اخبار السودان

تصفية معلم بعد اعتقاله وقتل 4 من عائلة واحدة جنوب الخرطوم اتهامات لـ «الدعم السريع» بتنفيذ أعمال عنف وتخريب بالتزامن مع تراجع قواتها

في وقت قتل 4 أشخاص من أسرة واحدة خلال عمليات عنف نفذتها قوات الدعم السريع في منطقة الكلاكلة جنوب العاصمة الخرطوم، بعد هزيمة قواتها في خزان جبل أولياء. قالت لجنة المعلمين السودانيين إن قوات الدعم السريع قامت بتصفية معلم في محلية جبل أولياء، منددة باستمرار الانتهاكات ضد المعلمين منذ اندلاع الحرب السودانية منتصف أبريل/ نيسان 2023.
وذكرت أن عمار محمد الطيب، اعتقل من قبل استخبارات قوات «الدعم السريع» قبل أن تتم تصفيته من ذات القوات، مطالبة بالتصدي الحاسم لهذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها. وقالت: «إنها لن تناشد المجتمع الدولي ولا الإقليمي، في ظل استرخاص الدم السوداني»، مضيفة: «بل ندعو الشرفاء من أبناء وبنات الشعب السوداني للاصطفاف والتصدي لهذه الجرائم التي تهدد وجود الشعب السوداني. وطالبت بإنهاء الحرب، عبر مشروع وطني جامع».
ويأتي مقتل الأستاذ عمار في معتقلات «الدعم السريع» بعد خمسة أيام من مقتل زميله «الطيب عبيد الله» في مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان بعد سيطرة الجيش عليها في 31 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقالت لجنة المعلمين: «إنه قتل بدم بارد، حيث تم فصل رأسه عن جسده في جريمة بشعة» ومن ثم التمثيل بجثته، بعد أن اتهمته بالتعاون مع «الدعم السريع». وقتلت كذلك الأستاذة نادية بلال محمد صديق، المعلمة بمنطقة الحلفايا شمال العاصمة الخرطوم، بعد أن طالبت بالإفراج عن ابنها المعتقل. وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، قالت لجنة المعلمين السودانيين إن قوة من «الدعم السريع» قامت بضرب الأستاذة نادية ومن ثم شنقها، بسبب مطالبتها بإطلاق سراح ابنها المعتقل لدى «الدعم السريع»، بمنطقة السقاي شمال مدينة الخرطوم بحري.
ويواجه المدنيون في السودان انتهاكات واسعة منذ اندلاع الحرب العام قبل الماضي، حيث تصاعدت عمليات استهداف المدنيين والقتل خارج القانون والاختفاء القسري، بالإضافة إلى العنف الجنسي والقتل خارج القانون وعمليات النهب الواسعة التي طالت المرافق العامة والخاصة.
وحثت منظمة أطباء بلا حدود، أمس الخميس، الأطراف المتحاربة على حماية حياة المدنيين، مشيرة إلى موجات تدفق جماعي للجرحى إلى المستشفيات في مختلف أنحاء السودان في ظل استمرار الحرب.
وقالت إن فرق المنظمة استجابت لأحداث أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في الخرطوم وولايتي شمال دارفور وجنوب دارفور خلال الأيام القليلة الماضية، محذرة من أن الهجمات الشنيعة على الناس في جميع أنحاء السودان تظهر مدى قلة احترام حياة المدنيين. في الأثناء، تتواصل أعمال العنف ضد المدنيين، حيث قالت لجان المقاومة في منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم، إن قوات «الدعم السريع» بعد هزيمة قواتها في خزان «جبل أولياء» تراجعت إلى أحياء القبة وبقية أحياء الكلاكلة، وقتلت 3 أشقاء وابن خالتهم. وأشارت إلى أنها بعد قتل الأشقاء «معتز» و«الطيب» و«حذيفة الأمين البلال» وابن خالتهم «عاصم مصطفى منصور» قامت بنهب منزلهم. وذكرت أن القوات المتراجعة عاثت فساداً في أحياء الكلاكلة وجرائم نهب وسرقة وإهانة للسكان والمواطنين.
وفي مدينة «القطينة» بولاية النيل الأبيض، أفاد نداء الوسط بتنفيذ قوات «الدعم السريع» المتواجدة في المدينة بعمليات نهب واسعة للمنازل والمرافق الخدمية، مشيراً إلى أنها تعمدت القيام بأعمال تخريبية للمعامل الطبية ومستشفى القطينة التعليمي الأمر الذي تسبب في إغلاقه بشكل كامل. وقالت إن «هذه العمليات الممنهجة ونهب وتخريب المدينة تزامنت مع بدء انسحاب قوات «الدعم السريع» من المدينة».
وبعد استعادة الجيش السوداني مدينة الحصاحيصا شرق ولاية الجزيرة، والتي مثلت أحد مراكز تجمع «الدعم السريع» بعد هزيمتها في مدينة «ود مدني» عاصمة الولاية في يناير/ كانون الثاني الماضي.
أعلنت لجان المقاومة عودة شبكات الاتصالات بما يشمل خدمات الهاتف والإنترنت بعد أكثر من عام من انقطاعها. وأشارت إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي والمياه مع استمرار عمليات الصيانة ومحاولة استرجاعها إلى الخدمة خلال الساعات القادمة.
ولفتت إلى أن المدينة تعاني من شح في المواد الغذائية نسبة لعدم عودة الأسواق وعدم وصول أي مساعدات إنسانية من المنظمات المعنية، داعية كافة المنظمات المهتمة بالشأن الإنساني إلى التدخل العاجل والفوري والعمل الجاد لحل هذه الأزمة.
يأتي ذلك في وقت يواصل الجيش السوداني التقدم في محاور متعددة، حيث سيطرت القوات المسلحة على مقر «الكتيبة الاستراتيجية» وسط العاصمة الخرطوم، بينما أعلن متحرك الصياد التابع للجيش بسط سيطرته على منطقة «شركيلا» شمال كردفان.
وفي ولاية الجزيرة وسط السودان، قالت لجان المقاومة في منطقة «أبو قوتة» إن القوات المسلحة استعادت قريتي «العامة» و«ود زلم»، بينما تقترب قواتها من مدينة أبو قوتة» الواقعة شرق الولاية. وسيطرت قوات الجيش كذلك على مناطق «ألتي» و«المسيد» شمال غرب الجزيرة، بينما تتقدم نحو مدينة «النوبة» و«المسعودية» بعد تلقي «الدعم السريع» هزائم متتالية وخسائر في الأرواح والعتاد.
وأطلق قائد كتائب، البراء بن مالك، التي تقاتل إلى جانب الجيش، تحذيراً لقوات «الدعم السريع» في العاصمة الخرطوم، مشيراً إلى عزمهم إغلاق جميع مداخل ومخارج العاصمة خلال الساعات القادمة.
ومنذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، استعاد الجيش السوداني عدداً من المدن والمواقع الاستراتيجية التي كانت تحت سيطرة «الدعم السريع» المحكمة، أبرزها مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي اجتاحتها «الدعم السريع» في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2023. واستعاد نطاقًا واسعًا من مدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم التي مثلت أبرز مراكز انتشار «الدعم السريع» منذ بداية الحرب ومدينة أم روابة ثاني أكبر مدن ولاية شمال كردفان الأمر الذي يمهد لفك الحصار عن عاصمتها الأبيض. كما استطاع الجيش فك الحصار عن سلاح الإشارة ومقر قيادته العامة وسط العاصمة الخرطوم واستعاد عددًا من الجسور الرئيسية.

القدس العربي

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *