والمهانة والأسى
لا عجب يا سيدي إن نطقت شجرة الزيتون
وباحت لك بما كانوا يكيدون
لطالما باتوا يفكرون
كيف سيجتثون جذورها ومن تربتها يقتلعون
وستسمع قصة فلاح بين الزعتر يقتلون
وسيشهد التل والوادي والطريق الطويل
ستشهد خطاهم التى مازالت مطبوعة على تعاريج الطريق
جار جنب الجار اصطف
شيخ وصبي وراء الحائط وصراخ القاتل فيهم يعوي
هيا أنظر للخلف
وبقلب متحجر وعيون معصوبة
غاب عنها الحق وعقول غلفها الهذيان
زهقوا
قتلوا
بدم بارد
ذاك الانسان
وبكل جداره منحوهم أعظم نيشان
مجلس أمن يشجب وفيتو لا ينقض ولا يدين وبخطوة تعزيز
هيا للأمام
عربي هام على وجهه منكب يبحث فى الأوطان
ألديك أخي العربي مأوى للنسوة .. للرضع .. للشيخان
فتفوح النخوة العربية وكرم الضيفان
حييتم فى وطن بديل عن الأوطان
يظنون بديل عنك يا ثرى الجنان
وتركنا رائحة الموت بين الزقاق
وجثث عجزنا عن مواراتها للرفاق
وشجرة عطشى تنتظر شربة ماء
بعد فراق
موقد لا زال مشتعل ببعض عيدان وكومة أوراق
وزير الماء الممتلئ يرشح دمع بصمت وإغداق
وهناك…
جثث هامدة لحكام
ومقاعد متجمدة
وعقول غلفها الظلم والطغيان
وألسنة شلت لا عادت تنطق لا بالحق ولا البهتان
أتظن أخي أن العربي فني ومات ؟!
أنا عن نفسى لا أرى إلا بقايا رفات
كان هناك
خيمة.. أبل .. خيل يرتع خلف النهر
واليوم فلتنظر للقصور وللتيجان وموائد ممدودة بلا حسبان
شجب واستنكار وقمم خاوية كالعجل الأجوف
شعوب تذبح …
عرض يستباح…
وكرامة تستهان ..
ترى أين الانسان ؟!!
أعلم أنهم وأدوه فى غابر الأزمان
لا ترى منه إلا جسد
ورؤوس فارغة من الوجدان
كان هناك خليج ممتد بلا قرار
ولا أخفي عنك أخي من خير ما كان
ذهب الأسود في كل مكان تحسبه القار
سلبوه اخفوه عن الأنظار
قالوا لم نسلبكم بكل كان خيار
قصور ومدن وحضارة ولتترك خيمة العار
وأخي العربي رعاه الله
يسمع وينفذ كل قرار
وبقرب النيل كانت أخت لفلسطين
شقيقة وبكل عطاء لها ندين
لا أوراق ومعاهدات .. لا تطبيع
لا فواصل لا حدود.. لا جواز سفر لا تأشيرة لا تفتيش
أمل باهت زال تبعثر مسحته الشمس
دهر يطوي أحداث ويغير أناس
ونفس تتقلب كالموج الهادر
وأكثر ما يحزنني أنني غير قادر على الكتابة بما يكفي. أصبحت أستعين بالأناشيد الروحانية، وبيوت الشعر التى يملؤها الألم ، لأعبر لكم عما يجول فى داخلي وأكثر ما هو مؤلم أنكم ذهبتم جميعاً فى لحظة واحدة، وكأنكم فى لحظة أصبحتم جزءاً من الماضي. وكأنكم جئتم إلى هذه الحياة عابرين، ثم رحلتم جميعاً.
وهنا سوف ألخص لكم مجموعه قصص عن الأوجاع لأمهات وأطفال قتلوا على مذبح الإنسانية المزيفة وأولها قصة الطفل يوسف .
“اسمه يوسف 7 سنين شعره كيرلي وأبيضاني وحلو.. بدي يوسف يا بابا”
وكانت هناك أمنية للطفل يوسف صديق فلسطين الذى رحل دون تحقيقها وترك غصه فى قلب أمه فهي من كانت تحتضن طفلها قبل النوم وتروى له قصة وتلامس خد طفلها لينام .
اسميته صديق فلسطين لأن يوسف طفل صغيراً أبيضاني وشعره كيرلي وسيم مبتسم فيه بعض من صفات جمال سيدنا يوسف عليه السلام ولكن يوسف صديق فلسطين إبن قطاع غزة عاش طفلاً صغيرا كباقي أطفال العالم يحلم بأن يكبر وتكبر معه أحلامه وكان يملأ قلب أمه سعادة ومحبه وكل أسرته سعيدة بيوسف حتى جاء ما ليس بالحسبان وهى جريمة نكراء تقتل يوسف الطفل الصغير وهو يلعب فى بيته ولكن كان الكيد من أعداء الإنسانية وأعداء المحبة والسلام وعشاق القتل والدمار فكادوا ليوسف وقتلوه .
غادر يوسف الصغير وأمه تقول من رأى منكم ولدا “أبيض، حلو، وشعره كيرلي
فليلّمس على خده كي ينام فهذا يسره
وليحك له قصة قبل النوم وأرجوكم، لا أحد يلعب بشعره، تغضبة هذه الحركة كثيراً ” .
آه: تذكرت شيئاً أخر ، أرجوكم ألا تخبروه أنه قد مات لأنه لا يعرف ذلك بعد .
وحكاية وجع أخرى
“كان يصرخ على يا كمال يا كمال
كان عايش والله.. بدي أبوسه
تظنّ أنك قوي ثم تهزمك الأوجاع :
كان يناديني قال لي يا كمال يا كمال ! كان عايش والله كان عايش .
مقدرش يزعق على وقعت الحجارة فوقه ودخلت في فمه وكان يقول آه آه بصوت مخنوق رحمه الله ومع السلامة يا حبيبي يا فراس .
تم فى مشهد تقشعر له الأبدان يأتي كمال الطفل الجريح المصاب والذى يجلس على كرسى متحرك لوداع أخيه فراس، فأبى أن يكتفي بنظره الوداع من على كرسيه المتحرك فصمم أن ينحني رغم ما به من جراح وآلام ليقبل أخيه الشهيد فراس الذى كان يضحك وهو نائم نومته الأبدية .
تم يسير كمال خلف أخيه فراس وهو يغادر المكان ويقول له مع السلامه مع السلامة يا حبيبي .
وفى حكاية وجع أخرى
” الولاد وين؟ الولاد ماتوا بدون ما ياكلوا يشهد عليا الله”
فى مشهد آخر يؤلم الجميع ويعكس حجم الوجع الذى يعيشه الناس فى قطاع غزة بفلسطين من حصار وفقر وجوع وألم .
تم تأتي أهوال الحرب لتضع أوزارها واشتدت فى عنفوانها فقتلت كل سبل الحياة ودمرت كل قيم الإنسانية فى مشهد تقشعر له الأبدان لأم فقدت جميع أطفالها فتفقد تركيزها وتصاب بحاله هستيرية وهى تصرخ وتنادى فى حكاية وجع اخرى :
” الولاد وين؟ الولاد ماتوا بدون ما ياكلوا يشهد عليا الله
وتكمل صرخاتها وهى تقول يا عالم بيكفي والله بيكفي تعبنا والأولاد ماتوا ماتوا بدون ما ياكلوا ،لتعبر للعالم كله عن حجم الظلم الذى عاشته تلك المرأة وأطفالها من جوع وفقر بسبب الحصار الظالم وبعد كل هذا الظلم والفقر والجوع يقتلون أطفالها وهم جياع ، فذلك أوجعها كثيرا، رحيل أطفالها دون طعام .
تتنوع الحكايات وتتشابة فى أوجاعها والأم تنادي :
“قوم أرضع حبيبي.. قوم..”
“قوم أرضع حبيبي يما”
تنهار الأم بعد سماع بأن طفليها التوأم الرضع قد فارقا الحياة نتيجة للقصف المستمر على الأطفال والنساء والمدنيين فى قطاع غزة بفلسطين ، وكل دمعه من دموعها تتسائل ماذا فعل أطفالي ليقتلون بطائرات حربية هل سرقوا الحليب أو ماذا فعلوا ؟
وطفل آخر يولد يتيما بعد ارتقاء 11 شخصا من عائلته شهداء فى قصف الإحتلال الإسرائيلي على غزة وارتكاب القوات الإسرائيلية هجمات غير قانونية، من بينها غارات عشوائية، تسببت فى سقوط أعداد كبيرة فى صفوف المدنيين إنها جرائم حرب .
وتلك العائلة أعرفهم شخصيا من أقاربي عائلة لا علاقة لهم بأية نوع مقاومة أو اي شيء إسمه تنظيمات .
إنها خالتي “ورد العزايزة ” من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بفلسطين تودع الحياة رحمك الله خالتي ورد كما تحب أن اناديها باسمها الجميل فهي ورده من ورود الجنه .
بأي ذنب قتلت كل الأسرة التى تسكن أربعه طوابق من أطفال ونساء أكثر من 26 فردا ؟ .
هذه جرائم حرب وإبادة جماعية يمارسها الإحتلال الإسرائيلي، تلك الجرائم اللاأخلاقية والإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني فى قطاع غزة، وللأسف الجميع يشاهدها والجميع فى صمت رهيب إنه مجتمع دولي بغيض يكيل بمكيالين فى قضية فلسطين وأى قضيه أخرى من شعوب العالم رغم أن أطفال العالم جميعهم يتصفون بالبراءة.
وتتنوع الحكايات وتستمر الأوجاع
بعرف أمي …. من شعرها
طفلة تتعرف على جثة أمها
من ضفيره شعرها
قمة الوجع والألم و الأنين حين تدمر المنازل فوق رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء، وهنا حكاية وجع اخرى، قصف المنزل بصاروخ عملاق من طائرة حربية إسرائيلية كهدية أمريكية قدمتها أمريكا لجيش الدفاع الإسرائيلي لقتل الإرهابيين على حد وصفهم، وتم استهداف النساء والأطفال الأبرياء على أنهم إرهابيين .
نعم لقد وصلت هداياكم وكانت تعكس الوجه القبيح لهذا العالم الغير متزن الذى يدعو للسلام وهو مجرد من كل معانى المحبة والسلام ، ويدعو للأمن والاستقرار وهو يرسل بأشد انواع طائرات القتل فتكا بأطفال ونساء فلسطين فى قطاع غزة، لقد قصف منزل تلك الطفله ومات من مات وأصيب من أصيب وتم نقلهم إلى المستشفى وهناك كانت الطفله الصغيره ذات الثمانية سنوات تبحث وتفتش فى كل مكان عن أمها وما هى إلا لحظات وطاقم المستشفى يسير وهم يحملون جثمان إمرأة ليضعوها فى ثلاجات الموتى،
وإذ بإبنتها تشاهد ضفيرة شعر أمها فتعرفها دون أن تكشف وجهها وتركض بسرعة وتصرخ هذه أمى
وتركض بسرعة وتصرخ وتقول هذه أمى أعيدوا لي أمى وهم يحاولون تهدئتها ويكذبوا عليها ويقولون لها أنها ليست أمها ، والطفله تصمم وتؤكد بأن هذه أمها وتقسم لهم بأنها تعرفها من ضفيرة شعرها .
وتردد عبارتها الشهيره ” بعرف أمي …. من شعرها “
وأطفال آخرون يكتبون أسماؤهم على أياديهم خشية الموت ولا يتعرف عليهم أحد ولكن للأسف كثير منهم تمزقت أجسادهم وجثثهم أشلاء تبعثرت فى الهواء وتناثرت حروف أسماؤهم لتعانق السحاب معلنه حجم الجريمة التى ارتكبها الإحتلال الإسرائيلي بحق أطفال فلسطين وبمساندة من المجتمع الدولي الكاذب ذو ازدواجية المعايير فى قضية فلسطين.
وهنا عمار حكاية وجع لأب يصرخ بالاوجاع بعال الصوت :
“يا عمـــار.. حاسس فيني؟ مش راح أمشى قبل ما تطلع من تحت الردم والركام، بستنى ليوم ليومين لسنة لحتى تطلع”
مشهد مؤلم أحياء بأكملها مدمرة فوق رؤوس ساكنيها وكثير من الأموات والأحياء تحت الردم جرحى لم يستطع أحد إخراجهم لقله الإمكانيات ولإستمرار القصف فى كل مكان فيأتى الأب بعدما فقد معظم أفراد العائلة ليبحث عن إبنه عمار يصرخ وينادي بأعلى الصوت لعل صرخاته تبعث الحياة فيمن يرقدون تحت الركام ويستيقظ إبنه عمار وهو يعلم أنه مات ولكن قلبه لا يريد أن يصدق عقله ولا يريد أن يتقبل ذلك فيحاول مراراً وتكراراً إيقاظ إبنه عمار الذى صنع له الإحتلال الإسرائيلي قبراً من ركام منزله الذى يسكنه .
وهنا الأوجاع يصعب وصفها :
“ما تخافش يابا أنا كويس يابا..”
في مشهد تقشعر له الأبدان يعكس حجم الكارثة الإنسانية التى وصلنا إليها جريح بالحرب يطمئن والده الجريح ويواسيه قائلا “متخافش يابا” أنا بخير فى مشهد تقشعر له الأبدان بعدما قصف الإحتلال الإسرائيلي منزلهم وهم آمنين فى بيتهم واستفاقوا وهم بالمستشفى حين تراهم تعلم أنهم نجوا من الموت بأعجوبة أياديهم وأقدامهم مكسورة ورؤوسهم بها جروح كثيرة ووجه الإبن ممزق وكلاهما على سرير المرض بالمستشفى بجوار بعضهم البعض والإبن الذى بالكاد تشاهد وجهة من كثرة الجروح ينظر إلى سرير والدة الذى يرتجف خوفا وألما ويقول لأبيه بالعامية متخافش يابا ليطمئن والدة فكانت لها تأثيرها على الأب الذى أجتهد بالوصول لإبنه الجريح المصاب وقبل رأس إبنه ليرد على رسالته أنا يا ولدي بعد سماع صوتك أصبحت بخير ولسان حالهم يقول لكل البشرية فى تساؤلات كثيرة هكذا نحن نتألم ونقصف ونقتل ونعذب بدون اى ذنب فأين ذهبت إنسانيتكم ؟
وكثير من الأطفال تحت الركام صرخاتهم تعانق عنان السماء مخاطبة كل الضمائر الحية إن وجدت وهى تقول بأى ذنب قتلت وبأى ذنب قتلت طفولتي وحطمت آمالى وأحلامى ومزقت ألعابى وسلبت منى طفولتي فهل حقا أنا طفل مجرم !لذلك دمرتم البيت فوق رأسي أنا وأمي وإخوتي الصغار فهل حقا أطفال فلسطين إرهابيين وهم مازالوا فى المهد صغاراً ؟
عجبا لكم ولإنسانيتكم !
خوف وألم وحرب ودمار يعيشه سكان قطاع غزة تحت آله الدمار الإسرائيلية فى أبشع الصور للإنتهاكات والقوانين الدولية وإرتكاب جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية دون أى إعتبار للقوانين والمعاهدات الدولية والقيم الإنسانية
فمتى ينعم الجميع بالأمن والأمان والعيش فى سلام .
وأيضا طابور الماء المالح ؛ لقد وقف الناس فى طابور طويل جداً كلا ينتظر دورة فى الحصول على جالون مياة مالحه أو نصف جالون ليعبر بذلك المشهد عن حجم الكارثة الإنسانيه التى خلفتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بفلسطين .
قد يستغرب القاريء حين يسمع بأن هناك طابور على الماء المالح والغير صالح للشرب لملوحته وارتفاع نسبة الكلور فيه ويقف الناس طابورا للحصول عليه ، نعم فى قطاع غزة بفلسطين الحرب مشتعله منذ أشهر ومنع عن المدنيين أبسط مقومات الحياة الإنسانية من غذاء ودواء وماء ووقود وكل ما يلزمهم للعيش الكريم ، ولم يكتفوا بذلك بل وأغلقت الحدود عليهم بإحكام شديد ومنع عنهم وصول اى مواد إغاثية .
لا يوجد كهرباء لتشغيل آبار المياة واستخراجها ولا يوجد وقود لتشغيل المولدات ولا يوجد وسائل نقل للذهاب بعيدا لإحضار المياه إن توفرت ولا يوجد أمن بالخروج هنا وهناك فالكل معرض للخطر وآلاف الناس من النساء والأطفال والمرضى لجأوا إلى المدارس التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين ومدارس الحكومة لعلها تكون ملاذا آمنا لهم من طائرات الدمار والموت ولكن للأسف تلك المدارس غير مخصصة لإستيعاب آلاف الناس الذين قد بلغ عدد النازحين إليها بأكثر من نصف مليون نازحا مدنى فى مدارس عددها لا يتجاوز ال100 مدرسة لأن المدارس الأخرى مدارس حدودية لم يذهب إليها أحد لخطورة موقعها وأكثر من مليون نازحا آخرين فى الطرقات ومراكز الايواء وجميعهم عرضه للقتل والدمار فلا مكان آمن وكثير من مراكز الإيواء من مدارس وخيام إرتكب الإحتلال الإسرائيلي بحقهم أبشع الجرائم .