اخر الاخبار

ترامب وجحيم الشرق الأوسط في عين الحدث

أمد/ في تصريحات نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ذكرت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيشاهد خلال الساعات المقبلة فيلمًا يوثق أحداث السابع من أكتوبر، بناءً على توصية مبعوثه الخاص، ويتكوف، الذي شاهد هذا الفيلم الأسبوع الماضي خلال زيارته لتل أبيب، وأعرب يتكوف عن أن ترامب يجب أن يشاهد الفيلم بنفسه، مشيرًا إلى أن المشاهد كانت مروعة وصادمة، ووصف حالته بعد مشاهدته بأنها حالة من الذهول والصدمة.

هذا التصريح يثير العديد من التساؤلات حول ما إذا كان هذا المشهد الإعلامي جزءًا من استراتيجية أوسع لتوجيه الرأي العام، خاصة في ظل الوضع المتدهور في قطاع غزة، فبينما يتعرض الشعب الفلسطيني لواحدة من أسوأ الجرائم الإنسانية على مر العصور، لا يبدو أن القوى الكبرى تضع حداً حقيقيًا لجرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي يستمر ضد شعبنا ومقدراته بلا مراعاة للقوانين وحقوق الإنسان والمواثيق الدولية 

 

على مدار السنوات منذ عام العام 1948 وحتى يومنا هذا، استمرت الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وتُظهر الأحداث الأخيرة في غزة فداحة التدمير والمعاناة التي يعاني منها الفلسطينيون ما يحدث في القطاع اليوم من قتل وتشريد وتدمير للمنازل والبنية التحتية تعكس ممارسات لا يمكن وصفها إلا بأنها إبادة جماعية بشعة لم يشهدها التاريخ الإنساني من قبل. 

 

إن الشعب الفلسطيني في غزة يدفع ثمناً باهظاً نتيجة هذه السياسة الإسرائيلية، ومن الواضح أن هذه الأزمة لن تنتهي إلا بتغيير جذري في السياسة الدولية، وبإيجاد حلول عادلة تضمن حقوق الفلسطينيين وفي هذا السياق، يُطرح تساؤلا : هل ستكون الأيام القادمة بداية لمرحلة جديدة في المشروع الإحلالي الإسرائيلي؟ أم أن هناك فرصًا ممكنة للمجتمع الدولي للضغط من أجل وقف هذا المشروع المروع؟ هذا المشروع التوسعي الإحلالي الذي يرمي إلى تهجير الشعب الفلسطيني وتكريس سياسة الضم والتوسع على حساب ما تبقى من أراضي فلسطين وأراضي دول عربية من دول الجوار حسب ما قال دونالد ترامب إن إسرائيل صغيرة و يريد توسيعها بما يتطابق مع رؤية اليمين الإسرائيلي المتطرف وهذا ما يشير إليه توجه نتنياهو لعرض فيلم موثق حسب الدعاية الصهيونية ليوم 7/ اكتوبر وما قامت به حماس من خطف لإسرائيليين بهدف تحريض الرئيس الأمريكي على أن يجعل الشرق الأوسط جريمة كما وعد وهدد لذلك يغتنم نتنياهو هذا التوجه الامريكي كفرصة لتكون امريكا هي في واجهة الداعم الرئيسي والمؤيد لتداعيات الدمار و استكمال الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة العربية والقدس بسياسة الضربة القاضية التي تحقق حلم نتنياهو واليمين المتطرف لطي صفحة فلسطين وعدم إعطاء أمل لوجود عربي أو كيانية فلسطينية على أرض فلسطين التاريخية وتتحقق رؤية يهودية الدولة التى نادى بها نتنياهو وقد عمل على استدراج حماس الى 7/ اكتوبر وشاركت طائرات مروحية إسرائيلية في قتل مئات الإسرائيليين وتتهم حماس بقتلهم من أجل تضخيم الحدث ليبدأ بتنفيذ مخططاته في إبادة قطاع غزة وبعدها الضفة الغربية تحت عنوان الدفاع عن النفس في ظل استعطاف دولي ودعم من امريكا ودول اوروبية وتواطؤ دول أخرى إرضاء لإسرائيل وأمريكا وكأنهم يقدمون عربون محبة للمحافظة على أنظمتهم أما قضية الأسرى فهي ليس ذات أهمية لدى نتنياهو لكنه يوظفها لتحقيق أهداف الحرب والنصر المطلق الذي لا يذكره صراحة لكنه واضح وهو إفراغ فلسطين من أهلها وخلق تهديدات لدول الجوار بسيف امريكا ودول اوروبية وضعف عربي وما نداء ترامب بفتح باب التهجير الاردن وسيناء إلا استكمالا لما طلبه بايدن قبل ذلك بفتح ممر آمن لأبناء القطاع إلى سيناء بشكل مؤقت لمكافحة الإرهاب والذي يهدف خروج بلا عودة لضم القطاع لإسرائيل وهذا ما أعلنه نتنياهو في بداية العدوان أن هذه حرب الاستقلال الثانية بعد 1948 فأهداف الحرب واضحة دون التصريح بها وهي اليوم التالي للحرب ولمرة ما سيحدث غدا الثلاثاء في اجتماع ترامب نتنياهو والذي بدأت مؤشراته غير مطمئنة من تأجيل نتنياهو ذهاب الوفد الى قطر لمناقشة المرحلة الثانية بقوله كل شيء سيتحدد بعد لقاء ترامب وبهذا قد أخل نتنياهو بالاتفاق وكذلك عرض فيلم 7/اكتوبر ليساعده ترامب وتزداد رعونته ليتخذ قرارات تدميرية الشعب الفلسطيني وسلامة العربية خاصة دول الجوار دفاعا عن اسرائيل وانتقادات من الفلسطينيين دون النظر إلى الإبادة والجرائم التي حلت بالشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال وتدمير قطاع غزة ومناطق واسعة في الضفة 

إن الأحداث الأخيرة تكشف عن حجم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية في وقت يزداد فيه التشدد في المواقف الدولية الفاعلة وغياب قدرة النظام الدولي كبح جماح نتنياهو ترامب والضغط من قبل أطراف خارجية تحاول فرض رؤية تلبي رؤية اليمين الاسرائيلي المتطرف على حساب الشعب الفلسطيني وفي مواجهة هذه التحديات، يجب أن يكون لدى الفصائل الفلسطينية رؤية وطنية موحدة وقوية لمواجهة المشروع الصهيوأمريكي، الذي يهدد بتدمير ما تبقى من قطاع غزة. وأن ندرك معادلة الصراع

 

إن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى تداعيات أكثر كارثية لذلك، من الضروري أن تتوحد الجهود الفلسطينية لمواجهة هذه المخاطر واتخاذ خطوات عملية تعكس مصالح الشعب الفلسطيني، وتبني على حقه في الدفاع عن أرضه وحقوقه فإن لم يتحقق هذا التوحد، فإن شعبنا سيدفع ثمنًا أكبر مما دفعه منذ عقود 

إن الأيام المقبلة تحمل العديد من المفاجآت، وعلى أصحاب القرار من الفصائل الفلسطينية أن يخرجوا برؤية استراتيجية واضحة وموحدة لمواجهة هذا التحدي الوقت لم يعد في صالحنا، ولا مجال للمزيد من التأجيل أو الانقسام في الرؤى 

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي موقف مصر وأفشل مخططات نتنياهو بايدن و نتنياهو و ترامب وتقف مصر العروبة سداً منيعاً لحماية الشعب الفلسطيني ومقدراته بأقصى درجات الممكن وأعلنت الأردن موقفها ضد التهجير وكذلك السعودية والإمارات وقطر والمجموعة العربية إلا أن نتنياهو مصر على مواصلة جرائمه لتحقيق أهدافه لتهجير الشعب الفلسطيني بدعم امريكي مطلق وما نخشاه تجدد العدوان الإسرائيلي بهدف الضم والتوسع ما لم تتضرر المصالح الامريكية في العالم العربي حقيقة وأن تشعر إسرائيل بمخاطر على وجودها ومن هنا يجب على الدول العربية أن يكون لها موقف كابح لا طماع أمريكا و إسرائيل وهذا يتطلب التفاف العالم العربي حول مصر وخلفها ويبادرون بدون تردد شطب كل ديون مصر وتوفير كل الإمكانات لمصر للمحافظة على مصر قوية وسند لأمة العرب والشعب الفلسطيني قبل فوات الأوان ويكون الندم يوم لا ينفع الندم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *