صحف عالمية تنتفض ضد خطة ترامب للسيطرة على غزة: “تطهير عرقي سيشعل المنطقة”
أمد/ عواصم: استيقظ العالم صباح يوم الأربعاء، على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته في أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة الفلسطيني، وتهجير سكانه بالكامل، وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، بحسب مزاعمه، حيث تصدر تصريح ترامب، الذي جاء على هامش زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أمريكا كأول رئيس أجنبى يزور البيت الأبيض، عناوين الأخبار في العديد من الصحف والمواقع من نيويورك إلى أستراليا.
الصحف الأمريكية
كتبت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن اقتراح ترامب بشأن غزة أثار انتقادات وارتباكًا في جميع أنحاء العالم، مضيفة أنه لم يستبعد إمكانية إرسال قوات أمريكية لتأمين القطاع. وترى الشبكة الأمريكية أن “خطة ترامب لتحويل قطاع غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” هي الفكرة الأكثر وهمًا في تاريخ جهود صنع السلام الأمريكية في المنطقة.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عنوانًا رئيسيًا هذا الصباح: “ترامب يعلن أن الولايات المتحدة يجب أن تسيطر على غزة ويجب على جميع الفلسطينيين البالغ عددهم مليوني شخص الانتقال إلى مكان آخر وهو ما يعني تهجيرهم من أراضيهم”.
وانتقدت صحيفة وول ستريت جورنال، خطة ترامب بشأن غزة، مؤكدة أنها “غير عملية”، ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من الدبلوماسيين الكبار وصفوها بالمربكة.
الصحف البريطانية
وأثار تصريح ترامب أيضًا غضب وسائل الإعلام البريطانية، إذ قالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن خطة ترامب بشأن غزة يُنظر لها على أنها تجاهل صارخ للقانون الدولي. وستراها الدول العربية تطهيرًا عرقيًا للفلسطينيين.
ووصفت صحيفة “الجارديان” البريطانية كلمات ترامب بأنها “إعلان صادم”، وقالت: “مرحبًا بكم في عالم ترامب، حيث يرى رجل الأعمال علامات الدولار في أنقاض غزة”.
فيما أكدت قناة “سكاي نيوز” البريطانية أن ترامب متهم بالفعل بـ”الدعوة علنًا إلى التطهير العرقي” والترويج لـ”أجندة خطيرة”، ووصفت القناة البريطانية حل ترامب لغزة بأنه يكشف عن “جهله التاريخي”.
الصحف الأوروبية
وفي أوروبا، قالت صحيفة “كوريري ديلا سيرا ” الإيطالية في عنوانها: “خطة ترامب: الفلسطينيون سيغادرون غزة، وستصبح ريفييرا الشرق الأوسط”، وأكدت صحيفة “إلبايس” الإسبانية بأن الخطة “يمكن أن تُشعل المنطقة”.
ونشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية عنوانًا رئيسيًا يقول: “دونالد ترامب تسبب في صدمة عامة بتصريحه بأن الولايات المتحدة قد تفكر في الاستيلاء على قطاع غزة”.
وقالت صحيفة “تليجراف” الهولندية في عنوانها الرئيسي: “دهشة من خطة ترامب للسيطرة على قطاع غزة: من التطهير العرقي إلى قطب العقارات الانتهازي، تتكشف الأوراق الآن حيث يقترح الرئيس الأمريكي الطرد الدائم للفلسطينيين من قطاع غزة حتى تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على المنطقة وتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط”.
ووصفت صحيفة “بيلد” الألمانية تصريح ترامب بأنه “إعلان تاريخي”، مسلطة الضوء على الوعد بتحويل غزة إلى “ريفييرا”، لكنها أضافت تحذيرات مثل “لم يوضح ترامب كيف ستتم عملية الاستيلاء على غزة”.
وأكدت الصحيفة أن “الحقيقة هي أن السياسة الدولية فشلت على مدى عقود في أن تؤدي إلى تدمير البنية التحتية لحماس في غزة بل على العكس من ذلك، نجحت في زيادة قوتها بشكل كبير”.
أستراليا
وفي أستراليا، أعرب محررو صحيفة “سيدني مورنينج هيرالد” عن صدمتهم، وكتبوا على الصفحة الأولى: “لقد لبس ترامب التطهير العرقي ثوب الفرصة العقارية، وقتل خطة “أمريكا أولًا”.
“التايمز”: خطة ترامب للسيطرة على غزة تمنح نتنياهو “شريان حياة”
ذهبت صحيفة “التايمز” إلى أن خطة الرئيس دونالد ترامب التي طرحها للسيطرة على قطاع غزة، تخدم شخصًا واحدًا؛ هو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأن اقتراحه بنقل الفلسطينيين، و”السيطرة على قطاع غزة” يمنح بنيامين نتنياهو شريان حياة مع حكومته.
ورغم أن فرص تحقق خطة ترامب لإجبار سكان المنطقة البالغ عددهم نحو مليوني نسمة على المغادرة، ضئيلة، لكنها تتيح لنتنياهو إمكانية طرح الفكرة أمام أعضاء حكومته.
“شريان حياة سياسي”
وبحسب الصحيفة، بينما كان الرئيس ترامب يعرض خطته لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى “الدول ذات الاهتمام بقلوب إنسانية”، جلس بنيامين نتنياهو بجانبه، مبتسمًا دون كلام ويومئ برأسه.
وعلى حين يتفق العديد من المعلقين على أن الاقتراح كان جريئًا للغاية بحيث لا يمكن أخذه على محمل الجد، لكن بتعهده بالسيطرة الأمريكية على غزة، قدّم الرئيس للزعيم الإسرائيلي شريانَ حياةٍ سياسيًّا.
تحديات اليمين
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو الموجود في واشنطن في مهمة دبلوماسية مدتها أسبوع، يواجه تهديدات في بلاده من أعضاء حكومته من اليمين المتطرف بالانسحاب من الائتلاف الذي يدعم حكومته إذا انتهت الحرب مع استمرار سيطرة حركة حماس على غزة.
وعلى حين كانت السيطرة على غزة إحدى أكبر بؤر التوتر في الصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عقود، فبالنسبة للفلسطينيين الذين يستمعون إلى مؤتمر ترامب، ستكون هناك أصداء لا مفر منها للنكبة؛ التهجير الجماعي للناس أثناء إنشاء إسرائيل في عام 1948.
“ريفييرا الشرق الأوسط”
وأضافت الصحيفة أنه من المعروف أن ترامب يتحدث بشكل عفوي ولم يكن المؤتمر الصحفي الذي عقد ليلة الثلاثاء مختلفًا. حيث تصور أن يتولى الجيش الأمريكي، أو المقاولون المدنيون الأمريكيون، مهمة إعادة إعمار غزة كجزء من “وضع الملكية طويل الأجل”. وقال إن الولايات المتحدة “ستسيطر على قطاع غزة”، و”سنملكه”.
وأضاف ترامب أن مشروع التطوير يمكن أن يكون “ريفييرا الشرق الأوسط” حيث “يعيش سكان العالم هناك”. وبدا أنه يصحح نفسه بسرعة قائلًا إن “الجميع أيضًا، وعلى رأسهم الفلسطينيون، يجب أن يعيشوا هناك”.
ولفتت الصحيفة إلى أن اتفاقية جنيف، التي صادقت عليها الولايات المتحدة وإسرائيل، تحظر الترحيل القسري للسكان. وسيحتاج ترامب إلى موافقة الكونغرس لإرسال قوات.
بين الخداع والجدية
وبحسب الصحيفة، “بعد أن قام الجمهوري بحملته الانتخابية على أساس برنامج “أمريكا أولاً” الانعزالي الذي يهدف إلى إنهاء تورط الولايات المتحدة في “الحروب الأبدية”، فمن الصعب أن نصدق أن الوجود الأمريكي طويل الأمد في الأراضي الفلسطينية هو شيء يريده”.
ويبقى وفق “التايمز” ما إذا كان ينبغي لنا أن ننظر إلى مؤتمر يوم الثلاثاء باعتباره مجرد مثال آخر على الخداع والوعيد الترامبي، أو باعتباره اقتراحًا جديًّا يمكن أن يقلب الشرق الأوسط رأسًا على عقب.