“الخرطوم”.. وثائقي يرصد معاناة السودانيين مع الحرب
بارك سيتي (الولايات المتحدة) أعاد الفيلم الوثائقي “الخرطوم” أنظار العالم إلى الحرب السودانية وتأثيراتها القاسية على السودانيين، حيث عُرض للمرة الأولى هذا الأسبوع في مهرجان سندانس السينمائي، راويا حكايات خمسة من سكان العاصمة السودانية يعانون من آثار الحرب في بلدهم.
و”الخرطوم” هو أول فيلم سوداني يُعرض في مهرجان الفيلم المستقل الأميركي المرموق. وبدأ تصويره في أواخر عام 2022، قبل أن تندلع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش وقوّات الدعم السريع.
والفيلم من إخراج تيميا أحمد وإبراهيم سنوبي أحمد وراوية الحاج وأنس سعيد تحت إشراف المخرج السينمائي البريطاني فيل كوكس الذي بدأ في عام 2021، تصوير فيلم لصالح صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، فقاده إلى تأسيس مجموعة تسمّى مصنع أفلام السودان وتضم عددا من المواهب السينمائية الشابة.
ويقول كوكس “هناك جيل جديد من صناع الأفلام السودانيين يتمتعون بالموهبة والأفكار والطاقة، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى التكنولوجيا أو المواد.”
وقال المخرج المشارك إبراهيم سنوبي أحمد إن الفيلم الوثائقي الذي صُوِّر باستخدام هواتف “آي فون” تم التبرع بها، “يؤدي دور سفير.”
وأضاف “على المستوى الوطني، ينظر إلينا الجميع ويقولون: يجب أن تستمروا من أجل إخبار العالم بما يحدث في السودان،” مشددا على أن “الأمر ليس عبارة عن تسول أو إثارة للشفقة، بل هو تذكير للعالم بأننا موجودون هنا.”
ويتتبع المخرجون الحياة اليومية لمجدي، وهو موظف حكومي ومربّي حمام سباق، ولوكين وويلسون، وهما شابان شقيان يبحثان في القمامة لكسب القليل من المال حتى يتمكنا من شراء القمصان من السوق.
وروى إبراهيم سنوبي أحمد قائلا “كنا على وشك الانتهاء من الفيلم، وكان متبقيا 20 في المئة منه، ثم اندلعت الحرب.”
وقال إن الفوضى التي سادت أدت إلى “فقدان الاتصال مع أبطال الفيلم،” لكن المخرجين تمكنوا في النهاية من العثور عليهم ومساعدتهم على الهروب إلى الخارج.
وما أن أصبح الوضع آمنا حتى اجتمع فريق عمل الفيلم لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي الاستمرار في المشروع وكيفية إكماله.
وقرر الطاقم اعتماد صيغة تجريبية، تقضي بأن يروي الخمسة تجاربهم في بداية الحرب أمام شاشة خضراء تُعرض عليها بعد ذلك صور تتوافق مع قصصهم.
وعلى مدار المقابلات، يصف الشابان لوكين وويلسون مثلا الكبار بأنهم “أغبياء” لكونهم يتحاربون، ويتخيلان نفسيهما يركبان أسدا سحريا في شوارع الخرطوم.
ويأمل مخرجو الفيلم في أن يتمكنوا من خلال لفت الانتباه إلى الحرب، من التأثير بشكل غير مباشر على صناع القرار الدولي.
أما إبراهيم سنوبي أحمد الذي درس الصحافة، فتمنى أن يصل هذا الفيلم إلى جمهور أوسع من مشاريعه السابقة. ولاحظ خلال العرض في سندانس أن في الصالة “ما لا يقل عن 200 شخص. والآن يعرف الجميع كلمة الخرطوم.”
وأضاف “حتى لو استفسر واحد أو اثنان في المئة منهم عن ماهية الخرطوم والسودان، سيؤدي ذلك إلى نقاش.”
وإبراهيم سنوبي أحمد مخرج سوداني شاب يشتغل على تصوير قصص إنسانية قصيرة وسبق أن حازت أعماله على جوائز ومنها فيلمه “رحلة إلى كينيا”. وإلى جانب مهرجان سندانس السينمائي تم اختيار فيلم إبراهيم سنوبي أحمد للمشاركة في مهرجان برلين السينمائي، حيث سيشارك المخرج السوداني الشاب كمتحدث في فعالية “آفرو برلين” 2025 التي تُقام على هامش مهرجان برلين السينمائي، لمناقشة الإبداع السينمائي من منظور أفريقي، وتوضيح كيفية التغلب على التحديات والظروف الواقعية عبر الفن.
العرب
المصدر: صحيفة الراكوبة