اخبار السودان

ياسر العطا خاصرة السودان الرخوة لاستقطاب الإرهاب الدولي!

ياسر العطا

‏في سياق الصراع الدامي في السودان، ظهرت تحالفات وميليشيات متعددة، من بينها كتيبة البراء بن مالك، وهي مجموعة إسلاموية متشددة، تتبع المنهج الجهادي، ومتهمة بارتكاب جرائم حرب.
‏وبرز مؤخرًا بحسب العديد من التقارير، ارتباط ياسر العطا، مساعد متزعم الجيش السوداني وشخصية بارزة في المشهد السياسي العسكري، ارتباطاً وثيقاً بهذه الكتيبة الإجرامية الجهادية، ما يثير مخاوف حول إمعان الجيش الرسمي للسودان بالأعمال الإرهابية، جراء تحول ضباطه إلى أدوات لتنفيذ المشاريع المتطرفة، مثل مشروع الجماعة الإسلامية في السودان.

‏ارتباط ياسر العطا بكتيبة البراء بن مالك

‏بناءً على تقارير ومقابلات عديدة، يظهر أن ياسر العطا لعب دوراً محورياً في تعزيز وتشجيع كتيبة البراء بن مالك، وحثها على العنف ضد المدنيين والتستر على جرائمها ضد الإنسانية. وفي مقابلات للجزيرة نت، تحدث العطا عن لقاءاته مع مجموعات سماها “المقاومة الشعبية”، مشيراً إلى “كتيبة البراء” كواحدة من المجموعات التي يدعمها الجيش السوداني. ووصفها بأنها تتمتع بالاستقلالية تحت قيادة الجيش، ما يشير إلى درجة عالية من الدعم والتنسيق بين الجيش الرسمي والمليشيات الإسلامية، وإعطاء الغطاء لهذه الميليشيا لتنفيذ أجندتها الإرهابية.

‏خطر تحول الجيش السوداني إلى مشاريع إرهابي

‏يثير ارتباط العطا بمثل هذه المجموعات المخاوف بشأن تحول الجيش إلى أداة للأجندات الإرهابية. وهذا التحول يمكن أن يتضمن عدة جوانب خطيرة منها:
‏1. تدريب وتسليح المليشيات: حيث تشارك القوات السودانية في تدريب وتسليح مجموعات مثل كتيبة البراء الجهادية، ما يمنحها قوة عسكرية كبيرة ويمكنها من القيام بأعمال عنف عابرة للحدود، تهدد الأمن الإقليمي لدول الجوار، وقد يتمدد خطرها إلى أوروبا والغرب.
‏2. الاستفادة من الفوضى: جعل الفوضة غطاءً لتنفيذ عمليات إرهابية، حيث يمكن للمليشيات استغلال الفراغ الأمني لتوسيع نفوذها وتنفيذ هجمات، خاصة وإن كانت تعمل تحت مظلة مؤسسة تعتبر نفسها رسمية.
‏3. المخاطر الإقليمية والدولية: التحول الاحتمالي للجيش السوداني إلى مشاريع إرهابية ينطوي على مخاطر كبيرة:
‏ النزوح الجماعي: يمكن أن تؤدي العمليات الإرهابية المتزايدة للمجموعات الإسلاموية المتطرفة إلى تزايد النزوح الجماعي، ما يؤثر سلباً على الاستقرار الإقليمي.
‏ توسع دائرة الإرهاب: بإمكان المليشيات السودانية توسيع عملياتها إلى الدول المجاورة، مثل تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا ومصر، تحت مظلة “الجهاد في سبيل الله ضد الطواغيت”، بحسب مسمياتهم، ما يرفع نسبة التهديد على الأمن الإقليمي.
‏ زيادة التوترات الدولية: تأثيرات هذه المشاريع الإرهابية قد تجبر الدول الأخرى على التدخل، سواء عسكرياً أو سياسياً، ما يؤدي إلى توترات دولية ومحاولات لصدّ النفوذ الإرهابي، وتحويل السودان إلى محرقة يتم فيها استقطاب وصهر المجموعات الجهادية الإرهابية من كل دول العالم، ما يضع السودان في أتون حرب وجودية تؤدي إلى دمار البلاد عن بكرة أبيها.
‏ التأثير على الاقتصاد: الصراع العسكري المتدهور يؤثر على الاستثمارات والتجارة، ما يضر باقتصاد السودان والدول المجاورة، والسودان يعتبر من الدول ذات البيئة الخصبة والغنية بالثروات، التي تحتاج للاستخراج والاستثمار، بما يعود بالفائدة من مكتسباته الاقتصادية على الشعب، بينما تتم اليوم سرقة مقدرات السودان من قبل الجيش وسلطة الأمر الواقع ودفع هذه المقدرات لاستجلاب الجماعات الإرهابية المتطرفة من كافة أصقاع العالم، للقتال تحت مظلة المؤسسة العسكرية المغتصبة من الجماعة الإسلامية.

‏بالمحصلة، يعتبر ارتباط ياسر العطا بكتيبة البراء بن مالك تحديًا وجوديًا للجيش السوداني من حيث تحوله إلى أداة للأجندات الإرهابية. وهذا الارتباط يشكل تهديداً كبيراً على الأمن الإقليمي والدولي، حيث يمكن أن يتحول السودان إلى مركز للأنشطة الإرهابية العابرة للحدود. ناهيك عن ارتكاب جرائم الإبادة بحق الشعب السوداني.
‏وبناء عليه، يجب على المجتمع الدولي والقوى المحلية أن تعمل بجد لتفكيك ارتباط الجيش السوداني بالجماعات الجهادية، وسحب الغطاء القانوني من يد أفراد الجيش مثل ياسر العطا وزمرته الفاسدة، في سبيل إنقاذ السودان من الحرب المستعرة، واستعادة السلطة في قبضة القوى المدنية والسياسية.

‏فداء الحلبي
‏4 فبراير 2025

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *