مالك جدادة نائب المزعوم رئيس مجلس السيادة
اوهاج م صالح
عندما تم اختيار السيد مالك عقار نائباً للمزعوم رئيس مجلس السيادة ، كنا نتوقع انه يرفض هذا التكليف ، واذا قدر له ان يوافق ، فسوف يكون اضافة تخدم خط الإنتفاضية الشعبية ، وقضايا الهامش ، أو على الأقل سيكون همزة وصل بين جيش البرهان ودعم سريع حميدتي ، ويجتهد في اقناعهما لإيقاف حربهما العبثية التي عصفت بالبلاد. طبعا هذا يمكن ان يحدث مبتدءً ، في حالة تمكنه من اقناع حميدتي بمبررات قبوله منصبه الذي انتزع منه. وقد مرت على الرجل ظروف ومناسبات عدة ، كانت كفيلة بأن يثبت من خلالها اهليته لهذا المنصب ومن ضمن تلك المناسبات رفض البرهان المتكرر للمفاوضات ورضوخه المطلق لتوجيهات الكيزان، وكذلك هدم البني التحتية في جميع انحاء الوطن ، وقتل وتشريد الشعب السودان. السيد مالك جدادة ، بحكم نضاله الطويل ضد حكومة المركز وكذلك بحكم انه من هوامش الهامش ، ويعتبر في الدرجة الثالثة من التهميش ، كان متوقع منه ان يلعب دورا كبيرا في ايقاف هذه الحرب ولكن طلع جدادة ساكت بحق وحقيقة ، واثبت على نفسه ما يقوله عنه الناس انه زول “خرجو بطنه” أي زول بطوني. وكون يصبح الإنسان همه بطنه فقط ، دي مشكلة كبيرة وكبيرة جدا كمان ، لأنه يكون شخص عديم الفائدة وشارد الذهن والتركيز بسبب التخمة وتركيزه المستمر في حشو بطنه. الآن فقط تأكدت لي مقولة والدي ، متعه الله بالصحة والعافية ، عندما كان يقول لمن لم يركز ساعة وجود صينية الطعام امام الناس”حضرت الأكول وزاغن العقول” بضم الحمزة والكاف ، وحسب ما علمنا بأن السيد مالك دجاجة ، اول ما يصبح يكون همه الأول والأخير ان يضمن وجود خروفه جاهزا للإعداد ، على نسق شعار الدعم السريع “جاهزية ، سرعة ، حسم” وقد ذكر الرواة انه نهام شره لا يطفىء هيجان بطنه الا خروف كامل الدسم وبصفة يومية.
وهنا اشرح لكم لماذا قلت على مالك عقار انه طلع جدادة ساكت. فنعتي له بالجدادة لا علاقة له بإستهزائه بمنبر جدة حين رفض قائلا (لا جدة ولا جدادة) ولكن لما للجدادة من صفات تتطابق تماماً مع صفات صاحبنا مالك عقار ، فالجدادة يا سادة ياكرام ، على الرغم من صغر حجمها الا انه لا تستطيع اكبر مخلوقات الله في منافستها في الأكل. وقد روى لنا حبوباتنا ، تغمدهما الله بواسع رحمته ، احجية مفادها ، ان تحديا وقع بين الفيل والجدادة ، في ايهما يستطيع ان يأكل اكثر من الثاني. وانطلقت صافرة البداية ، وبدأ الإثنان في الأكل بدون توقف ولمدة طويلة من الزمن والجدادة لم تترك حبة في الأرض ولا رطب ولا يابس الا إلتهمته ، وهي منهمكة في مهمتها وبسرعة فائقة. وفي الجانب الآخر الفيل لم يترك شيء في الأرض او فوق الأشجار الا والتهمه لدرجة انه يرمي بالأشجار الصغيرة أرضا ليسهل عليه اكلها ، واستمر الحال هكذا بين الجدادة والفيل لفترة طويلة من الزمن ، فأمتلأت بطن الفيل وانتفخت واصيب بالتخمة فخر صرعا في الأرض ورقد متخوماً ، والجدادة لا تزال تلتقط ميمنة وميسرة ولم تنتبه لتوقف الفيل عن الأكل ونومه. وبينما الفيل نائم بدأ في اخراج الفضلات ، اكرمكم الله ، والجدادة منهمكة في الأكل ، فقضت على كل ما حولها حتى جاءت الى فضلات الفيل لتلتقط منها ما هو مفيد للأكل وقضت على ما في الفضلات واستمرت كذلك حتى وصلت الى مؤخرة الفيل لتجد فيه بقايا من الحبوب وايضاً اكلتها بنهم شديد ، وبينما هي كذلك نقرت على مؤخرة الفيل مباشرة ، فقام الفيل مفزوعاً مزعورا ليرى من الذي يعبث بمؤخرته ، فإذا بالجدادة واقفة امامه تبحث عن شىء حوله لتأكله ، فتعجب الفيل من قدرة الجدادة على الأكل وصمودها طيلة هذه المدة، وبالتالي فازت الجدادة على الفيل في منافسة الأكل. وطبعا الجدادة بقدر ما لها من قدرة على الأكل طوال النهار ، إلا انها بلا عقل. وهكذا هو صاحبنا مالك دجاجة ، جثة بلا عقل ، لأن الاكل الكثير يذهب بعقله ويضعفه ، تماماً كما تفعل الخمر برؤسائه في حكومة الأمر الواقع ، لذلك نراهم جميعا لا يدرون ما يحدث لهذا الشعب المكلوم وهذا الوطن الهالك المنهوب والمتغول على اطرافه من الطامعين.
وعن مشكلة الإفراط في الأكل وخطورته على الأنسان ، عن المقدام بن معد يكرب قال ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما ملأ ابن ادم وعاءً شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه). وأخونا في الله مالك جدادة يتغول على الثلاث اثلاث في آن واحد (الأكل والشراب والنفس) فيصاب بالتخمة ويذهب عقله وبالتالي فهو في هذه الحكومة كعجل السامري “عجل جسد له خوار”، لا يدري ماذ يحدث في هذا البلد ولا يعلم بمعاناة الشعب التي تحدث عنها العالم بأسره. وقد سبق ان قال الزعيم الراحل جون قرنق عنه “مالك عقار ده ترسله عشان يكتل ليك الدابي ، يجيك جاري والدابي متشربك في كرعينه). وكذلك قال عنه البشير ما لم يقله مالك في الخمر.
مالك جدادة حتى في التهميش يعتبر هو في زيل المهمشين ، وكلكم سمعتم ما حدث للمهمشين في مدني والكنابي التي تضم عدد كبير من اهله ، لدرجة ان العالم بأسره ، ادان تلك الجرائم البشعة ، عدا الكيزان ، قاتلهم الله ، بل ان تلك الجرائم اصبحت ضمن الأسباب التي بموجبها فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على رئيسه البرهان ، والسيد مالك جدادة كل الذي فعله في هذا الأمر انه قام بتشكيل لجنة يرأسها شخص يسمى بخاري ، ويبدو من اسمه من شلة النائم العام ، واحد كوادرالكيزان ، لكي تقوم بالتحقيق في تلك الجرائم وتقديم مرتكبيها للمحاكمة، وهو يعلم علم البقين انه سوف لن يقدم أي شخص للمحاكمة ، على الرغم من ان الذين فعلوا تلك الفظائع قد وثقوا جرائمهم بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة. لذلك موضوع انتهاكات مدني لا تحتاج لكثير عناء ولا للجان تحقيق ، وكل المطلوب هو احضار الجناة لنفس مكان جريمتهم ليمثلوها ومن ثم ينفذ فيهم القصاص رمياً بالرصاص ، وبذلك يطمئن الناس لعدالة نظام مالك دجاجة ، وكذلك تهدء نفوس اخوتنا الجنوبيين ويتوقف القتل والتهديدات التي طالت ولا تزال تطال السودانيين في الجنوب. ومن المفارقات ، قيل ان مالك دجاجة هو اصلا وفصلا من الجنوب ، لذلك كان من باب اولى ان يكون هو اول المنددين بجريمة اعدام اخوته الجنوبيين في مدني وكذلك سائر المهمشين. كان الهامش يتوقع من هذا الرجل ان يكون فزعاً له ولكنه بكل اسف ، اصبح وجعاً وغصة في حلق الهامش ، مثله تماماً كمثل تجار الحروب امثال السماء ذات البروج اركو مناوي ، وفكي جبريل والسيد مالك دجاجة ، بدلا من ان يستهجن تلك الجرائم التي حدثت في مدني ، ندد بالعقوبات التي فرضت على رئيسه البرهان وعلق قائلا بأن هذه العقوبات القصد منها تفتيت السودان ، هو اصلا فضل شيء في السودان؟ وتنديد مالك جدادة بالعقوبات يعضد قولنا عنه بأنه رجل متخوم وطاشي شبكة ، بدليل انه لا يعرف ما يجري في السودان من دمار ونزوح وقتل وتشريد وتجريف لحدوده ، وهو لا يزال يصدق بأن هناك بلد اسمه السودان . اصحى يا مالك جدادة من غيبوبتك ودع عنك الإفراط في الأكل حتى تركز معنا شوية لندرك ما يمكن ادراكه. بئس الرجل البطوني ، خرجو بطنه.
لا ادري لماذا نحن نقول للدجاجة جدادة ونحن قد درسنا في المدرسة في نشيد دجاجي يلقط الحبة، ان اسمها دجاجة (دجاجي يلقط الحبة ويجري وهو فرحان) فكيف غيرنا الدجاجة الى جدادة؟ ومع ذلك نحن نحمد الله اننا احسن من غيرنا حيث انهم يسمونها (فرخة) وآخرين جاجة بحذف الدال ، وكله عند العرب صابون.
لا للحرب ، نعم للسلام والحكومة الجديدة ، لتقوم بمهامها تجاه هذا الشعب المكلوم والوطن المنهوب.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة