اخر الاخبار

العودة ..  والتغريبة أمد للإعلام

أمد/ مشهد فلسطيني سريالي يعكس جدلية الصراع مع الكيان . مشهد تكثيف للوعي الفلسطيني لقضيته وأرضه ودياره ولحلمه ، مشهد تكثيف لمفهوم المقاومه ، المقاومة الشعبيه ، والسياسيه ، مشهد يعلن موقفا جمعيا شعبيا لا نخبويا ، نحن الذين نقرر ، نحن الذين نحسم الصراع ، نحن بجمعنا نهزم دعوات التهجير ..

مشهد تاريخي لمئات الالاف الغزيون وهم يطوون رمال بحرهم المقدس الذي يرافقهم في عودتهم ، يطوون الرمال الذهبيه الاكثر حنية على اقدامهم المنهكة من مشوار العوده ، يمشون بجوار بحرهم الذي يرافقهم بزرقة مياهه الزرقاء الصافيه ، يدلهم على الطريق المتعرج ، يستأنسون به ويستأنس بهم بعد غياب ، طوفان العوده هو التكثيف للعودة التاريخيه الى كل فلسطين ، يسيرون متلاصقين في وحدة حقيقية لا أجمل منها ، كلهم سواء لا وجود للفصائل والطوائف ، فالوحدة تجسدت بدونهم ، اسقطوا الطبقيه ، فالغني والفقير غابا عن المشهد ، واسقطوا المعادلة العمريه ، فالشيخ والطغل والشاب والمراة والعجوز والمريض والجريح  والمعوق تحملهم اقدامهم واحلامهم ، توحد الشعب في ملحمة تاريخيه لا يمكن تجسيدها في أي مسلسلات تاريخيه ، فهي أكبر من ان تجسد لانها الحقيقه المطلقه ..استعجلوا العودة بعد دقائق من القرار ، لم يؤخروا عودتهم الى غد او بعد غد ، لا وقت للانتظار ، العوده اليوم قبل الغد ، الاسراع في العوده الى الشمال هو الرد العفوي والتلقائي على فكرة التهجير والترحيل التي اطلقها الرئيس الامريكي ، رداً جمعيا سريعاً شعبيا ، وعودة لخلق أمر واقع على الارض وفرض ارادة الوجود على صلف الكيان وردا على خطة الجنرالات ، ولا لعزل الشمال عن الجنوب ، عودة سريعه للانغراس مجدداً في الارض واعطائها هويتها الفلسطينيه  ….

وفصول الاسطورة تتوالى ..

ولا اسطوره إلا بأثمانها، والاثمان التي لا تهزم أصحابها هي اسطورة ايضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *