اخر الاخبار

من بلفور إلى ترامب.. هل يعيد التاريخ نفسه؟

أمد/ وعد ترامب الأخير بتهجير شعب قطاع غزة إلى مصر والأردن يعد استمراراً لسياسات استعمارية تعيد إلى الأذهان “وعد بلفور” الذي مهد الطريق لإنشاء دولة إسرائيل على حسابنا كشعب فلسطيني، هذه الفكرة لا تتناقض فقط مع مبادئ العدالة والإنسانية بل تخالف أيضاً القواعد والقوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان وتكفل حق الشعوب في تقرير مصيرها؛ فاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تحظر بشكل صريح نقل السكان قسراً من الأراضي المحتلة، حيث تنص المادة 49 على أن “نقل السكان قسراً أو ترحيلهم من الأراضي المحتلة يُعتبر انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي.” بالإضافة إلى ذلك يؤكد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 13 على حق كل فرد في حرية التنقل واختيار مكان إقامته، وفي المادة 15 على حق كل فرد في التمتع بجنسية ما.

كما أن قرارات الأمم المتحدة المتعددة تؤكد حقوق الشعب الفلسطيني، فالقرار 194 الصادر عام 1948 يؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم واستعادة ممتلكاتهم، بينما يدعو القرار 242 الصادر عام 1967 إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة ويرفض الاستيطان؛ هذه النصوص القانونية تشكل أساساً قوياً لحماية حقوق الشعب الفلسطيني وتمنحه الشرعية الدولية في المطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

فكرة تهجير شعب غزة تهدد مستقبل القضية الفلسطينية برمتها، حيث تسعى إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وطمس الهوية الفلسطينية، وهنا يأتي دور الموقف العربي الموحد في مواجهة هذه الخطط الخطيرة فعلى الدول العربية أن تعزز تضامنها وتستخدم أدوات الضغط الدبلوماسي في المحافل الدولية لرفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، كما يجب تقديم الدعم المادي والمعنوي لتعزيز صموده في وجه الاحتلال.

إذا لم يتم اتخاذ موقف عربي قوي وفعال فإن إسرائيل ستستمر في توسعها الاستيطاني وستعمل على فرض هيمنتها على المنطقة بأكملها مما يهدد الأمن القومي العربي ويؤدي إلى تفكيك الدول العربية، ان السيطرة الإسرائيلية على الشرق الأوسط تعني نهاية أي أمل في تحقيق السلام العادل والدائم، وستتحول أحلام إسرائيل بالسيطرة على المنطقة إلى واقع مأساوي يهدد وجود الأمة العربية.

ان وعد ترامب بتهجير شعب غزة ليس مجرد فكرة سياسية عابرة بل هو استمرار لسياسات استعمارية تهدف إلى تقويض حقوق الشعب الفلسطيني، ويجب على المجتمع الدولي والدول العربية أن تقف بقوة ضد هذه الخطط وأن تعمل على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير؛ فبدون موقف عربي موحد ودعم دولي حقيقي سيكون مستقبل المنطقة بأكملها في خطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *