اخر الاخبار

الـAI الصيني Vs الـAI الأميركي.. لمن الافضليّة؟

في عالم يشهد سباقاً محموماً نحو ريادة الذكاء الاصطناعي، ظهرت شركة ناشئة صينية تُدعى "ديب سيك".  تركز الشركة على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر، ما يتيح للمطورين إمكانية فحص وتحسين البرمجيات بحرية.
على الرغم من أن الشركة لم تكشف التفاصيل التقنية كافة، فإن تكلفة تدريب وتطوير نماذج "ديب سيك" تبدو جزءاً صغيراً من التكلفة التي تتطلبها نماذج "أوبن إيه آي"، أو منتجات "ميتا" المتطورة. وتثير الكفاءة العالية للنموذج تساؤلات جدية حول الحاجة إلى إنفاق ضخم للحصول على أحدث وأقوى مسرعات الذكاء الاصطناعي، مثل تلك التي توفرها شركة "إنفيديا". كما يبرز هذا التقدم في ظل القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على صادرات أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين، والتي كانت تهدف إلى إبطاء تقدم الصين في هذا المجال. ومع ذلك، أظهرت "ديب سيك" ما يكفي من التقدم لتُشير إلى أن القيود التجارية لم تكن فعّالة تماماً في إعاقة تقدمها.

يشير النجاح المفاجئ لمنصة "ديب سيك" مفتوحة المصدر إلى تزايد المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي من جانب الصين، مما يؤدي إلى تفاقم المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة للقطاع في الولايات المتحدة. 
أما الخطر الذي يهدد العملات المشفرة، فهو أن يؤدي القلق المنتشر بأسواق الأسهم إلى تآكل شهية المضاربة على نطاق أوسع، مما يحد من التأثير الإيجابي لأمر تنفيذي أصدره الرئيس دونالد ترامب ويهدف إلى تقديم دعم تنظيمي للأصول الرقمية.  ويسلط الارتباط الوثيق بين بتكوين وأسهم شركات التكنولوجيا الأميركية الضوء على ضعف العملة المشفرة في مواجهة تقلبات الأسواق. 

ما هو DeepSeek ؟
تأسست شركة" DeepSeek" في مدينة هانغتشو بجنوب شرق الصين عام 2023 على يد ليانغ ونفنغ، مهندس متخصص في هندسة المعلومات والإلكترونيات. إلى جانب تأسيسه لشركة الذكاء الاصطناعي، يدير ونفنغ صندوق تحوط لدعم مشاريع التكنولوجيا المتقدمة.
 
في مقابلة أجراها مع الأكاديمية الصينية للعلوم في يوليو 2024، عبّر ليانغ عن دهشته من رد الفعل العالمي تجاه تطبيقه، قائلاً: "لم نكن نتوقع أن تكون مسألة الأسعار حساسة إلى هذا الحد. كنا ببساطة نعمل وفق حساباتنا، ونضع الأسعار بناءً على التكاليف".

أداء DeepSeek ومقارنته بالنماذج الأمريكية

أثار إطلاق نموذج" DeepSeekR1"موجة من الجدل في أوساط التكنولوجيا، حيث ادعت الشركة أن نموذجها يضاهي في أدائه أحد أحدث النماذج التي أطلقتها شركة "OpenAI " الأمريكية، خصوصًا في مجالات مثل الرياضيات، البرمجة، ومعالجة اللغة الطبيعية.

ورغم الإشادة الواسعة بالتطبيق من شخصيات بارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل سام ألتمان رئيس"OpenAI"، الذي وصفه بـ"نموذج مثير للإعجاب"، إلا أنه أشار إلى أن " OpenAI" ستواصل تقديم نماذج "أفضل بكثير" في المستقبل.

تأثير DeepSeek على الاقتصاد الأمريكي
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ظهور DeepSeek بأنه "جرس إنذار" لقطاع التكنولوجيا الأمريكي، مؤكدًا أن ذلك قد يكون في نهاية المطاف "إيجابيًا" للولايات المتحدة. وصرح ترامب قائلًا: "إذا كان بالإمكان تحقيق نفس النتائج بتكلفة أقل، فهذا أمر جيد لنا"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستظل في موقع مهيمن في مجال الذكاء الاصطناعي.

التداعيات الاقتصادية على الشركات التكنولوجية
كانت شركة Nvidia من بين الشركات الأكثر تضررًا من موجة الهبوط، حيث انخفضت أسهمها بنسبة 17% يوم الاثنين، مما أدى إلى خسارة تقدر بحوالي 600 مليار دولار من قيمتها السوقية. لكن مع استقرار السوق يوم الثلاثاء، استعادت Nvidia جزءًا من خسائرها، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 8.8%.

تبادل ات الصينية والتقدم في الذكاء الاصطناعي
في ظل القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على تصدير الشرائح المتقدمة إلى الصين، لجأ المطورون الصينيون إلى تبادل ات فيما بينهم والبحث عن طرق جديدة للتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد أثمرت هذه الجهود عن نماذج ذكاء اصطناعي تتطلب طاقة حوسبة أقل بكثير من النماذج السابقة، مما ساهم في خفض التكلفة بشكل كبير، وهو ما قد يغير قواعد اللعبة في هذا المجال.

المخاوف المتعلقة بالأمن السيبراني
لم تمر الشعبية المتزايدة لتطبيق DeepSeek دون إثارة مخاوف بشأن الأمن السيبراني. في أستراليا، دعا وزير العلوم إد هوسيك إلى توخي الحذر، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات في ما يتعلق بجودة التطبيق، تفضيلات المستهلكين، وإدارة البيانات والخصوصية.
كما أعرب بعض اء عن شكوكهم في بعض ادعاءات DeepSeek، مثل ما ذكره إيلون ماسك عندما قال إن التطبيق يعتمد على عدد كبير من شرائح Nvidia، على الرغم من حظر تصدير هذه الشرائح إلى الصين.

مستقبل الذكاء الاصطناعي: إلى أين يتجه السباق؟

يتضح أن ظهور DeepSeek يمثل تحديًا حقيقيًا للهيمنة الأمريكية على قطاع الذكاء الاصطناعي. ومع تزايد الحديث عن حرب تكنولوجية باردة بين الصين والولايات المتحدة، يبقى السؤال الأكبر هو: هل يستطيع DeepSeek أن يغير ميزان القوى في عالم الذكاء الاصطناعي، أم ستواصل الشركات الأمريكية الابتكار لتبقى في الصدارة؟

مستقبل الذكاء الاصطناعي مفتوح على مصراعيه، مع إمكانية ظهور تقنيات جديدة ستغير من شكل المنافسة. ولكن يبقى التحدي الأكبر هو القدرة على الجمع بين الابتكار والحفاظ على معايير الأمن السيبراني والخصوصية في هذا المجال سريع التطور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *