اخبار المغرب

حوادث نفوق الجمبري بالعقبة.. تضارب تفسيرات السلطات والمختصين بالأردن يُنذر بتكرار حدوثها

في تقرير صادر عن محمية العقبة البحرية بشأن الحادثة، أشار إلى رصد أعداد كبيرة من الجمبري صغير الحجم (1.5 إلى 3 سنتيمترات تقريباً) نافقة على الشاطئ الأوسط. وأرجع علماء ومختصون في البيئة البحرية هذه الحادثة إلى التغير في درجة الحرارة، الذي يؤدي إلى خلط عمودي وأفقي للمغذيات في مياه البحر، وما يصاحب ذلك من زيادة أعداد الكائنات الحية؛ بما فيها الطحالب التي تزداد بشكل كبير في هذه المناطق، الأمر الذي قد ينتج عنه اختلاف في نسب الأكسجين الذائب المتوفر.

نتائج التحاليل المخبرية أشارت إلى زيادة نسب المغذيات مثل النيتريت (مركب كيميائي ينتج من وفرة المياه العادمة التي تجاوزت القيم الطبيعية)، وتجاوز حدود المواصفات الأردنية في قيم الفحوصات الجرثومية (الميكروبيولوجية) في أحد أنواع البكتيريا المؤشرة إلى تلوث بمياه صرف صحي.

محمية العقبة البحرية رفعت توصية إلى سلطة العقبة الخاصة، تتضمن عمل فحوصات إضافية تشمل المعادن الثقيلة، والملوثات العضوية، والطلب على الأكسجين الكيميائي الحيوي.

علي السوالمة، مدير محطة العلوم البحرية في العقبة، أشار إلى عاملين مذكورين في التقرير؛ هما زيادة التبخر نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، ما يؤدي إلى تركز الملوثات، مضيفاً: « تبخر المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تغير في نوعية المياه الساحلية، المتمثل في ارتفاع تركيز الملوثات الأساسية، مثل الأمونيا، وما ينتج عنها من نيترايت ونيتريت، في حال وصول المياه العادمة والملوثات إلى البحر ».

مصدر رسمي (فضل عدم ذكر اسمه) يؤكد هذه الخلاصة بالإشارة إلى تسرب مياه الصرف الصحي بمنطقة الشاطئ الأوسط، الذي تسبّب في حدوث تلوث ونفوق الجمبري.

فقد اشتُبه سابقاً في حدوث تلوث كيميائي أدى إلى حالات نفوق بحرية، ولكن تبين لاحقاً وجود نسبة تلوث من مياه صرف صحي، يُعتقد غالباً أنها نتجت عن أعمال إنشائية لفندق بمنطقة « الكورنيش »، حيث إن إقامة المشروع على مقربة من الشاطئ، وما صاحبها من عمليات حفر، نتج عنها خروج كميات كبيرة من المياه، تمّ التخلص منها عن طريق صرفها عبر أنبوب يصب في البحر مباشرة.

لكن في المقابل، قال الدكتور أيمن سليمان، مفوض البيئة والمحميات الطبيعية في سلطة العقبة الخاصة، إن أنبوب المياه الموجود بمنطقة الشاطئ الأوسط يخص أحد المشروعات، وإن المياه الصادرة منه مياه بحرية، حيث إن السلطة كانت تعتزم تحويل المياه لمدينة آيلة الإسلامية، قبل أن تقوم دائرة الآثار بأعمال إعادة تأهيل المدينة؛ ما جعل السلطة تتخذ قراراً بتحويل المياه للبحر.

سليمان قال إنهم يقومون بأخذ عينات بشكل دوري للتأكد من جودة المياه وعدم تغيرها، وفي حال تغيرت المياه يتم نضحها لمحطة التنقية.

وحتى يُسدّ هذا الباب عقب حادثة النفوق، أوقفت سلطة العقبة الخاصة ضخ أنبوب المياه للبحر، وتمّ سحب المياه من خلال 39 صهريجاً ونقلها لمحطة التنقية.

المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أضاف سبباً آخر محتملاً للنفوق، وهو استخدام قوارب الصيد، وبعض القوارب الزجاجية، محركات تخلط البنزين مع الزيت.

الدكتور علي السوالمة، مدير محطة العلوم البحرية في العقبة، يؤكد أن جودة المياه بمنطقة الشاطئ الأوسط قد تختلف عن المياه في المناطق الأخرى من البحر؛ بسبب وقوع الشاطئ على منطقة تزدهر بالأنشطة البشرية كالسباحة، وما يصحبها من ممارسات كإلقاء النفايات من الزوار.

السوالمة قال أيضاً: « إن الضغط البشري على استخدامات الشاطئ، المتمثلة بالفعاليات الترفيهية مثل السباحة، والقوارب السياحية، والرياضات البحرية، يؤدي إلى تأثير بيئي مباشر أو غير مباشر في مياه البحر والكائنات البحرية ».

ومن جانبه أضاف الزوايدة أن 85 في المئة من النفايات المُستخرجة من حملات تنظيف جوف البحر هي من البلاستيك؛ إذ استخرجت كوادر السُّلطة 13 طناً من النفايات، بعد أن استوطنت بحر العقبة وموائله الطبيعية، وذلك في فترة امتدت لسبعة أشهر منذ بداية عام 2024.

كما أن جغرافية وشكل شاطئ الغندور، وما به من زوايا بشكل الشاطئ، يحد من تجدد المياه أحياناً.

المصدر: اليوم 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *