اخبار المغرب

مخططات الخلايا الإرهابية لزعزعة استقرار المغرب تتحطم أمام يقظة الأجهزة الأمنية

في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إجهاض مخطط إرهابي وشيك كان في مرحلة التحضير لتنفيذ عمليات تفجيرية بمنطقة حد السوالم بإقليم برشيد، وتوقيف 4 متطرفين ضمنهم 3 أشقاء بايعوا تنظيم “داعش” الإرهابي.

في هذ السياق أكد الخبير الأمني محمد الطيار، أن هذه العملية، التي أسفرت عن اعتقال خلية إرهابية تابعة لتنظيم “داعش” كانت على وشك القيام بأعمال إرهابية وتخريبية، تؤكد من جهة أن الخطر الإرهابي لا يزال حاضرا في المغرب، وأن محاولات المجموعات الإرهابية لزعزعة استقرار المملكة ما زالت مستمرة.

وأضاف الطيار، في تصريح لجريدة “”، أن عملية توقيف عناصر الخلية الموالية لـ”داعش” في حد السوالم تؤكد من جهة أخرى يقظة عناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وتجسيدهم الفعلي للمقاربة الاستباقية التي تعتمدها هذه الإدارة، والتي أسفرت عن إنجازات مهمة جدا طيلة السنوات الماضية، وكانت محل إشادة من الداخل والخارج.

وأشار إلى أن إجراءات البحث والتعقب للمشتبه فيهم باشرتها عناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني منذ مدة، وكان عناصر الخلية محل رصد ومراقبة ومتابعة دقيقة، ولم يتم اعتقالهم إلا بعد أن تم تحديد قرب موعد قيامهم بتنفيذ مخططهم الإرهابي، خاصة بعد ارتيادهم أربع محلات لبيع العقاقير بمنطقة حد السوالم، حيث اقتنوا منها مواد كيميائية أولية تدخل في صناعة المتفجرات، من أجل تحضيرها للقيام بعمليات تجريبية لصناعة الأجسام المتفجرة. كما قاموا بزيارات استطلاعية في أماكن متفرقة وللعديد من الأهداف التي تشكل أهدافا محتملة لمخططاتهم الإرهابية.

وأوضح الطيار أن إجراءات التدخل والاقتحام التي باشرتها عناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تمت بتنسيق محكم مع عمداء وضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وبالتعاون الميداني مع عناصر الفرقة الجوية والمركز القضائي للدرك الملكي.

وشدد على أن هذا المستوى من التنسيق الميداني العالي بين مختلف الأجهزة الأمنية يعد تجسيدا حقيقيا للنجاح الذي حققه المغرب في تطوير استراتيجيته الأمنية المتكاملة، وبناء منظومة أمنية تقوم على التنسيق الفعال بين جميع مكوناتها.

وكانت عملية المداهمة قد أسفرت عن توقيف أربعة عناصر متطرفة، من ضمنهم ثلاثة أشقاء، يرتبطون بتنظيم “داعش” الإرهابي، يبلغون من العمر 26 و29 و31 و35 سنة، كانوا ينشطون في منطقة حد السوالم.

وقد تم تنفيذ هذه العملية الأمنية في مكانين مختلفين، عبارة عن منزلين سكنيين، وشارك فيها تقنيو الكشف عن المتفجرات، وعناصر الفرقة السينوتقنية التي تضم الكلاب المدربة للشرطة المتخصصة في رصد المتفجرات والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى مروحية للدرك الملكي قامت بتمشيط أماكن التدخل من الأعلى، كانت تحمل قناصة متخصصين في الرماية عالية الدقة تابعين للقوة الخاصة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

وأسفرت إجراءات التفتيش في أماكن التدخل عن حجز أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام، ومجموعة كبيرة من القنينات تضم سوائل ومساحيق كيميائية، وأكياس تضم كمية كبيرة من أسمدة كيمائية، ومادة الكبريت ومسحوق الفحم، وأملاح ومواد مشبوهة، بالإضافة لأسلاك كهربائية ومعدات للتلحيم وأشرطة لاصقة، يشتبه في تسخيرها لتحضير وصناعة المتفجرات.

وحسب البلاغ الصادر عن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، فقد انطلقت الأبحاث الاستخباراتية في هذه القضية منذ مدة، بعدما رصدت مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني شريط فيديو يعلن فيه الأشخاص الموقوفين “البيعة والولاء” لتنظيم “داعش” الإرهابي، مع التعهد بارتكاب أعمال إرهابية وشيكة.

وقد أوضحت إجراءات البحث والتعقب أن المشتبه فيهم قاموا، في يوم واحد، بارتياد أربع محلات لبيع العقاقير بمنطقة حد السوالم، اقتنوا منها مواد كيميائية أولية تدخل في صناعة المتفجرات، قبل أن يعمدوا لتخزينها بمنزل أحدهم وتحضيرها للقيام بعمليات تجريبية لصناعة الأجسام المتفجرة.

كما كشفت نفس الأبحاث والتحريات أن اثنين من الأشقاء الموقوفين قاما بزيارات استطلاعية في أماكن متفرقة وأوقات مختلفة، وثقوا خلالها بالصور وبتسجيلات الكاميرا العديد من الأهداف المحتملة لمخططاتهم الإرهابية.

وتشير المعلومات الاستخباراتية التي أكدتها إجراءات البحث أن المشتبه فيهم كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات تخريبية باستخدام مواد متفجرة، قبل الالتحاق بمعسكرات تنظيم “داعش” في منطقة الساحل.

وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم الأربعة الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي يباشره المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن جميع الارتباطات المحتملة لهذه الخلية بالتنظيمات الإرهابية الإقليمية والعالمية، وكذا تشخيص وتوقيف كل العناصر المرتبطة بهذه الخلية الإرهابية.

 

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *