بعد انسحاب إسرائيل.. ترتيبات جديدة لإدارة وتشغيل معبر رفح
أمد/ متابعة: كشفت مصادر مطلعة عن الترتيبات النهائية لإدارة معبر رفح، في إطار جهود السلطة الوطنية الفلسطينية لإعادة تشغيله، وسط تطورات ميدانية تتعلق باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن فلسطينيين عملوا سابقًا كضباط في شرطة السلطة الفلسطينية سيتولون إدارة المعبر، وسيتم وضع العلم الفلسطيني فوقه. وتوجه مسؤول الشؤون المدنية في غزة، إياد نصر، إلى المعبر للإشراف على الترتيبات الإدارية، بينما يستعد العميد فارس الريفي، المتواجد في مصر، لتولي إدارة شرطة المعبر فور انتهاء إجراءات التنسيق. كما ستتولى مجموعة من عناصر الشرطة الفلسطينية، تضم سبعة أفراد، تشغيل المعبر بالتنسيق مع بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية (EUBAM)، فيما سيتم دعم العمليات الأمنية بثلاثة عناصر من الشرطة المصرية.
*انسحاب إسرائيلي وتسليم المعبر للقوات الدولية*
في تطور لافت، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية انسحبت اليوم من معبر رفح وسلمته للقوات الدولية، فيما أكدت أن السيطرة على المعبر انتقلت رسميًا إلى القوات الأجنبية. كما أشارت الإذاعة إلى أن إسرائيل صادقت على قائمة الفلسطينيين الذين سيخرجون من القطاع غدًا عبر المعبر، بما يشمل السماح لمسلحي حماس المصابين بالعبور إلى مصر لتلقي العلاج.
*فتح المعبر وتبادل الأسرى*
في ظل استمرار سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، برزت قضية فتح معبر رفح كأحد المحاور الرئيسية. ورغم أن الاتفاق كان ينص على فتحه يوم الأحد القادم، أكدت مصادر لقناة “العربية/الحدث” أنه سيفتح اليوم الجمعة، أي قبل موعد تبادل دفعة جديدة من الأسرى المقرر غدًا. كما شددت إذاعة الجيش الإسرائيلي على أن إسرائيل لن تسمح لأي شخص شارك في أحداث 7 أكتوبر بالسفر عبر معبر رفح.
*إشراف أوروبي وتنسيق مع السلطة الفلسطينية*
وأوضحت مصادر فلسطينية رسمية أن إدارة المعبر ستكون تحت إشراف بعثة EUBAM الأوروبية، إلى جانب فلسطينيين من غزة غير مرتبطين بحركة حماس، يُرجح أنهم تابعون للسلطة الفلسطينية لكن دون إشراف رسمي مباشر منها، وفق ما نقلته قناة “كان” الإسرائيلية. كما أكدت المصادر أن الفلسطينيين الذين سيشرفون على تشغيل المعبر حصلوا على موافقة إسرائيلية.
ووفقًا للاتفاق، سيسمح اعتبارًا من اليوم بخروج عناصر الجناح العسكري لحركة حماس المصابين خلال الحرب لتلقي العلاج الطبي في الخارج، مع ضمان عودتهم إلى غزة بعد استكمال علاجهم. واعتبرت المصادر أن فتح المعبر اليوم قد يقلل من قدرة إسرائيل على الضغط على حماس في ملف تبادل الأسرى.
*دور الاتحاد الأوروبي في تشغيل المعبر*
من جانبه، صرح إياد نصر، مسؤول السلطة الفلسطينية في المعبر، أن 350 جريحًا من عناصر حماس سيغادرون يوم الأحد، يرافق كل منهم ثلاثة من عناصر الحركة. كما كشف أن وفدًا من السلطة الفلسطينية أجرى محادثات مع الاتحاد الأوروبي ومصر وإسرائيل حول تشغيل المعبر.
وفي السياق ذاته، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن التكتل استأنف مهمته المدنية لمراقبة معبر رفح بناءً على طلب فلسطيني وإسرائيلي، مؤكدة أن البعثة ستدعم الموظفين الفلسطينيين في المعبر وستسهل عمليات نقل الجرحى خارج غزة.
Europe is here to help: the EU’s civilian border mission deploys today to the Rafah Crossing at the request of the Palestinians and the Israelis.
It will support Palestinian border personnel and allow the transfer of individuals out of Gaza, including those who need medical care pic.twitter.com/vDXVG0T43B
— Kaja Kallas (@kajakallas) January 31, 2025
*اتفاق على وجود السلطة الفلسطينية داخل المعبر*
وأفاد مصدر في الاتحاد الأوروبي أن مهمة مراقبة المعبر قابلة للتمديد وفقًا للظروف الأمنية، مشيرًا إلى أن وحدة أمنية من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ستشارك في بعثة المعبر. كما تم التفاهم على وجود السلطة الفلسطينية داخل المعبر لإدارته، حيث سيتم السماح خلال الساعات المقبلة بخروج خمسين جريحًا برفقة ثلاثة من أفراد عائلاتهم للعلاج.
ومن المقرر أن يُسمح يوم غد بخروج 200 جريح آخر، مع التأكيد على أن تشغيل المعبر سيتم وفق اتفاق عام 2005، مع تحذير أوروبي من أن أي تعطيل قد يؤدي إلى انسحاب البعثة فورًا.
*تجاوز عقبات تشغيلية وعودة البعثة الأوروبية*
وكشف المصدر الأوروبي عن تجاوز عقبة متعلقة بالزي العسكري لطواقم السلطة الفلسطينية داخل المعبر، ما مهّد الطريق لإتمام عملية التشغيل. وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية قد أُطلقت في نوفمبر 2005 بعد انسحاب إسرائيل من غزة، لكنها توقفت في يونيو 2007 إثر سيطرة حماس على القطاع.
جدير بالذكر أن إسرائيل سيطرت على الجانب الفلسطيني من المعبر في مايو 2024، ولم تظهر بوادر إعادة تشغيله إلا مؤخرًا، بينما استمر العمل من الجانب المصري في استقبال المساعدات عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة، حيث دخلت 193 شاحنة مساعدات الأربعاء الماضي، وفق إحصاءات رسمية مصرية.
مصر تعلن فتح معبر رفح مع غزة
قال مسؤول مصري إن معبر رفح سيبدأ باستقبال الجرحى الفلسطينيين من قطاع غزة اعتبارا من الجمعة.
وكتب محافظ سيناء خالد مجاور على منصة “إكس”: ” صرحت من أيام لجميع الإعلاميين بقرب فتح معبر رفح لاستقبال الجرحي، وتم الإعلان عن فتحه اليوم”.
وأضاف مجاور أن السلطات المصرية ستبدأ في استقبال المصابين”.
بالمقابل أفاد مصدر في حماس وكالة فرانس برس الجمعة ومصدر آخر مطلع على الملف أن معبر رفح بين اقصى جنوب قطاع غزة ومصر سيتم فتحه السبت بعد إتمام عملية تبادل للرهائن والمعتقلين بين اسرائيل والحركة.
وقال قيادي في حماس إن “الوسطاء أبلغوا (الحركة) بموافقة اسرائيل على فتح معبر رفح غدا السبت بعد الانتهاء من إتمام الدفعة الرابعة لتبادل الاسرى”، فيما اورد المصدر الآخر أن هذا القرار سيتيح إجلاء جرحى “تنفيذا لاتفاق وقف اطلاق النار”.
اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، على استئناف مهمة المراقبة في معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وفق ما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية.
وشكلت بروكسل بعثة مدنية عام 2005 للمساعدة في مراقبة هذا المعبر، لكن تم تعليق عملها بعد عامين عندما سيطرت حركة حماس على قطاع غزة.
ومع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر 2023، سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين القطاع مصر، التي ترفض بدورها السيطرة الإسرائيلية على المعبر.