المرابط: إصابات بحمرون مرشحة للارتفاع بالمغرب والخرافات والتلقيح وراء انتشاره
أكد الدكتور معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أن مرض “بوحمرون” عاد إلى الساحة بعد فترة من الاستقرار في المملكة. وأوضح أن هذا المرض، رغم أنه ليس جديدًا، يشهد حاليًا تزايدًا في الحالات. وأكد المرابط أن السبب الرئيسي لهذه العودة هو انخفاض التغطية بالتلقيح على مستوى العالم، بما في ذلك المغرب.
وأشار الدكتور معاذ المرابط إلى تقرير منظمة الصحة العالمية الذي ذكر أن عدد الحالات المصابة بفيروس الحصبة (بوحمرون) على مستوى العالم قد تجاوز 10 ملايين حالة في عام 2023، وهو رقم مرشح للارتفاع، ما يعكس انتشار الفيروس بشكل غير مسبوق في العديد من الدول. وأضاف أن عدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض قد وصل إلى أكثر من 137 ألف حالة، معظمهم من الأطفال، مما يزيد من القلق العالمي بشأن عودة الأمراض المعدية بعد فترة من السيطرة عليها.
وأكد المرابط الذي حل ضيفًا على برنامج “نبض العمق” الذي يبث مساء كل جمعة على منصات جريدة “العمق” أن مرض “بوحمرون” بدأ في التفشي مجددًا في العديد من دول العالم، حيث سجلت بريطانيا 3000 حالة إصابة في عام 2024، وهو مؤشر على عودة الفاشيات الوبائية التي كان يعتقد البعض أنها انتهت بفضل التطعيمات والعلاجات المتطورة.
في تحليله للعودة المفاجئة للأمراض المعدية، أبرز الدكتور المرابط أن التلقيح كان من العوامل الأساسية التي ساعدت في القضاء على العديد من الأوبئة في الماضي. ومع ذلك، فإن تراجع التغطية بالتطعيم على مستوى العالم بعد جائحة “كوفيد19” ساهم في عودة الأمراض المعدية مثل “بوحمرون” إلى الانتشار مرة أخرى.
كما أشار المرابط إلى أن بعض السلوكيات الإنسانية العالمية قد ساهمت في تقليص نسبة التلقيح، بما في ذلك تمرد بعض الأفراد ضد ما يعتبرونه “مسلمات علمية”. وأوضح أن بعض الشائعات التي تُروج ضد اللقاحات تزيد من انتشار هذه الأمراض، مما يشكل تحديًا إضافيًا في مواجهة الأوبئة.
ولفت المرابط إلى أن الفيروس المسبب لبوحمرون لم يتحور بشكل كبير كما حدث مع فيروس “كورونا”، بل ظلت تحوراته بسيطة ولم تؤثر على فعالية اللقاح المستخدم. وأوضح أن اللقاح الذي يتم استخدامه منذ أكثر من نصف قرن لا يزال فعالًا ضد جميع الأنواع الحالية من “بوحمرون”.
من أبرز النقاط التي أكد عليها المرابط هي أهمية العودة إلى نسبة تغطية عالية بالتلقيح، حيث ينبغي أن تصل نسبة التلقيح بالجرعة الثانية من لقاح “بوحمرون” إلى 95% على الأقل في جميع المناطق، بما في ذلك القرى والمناطق السكنية الصغيرة. وأضاف أن المغرب كان في الماضي من الدول التي نجحت في تحقيق نسب تغطية عالية بالتلقيح، ولكن للأسف، تم التخلي عن هذا النظام في وقت لاحق بسبب عوامل متعددة، من بينها التشكيك في فعالية اللقاحات والانجرار وراء ما وصفها بالخرافات.
وشدد الدكتور معاذ المرابط على أن تراجع التغطية بالتلقيح يعرض المجتمع لمخاطر كبيرة، ليس فقط بسبب عودة الأوبئة، ولكن أيضًا لأن هذه الأمراض المعدية قد تصيب السكان الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من تعقيد الوضع الصحي بشكل عام. وأكد أنه يجب العودة إلى المبادئ العلمية التي أكدت أهمية التلقيح في الوقاية من الأمراض المعدية، وعدم الانجرار وراء الشائعات التي لا أساس علمي لها.
المصدر: العمق المغربي