اخبار

الفلسطيني محمد عرقان.. حرٌ بعد 30 سنة من الاعتقال

بعد اعتقال دام نحو 30 سنة في السجون الإسرائيلية، عانق الأسير الفلسطيني محمد عرقان، الحرية، السبت، وذلك ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ الأحد.

ولد محمد نبيل عامر محمد عرقان، في 28 أبريل/نيسان 1959، ونشأ في حارة الشيخ، بمدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، حيث انتمى مبكرًا إلى حركة “فتح”.

ـ العائلة والفقدان

الأسير المحرر متزوج وأب لأربعة أبناء، أكبرهم في الثانية عشرة وأصغرهم في السادسة عند اعتقاله في 24 فبراير/شباط 1995.

وبينما قضى سنوات شبابه خلف القضبان، أصبحت ابنته الكبرى أمًّا، وحفيده الأول وُلد وهو في الأسر، ما أضاف بُعدًا إنسانيًا عميقًا لمعاناته.

أمضى الأسير المحرر آخر أيامه في سجن ريمون جنوبي إسرائيل في ظروف صعبة، وكان يقضي حكما بالسجن المؤبد.

والمؤبد غير محدد المدة، وإن كان من المتعارف عليه أنه يعني السجن مدى الحياة، لكن إسرائيل باتت تنتهج في السنوات الأخيرة سياسة احتجاز جثامين الأسرى حتى بعد وفاتهم داخل السجون.

ووفق معطيات مؤسسات حقوقية فلسطينية، بلغ عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية نحو 10 آلاف و400 فلسطيني نهاية 2024، بينهم نحو600 أسير محكومون بالسجن المؤبد.

ـ أحد عمداء الأسرى

صنف مركز أسرى فلسطين للدراسات، عرقان، بأنه “أحد عمداء الأسرى” في إشارة لطول فترة اعتقاله.

وأوضح المركز أن عرقان، “معتقل منذ 24 فبراير 1995، واتهمه الاحتلال بالانتماء إلى مجموعة عسكرية تابعة لحركة فتح وتنفيذ العديد من العمليات النوعية التي أدت الى مقتل وإصابة عدد من المستوطنين”.

وفق المركز، حكم على الأسير المحرر “بالسجن المؤبد مرتين، وعانى من وضع صحي حرج حيث لا تقدم إدارة السجن له سوى المسكنات، ويعاني من مرض في الكبد، ويسمى (همغوما)، يسبب له آلاما”.

وعرقان، واحد من 20 أسيرا فلسطينيا، لم تشملهم الإفراجات الإسرائيلية خلال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في تسعينيات القرن الماضي.

ويعاني العرقان من مرض “الكبد الوبائي، كما أنه أصيب قبل اعتقاله برصاصات أثناء مقاومته للاحتلال، كما ويعاني من آلام مستمرة في رأسه”، وفق المركز الفلسطيني للإعلام، التابع لحركة حماس.

وفي وقت سابق السبت، سلمت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس، 4 أسيرات إسرائيليات “مجندات” إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ميدان فلسطين بمدينة غزة، فيما أفرجت إسرائيل عن 200 أسير فلسطيني بينهم 121 محكومون بالسجن المؤبد و79 من ذوي الأحكام العالية.

وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير الجاري، صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.

وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.

وشهد التبادل الأول، الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلا طفلا ومعتقلة فلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *