أحمد سعد وأحمد الفيشاوي.. وثقافة الحلق
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
اعتاد الفنانان أحمد سعد وأحمد الفيشاوي الظهور دائما “بلوك “غريب ومختلف، في أغلب المهرجانات الفنية التي يحضرونها. وعادة ما يثيران الجدل، بظهورهما بمظهر غريب. ويعقبه هجوم عنيف من “السوشيال ميديا ” عليهما .
فالجمهور لا يقبل في أغلب الأحوال، بمن يحاولون لفت الأنظار بتلك المظاهر الغريبة علي مجتمعنا .
وخلال مهرجانJoy awards الذي أقيمت فعالياته بالسعودية، ارتدى أحمد سعد بالطو أسود غريب، وحلق في أذنه، وعقد في رقبته .كما ظهر بشارب لا يتناسب أبدا مع ذلك “اللوك”.
وفى تعليقه على ذلك، قال سعد: “رحبوا بالشنب، لوك جديد، وبنحاول نغير شوية.. أنا واخد دور مافيا في الحياة اليومين دول.. بتقمص دور مافيا شوية “.
ثم عاد وقال: “بعتذر عن موضوع الحلق.. كل ما هاعمل حاجة غلط ، هاطلع أعتذر.. مش المشكلة إنى باعتذر.. المشكلة أبقى ماسك في رأيي.. أنا بيهمني رأي وكلام الناس، اللي بتنتقدني.. هما ناس مهمين.. أنا مش بتجاهلهم.. بس بلاش شتيمة “.
ثم عاد وقال: “الحلق أمر شائع عند الغرب، وجزء من تقاليدهم.. والأمر ليس مرتبطا فقط بالنساء.. بل موضة معينة.. وهناك شباب كتير يرتدونه.. كما أن الحياة أصبحت مفتوحة”.
ارتداء أحمد سعد لهذا “اللوك” المثير للجدل، لم يكن المرة الأولى، بل سبقه ارتداؤه جاكت “شبكة”، وكان معه “جيبه”، لكنه رفض ارتداءها، وارتدى” الشبك” فقط .!
ولا أدري لماذا يصر على ذلك “اللوك”، الذي يسحب من رصيده ولا يضيف إليه، فهل يريد من وراء ذلك الجري خلف موضة معينة؟! أم أنه يريد الترويج لألبومه الجديد بطريقة مختلفة؟! أم هو تقليد للغرب، بعفوية وتلقائية غير مقصودة؟!
إن الكثير من نجوم السينما العالمية يظهرون في المعتاد، بملابس في غاية الأناقة، أثناء مشاركتهم في المناسبات الفنية المختلفة .
وعدد غير قليل منهم، هو من يسعى إلى ارتداء “لوك ” غريب وغير تقليدي مسايرة للموضة المجنونة .
فلماذا يفعل أحمد سعد ذلك بنفسه؟! وهو المطرب الذي يتميز بصوت جميل وقوي وأغنياته تحقق مشاهدات عالية؟!
أحمد سعد لم يكن وحده الذي ظهر “بلوك” غريب .
فأحمد الفيشاوي، فعل نفس الشيء وظهر” بلوك” غريب هو الآخر، فقد اعتاد على لبس الحلق والظهور “بتاتوهات” وعندما سألوه عن ذلك، قال: “كنت بتغدى في فندق في الجيزة.. وبعدين كان فيه عسكري صعيدي أول يوم ليه في الخدمة،
وأنا داخل الفندق سألني: “هو مش الوشم ده حرام؟!” قلت له: حضرتك جدتك كافرة؟!
فأجابني: “لا طبعا” . فقلت له: ” طب مش جدتك عاملة وشم في دقنها؟!”، وأوضح الفيشاوي: “الفن مش حرام، والتاتو نوع من الفن”.
واستطرد: “الوشوم بتتعمل في الصعيد، منذ آلاف السنين، وموجودة من أيام الفراعنة. ” وأردف: “بالنسبة لارتداء الحلق، القراصنة يرتدون حلقا، وهو نوع من التعبير عن انفسهم، والحلق لا يقلل من الرجولة، وكبار الممثلين، مثل “ويل سميث”، و”مورجان فريمان “،وغيرهم يرتدون حلقا .
وهنا أقول للفيشاوى : “إن الوشم في الصعيد كان مختلفا تماما عما يفعله .
ثانيا أن الناس كانوا بسطاء، وليس لديهم ثقافة كافيه .
كما أن تشبه” الفيشاوى” بالقراصنة أمر غريب، فالقراصنة مجرمون ولصوص، وليسوا قدوة نتشبه بها ! فكيف اقتنع أحمد الفيشاوي، أن ارتداء الحلق لا يقلل من الرجولة؟!
إذا كان ذلك مقبولا في المجتمع الغربي، فبالتأكيد مجتمعنا الشرقي لا يقبله بأي حال من الأحوال ! .
لأنه من المعروف أن الذى يرتدى الحلق، في مجتمعنا هم النساء يا بوحميد !
وكلمة لابد أن تسمعها بأذنك، ولكن لا تضعها حلقا فيها: “إنك فنان موهوب جدا، ولك أدوار رائعة، ولكن ينقصك إدارة الموهبة! فلا تفسد التورتة الجميلة بوضع كريمة فاسدة فيها ! “
إنني أتفهم أن هناك فنانين، يحضرون المهرجانات، والمناسبات العامة، ويتعمدون الظهور “بلوك” غريب للفت الأنظار وجذب الانتباه، واعتلاء الترند . لكنني أعتقد أنك لست واحدا منهم .
لكنك على ما يبدو متأثر بشكل كبير، بالثقافة الغربية، لأنك عشت بالخارج، ولك العديد من الأصدقاء الأجانب، وتحب أن تعيش حياتك، كما تعتقد أنه الصواب وأحيانا كما يحلو لك، بصرف النظر عن آراء المحيطين بك .
ولكن ألا تعلم أن الفنانة الكبيرة الراحلة ” تحية كاريوكا” تعمدت أن تظهر في مهرجان كان وهي ترتدي “الملاية اللف” وكان ذلك سببا في جذب الانتباه إليها بشدة. وتركت الصحافة العالمية النجوم العالميين، وركزت على تحية كاريوكا وملابسها التي لم يعتادوا عليها .
ومن هنا يجب أن نتعلم، أن ننقل نحن ثقافتنا إلى الغرب، وليس العكس .
إنني أرجو من الأحمدين سعد والفيشاوي أن يعيدا النظر في” اللوك “الذي يظهران به خاصة في المناسبات الكبرى، لأن الاعتزاز بثقافتنا أعظم ألف مرة من الاعتزاز بثقافة الحلق.